منذ حصول حزب الحرية والعدالة علي الأكثرية في انتخابات مجلس الشعب.. تغيرت سياساتهم تجاه الآخرين من القوي السياسية، ومع أفراد الشعب غير المنضمين إلي جماعة الإخوان.. وبعد أن كانوا يدعون إلي المشاركة تبنوا مبدأ المغالبة بل زاد عليه البعض منهم بتوجيه ألفاظ مهينة.. لا يختلفون في ذلك عن النظام السابق الذي أسقطه الشعب. ففي أي اجتماع أو حتي لقاء تليفزيوني في الفضائيات.. كانوا يتبعون أسلوبا ابتدعوه وأصبح كاللزقة في مناقشاتهم هو التشويش المتعمد والصوت العالي حتي لا يمكن للمستمعين أو المشاهدين أن يسمعوا أو يتبنوا الرأي الآخر المخالف لرأيهم. وان دل ذلك علي شيء.. إنما يدل علي أنهم لا يملكون الحجة المقنعة.. ويريدون أسلوب التشويش إلا يكتشف ما كانوا يخفونه من صور التسلط والرغبة المحمومة في السيطرة علي كل مفاصل الدولة.. حتي يتحقق تغيير الهوية المصرية .. التي تشكلت عبر العصور والعهود المختلفة وأعطت لها من الصفات ما تميزت به. فمن قياداتهم من فاجأنا بتصريحات واضحة لا لبس فيها علي غرار (طظ في مصر) .. و«لا مانع ان يحكمها ماليزي». ثم جاء آخر يلغي الدولة علي ان تكون ولاية ضمن خلافة عاصمتها (القدس)!!! ماذا يجري الآن تحت سمع وبصر الجميع.. وماذا يحمل فصيل الإسلام السياسي للوطن؟؟ فهل جاء من أجل طمس تاريخه المجيد وحضارته التي يقف أمامها العالم منبهرا.. علي أساس أنها أول حضارة إنسانية متكاملة .. أشرقت بنورها علي البشرية وطافت بها آفاق العلوم من طب وهندسة وكيمياء وفلك والفنون بعناصرها المبدعة.. ومازال .. ما توصلت إليه الحضارة المصرية يعتبر أساسا للحضارات اللاحقة .. وتحرض الدول المتقدمة علي تدريس تاريخ مصر القديم في مدارسها. ولقد زاد أسلوب المغالبة والتشويش خاصة بعد مجيء الرئيس مرسي إلي سدة الحكم. وكانت قمة المغالبة والتعالي.. فوصل الأمر إلي التشويش بل والاعتداءات الهمجية .. وما حدث في ميدان التحرير يوم الجمعة 12/10/2012.. لا يقل في أثره السيئ عن ما حدث في موقعة الجمل.. أو أيضا مشابهة لمأساة أحداث (ماسبيرو) بالتحديد. فتجمع التيار الشعبي وغيرهم من الأحزاب والتجمعات الشبابية.. أعلن عنه بأسلوب حضاري من فترة كافية (حوالي أسبوعين) وحدد المكان.. وساعات التظاهر والأهداف حددت بخصوص محاسبة الرئيس مرسي وحول الجمعية التأسيسية، والحد الأدني والأعلي للدخول.. وفجأة.. دخلت إلي الميدان جحافل من أنصار واتباع حزب الحرية والعدالة.. وجماعة الإخوان.. لم يكتفوا بالهتاف للرئيس مرسي .. بل عمدو إلي تحطيم منصة التيار الشعبي ومنصة حزب الوفد.. وحطموا أجهزة الصوت.. واعتدوا علي المتجمعين من الشباب بكافة الاتجاهات السياسية بصورة وحشية لم يشهدها ميدان التحرير من قبل حتي في عهد النظام الذي أسقط.. وكانت المبررات التي سيقت من قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.. بأن ميدان التحرير ليس حكراً علي أحد!!! ان سياسة التشويش والصوت العالي وممارسة العنف والتلويح به.. مثل ما حدث قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة. لن تنطلي علي أحد.. بل ستأتي بنتيجة عكسية لن تفيدهم بل ستضرهم. ولنتذكر جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.. إنه «لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين». والشعب المصري بمسلميه وأقباطه بحمد الله مؤمن!! الكلمة الأخيرة كلمة مخلصة توجه إلي مؤسسة الرئاسة من مستشارين ومساعدين ومعهم الأعوان والأنصار.. رفقاً بمصر.. ولا نقول رفقاً بالرئيس مرسي. فما يصدر من قرارات.. وما تعكسه ممارسات.. لم تشهد لها البلاد مثيلا في مختلف العهود السابقة يهز صورة الوطن.. ويطرح التسآل.. لماذا كانت ثورة 25 يناير المجيدة؟؟