الايمان بالملائكة والكتب والرسل من صفات المؤمنين والملائكة -كما ذَكَرَت العديد من النصوص- يَموتون كما يَموت جميع الخلق من الإنس والجن وغيرهم من المخلوقات والكائنات؛ حيثُ جاء ذلك صريحاً وواضحاً في قوله سبحانه وتعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُون)[3]. فالملائكة الكرام تشملهم هذه الآية؛ لأنهم في السماء، ويَذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (أنّ الموت يحدث في النفخة الثانية والمُسمّاة بنفخة الصّعق، وفي هذه النفخة يموت جميع الأحياء من أهل السماوات والأرض، إلّا من كتب الله سبحانه له البقاء كما وَرد في أكثر من موضع، وبعد ذلك يَقبض أرواح الباقين، ويَكون آخر من يَموت من الخلائق هو ملك الموت، وينفرد بالحياة الحي القيوم سبحانه؛ الذي كان أولاً والباقي آخراً بعد موت جميع الخلق؛ فيتّصف سبحانه بالديمومة والبقاء، ويقول سبحانه: لمن المُلك اليوم؟ ويكررها ثلاث مرات)[2]. ثم يجيب الله عز وجل نفسه بنفسه فيقول: (لله الواحد القهَّار) [4] تُشير الدلائل أنّ جميع الخلق يموتون؛ حيثُ قال سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون)[5]. وذَكر عبد الرحمن السيوطي في كتابه، عن محمد بن كعب الْقرظِيّ أنه قال: (وصل إليه أَنّ آخر من يَمُوت -من خلق الله عز وجل- ملك الموت؛ فيُقَال له حينها: يا ملك الموت مُت، فَوَقْتَ ذلك يصرخ ملك الموت صرخة لَو سمعها من في السَّموات ومن في الأَرض لماتوا فَزعًا، ثمّ بعدها يَمُوت، وذكر أيضاً أَن الموت يكون أَشد على ملك الموت من جَمِيع الخلق).