أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب ترجع إلى عدة أسباب، أهمها التوقعات المرتبطة بحدوث موجة أخرى من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى عدم استقرار الأسواق العالمية وارتفاع تكاليف استخراج الذهب، بالإضافة إلى الاتفاق الروسي التركي حول ليبيا، وانزعاج أمريكا منه والمناورات العسكرية الروسية التي ألقت بظلالها على أسعار الذهب في الأسواق العالمية. وأشار الخبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن آزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، أثرت بشكل مباشر على سلوك المستثمرين ودفعتهم إلى السعي نحو الاستثمار في الذهب، باعتباره مخزن للقيمة والملاذ الآمن، متوقعين حدوث ارتفاع ملحوظ في أسعاره خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة عدم وجود سيناريو واضح للانتهاء من أزمة فيروس كورونا. وكانت قد صعدت أسعار أوقية الذهب في البورصة العالمية للمعادن، مما ساهم في ارتفاع أسعار الذهب فى مصر اليوم السبت، 25-7-2020 ، فى بداية التعاملات الصباحية لسوق الصاغة، ليسجل سعر الذهب في مصر أعلى سعر له فى التاريخ اليوم لليوم الرابع على التوالى. وفي هذا الصدد قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد ونائب المدير التنفيذي لمركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجة، إن أسباب الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب، ترجع إلى التوقعات المرتبطة بحدوث موجة أخرى من انتشار فيروس كورونا. وأكد الإدريسي، إلى أن أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، أثرت بشكل مباشر على سلوك المستثمرين ودفعتهم إلى السعي نحو الاستثمار في الذهب، باعتباره مخزن للقيمة والملاذ الآمن لهم في الفترات الصعبة كالحروب والثورات والأوبئة وغير ذلك. وأوضح الإدريسي، أن الطلب العالمي على الذهب شهد تزايد كبير خلال الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة عدم وجود سيناريو واضح للانتهاء من أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، أو الوصول لعلاج فعال ومتداول للقضاء على هذه الوباء في جميع دول العالم. ولفت أستاذ الاقتصاد، إلى أن التوقعات التي بدأت أن تخرج من المؤسسات الدولية وعلى الأخص من صندوق النقد الدولي، التي كانت توقعاته أكثر تشاؤماً بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث حذر من تصحيح في الأصول عالية المخاطر وأسواق الأسهم، لافتاً إلى أنه سيتنج عنه انهياراً أو ركوداً بأثر أعمق، كما أوضح تقرير له أن الاقتصاد العالمي قد يواصل الركود إذا استمرت الأزمة الحالية، مما يضاعف إقبال المستثمرين على الذهب. وتوقع نائب المدير التنفيذي لمركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجة، زيادة معدلات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، وحتى الانتهاء من أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، لافتاً إلى انخفاض سعره محلياً وعالمياً تدريجياً مرتبط بالخروج من هذه الأزمة وذلك بعد الوصول إلى لقاح عالمي مؤكد للقضاء على هذا الوباء. وأشار الدكتور علي الإدريسي، إلى ما تقوم به الدولة المصرية خلال هذه الفترة من مبادرات، وذلك للخروج من مرحلة الركود ولتشجيع المصنعين والمنتجين على الإنتاج وتحفيز الاستهلاك، مثل مبادرة "ميغلاش عليك"، التي من المقرر أن تنطلق غداً، الأحد، والتي من شأنها انعاش الطلب في السوق المحلي ومساعدة المصانع على تصريف مخزونها الذي تراكم خلال الأشهر الماضية مع تراجع حركة الأسواق، متأثرة بتداعيات فيروس كورونا. ومن جانبه أكد الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة يرجع لعدم استقرار الأسواق العالمية وارتفاع تكاليف استخراجه، بالإضافة إلى أن الاتفاق الروسي التركي حول ليبيا، وانزعاج أمريكا من هذا الاتفاق، والمناورات العسكرية الروسية التي ألقت بظلالها على أسعار الذهب في الأسواق العالمية. وأشار الشافعي، إلى بعض العوامل التي ساهمت في استمرار المنحنى التصاعدي للذهب عالمياً وانعكاسه محلياً، وتتمثل في ضخ 2.6 مليار دولار في الصناديق الاستثمارية الخاصة بالذهب في خلال أسبوع، وكذلك تحقيق الدولار أدنى مستوى له منذ 4 أشهر. وأفاد الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع أسعار الذهب لايعنى أن هناك إقبال على الشراء في مصر، مؤكدًا أن حركة البيع والشراء تكاد أن تكون معدومة في السوق المصري، كما أن التجار أكثر المتضررين بعد زيادة سعر الذهب وانتظار من يرغب في الشراء انخفاض الأسعار، ومن يرغب في البيع زيادة الأسعار. وتوقع الدكتور خالد الشافعي، ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 21 ليسجل ألف جنيه خلال أسبوع من الآن، بالإضافة إلى مواصلة أسعار الذهب العالمية صعودها حتى العام القادم 2021، لافتاً إلى أن تعاملات الأسبوع القادم قد تشهد ارتفاعات غير مسبوقة لأسعار الذهب العالمية، بعدما كسرت حاجز 1900 دولار للأوقية، بدعم تزايد الطلب على الملاذات الآمنة. وأوضح الخبير، أن استمرار تذبذب قيمة الدولار الأمريكي وتزايد المخاطر السياسية، بالإضافة إلى حالة الاضطراب التى يعيشها العالم والتهديد بالحرب فى أكثر من مكان بالعالم، والتوتر الشديد سياسياً بين القوى العظمى مثل أمريكا والصين وروسيا، كل ذلك سيؤدى حتماً إلى زيادة اسعار الذهب. وتابع: "وذلك بالإضافة إلى حالة الاقتصاد المنهك عالمياً بسبب فيروس كورونا، والذى أدى إلى تباطؤ النمو فى مختلف دول العالم، كل ذلك جعل الجميع يلهث خلف الذهب كإحتياطى أمن فى ظل هذه الظروف المرتبكة".