سرطان الثدي مرض يصيب النساء بالتحديد، لكنه قد يصيب الرجال أيضًا، وإن كان بنسبة أقل بكثير، وتوصل الأطباء مؤخراً إلى إنجازات كبيرة في مجاليّ الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي لينخفض عدد الوفيات الناجمة عن المرض، حيث كان الكشف عن سرطان الثدي سابقاً يعني استئصال الثدي بالكامل، أما اليوم، فإن هذه العمليات لا تُجرى إلا في حالات نادرة، إذ يوجد مجموعة واسعة من العلاجات المتوفرة. وفي هذا الصدد، طور فريق طبي أمريكي من جامعة أركنساس، بقيادة الأستاذ المساعد للكيمياء والكيمياء الحيوية حسان بيزوي، عقارا نانويًا يؤثر بشكل مباشر على خلايا سرطان الثدي ، ويقتلها دون ترك أي آثار جانبية سامة علي الجسم، مؤكدين أن المادة فعالة ضد سرطان الثدي الأكثر عدوانية وفتكًا "سرطان الثدي الثلاثي السلبي"، لا تحتوي على أي من الأنواع الثلاثة لبروتينات المستقبلات "الإستروجين والبروجسترون وعامل نمو البشرة البشري"، ما يعني أنه لا يمكن معالجته بالعلاج القائم على المستقبلات. من ناحية أخري، لا يساعد العلاج الكيميائي دائمًا، لأن هذا السرطان يشكل نقائل بسرعة في جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما يتطلب تدخلًا جراحيًا، في حين أن الدواء المبتكر من خلال تركيبه الكيميائي، ينتمي إلى فئة جديدة من المواد النانوية تسمى الأطر المعدنية العضوية مع الروابط. Ligands وهي جزيئات مرتبطة بجزيئات أخرى من خلال التفاعلات بين المتبرع والمستقبل. وبحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة Advanced Therapeutics، يستخدم الدواء في سياق العلاج الديناميكي الضوئي، كما يعمل مختبر بيزوي على تطوير طرق العلاج الضوئي الديناميكي لعدة سنوات كبديل أكثر أمانًا للعلاج الكيميائي والجراحة. وأفادت النتائج أن طريقة العلاج تعتمد على نهج غير جراحي يعتمد على عمل المواد الحساسة للضوء، فعندما تتعرض للضوء، فإنها تولد أنواع الأكسجين التفاعلية التي تقتل الخلايا السرطانية دون خلق سمية للخلايا الطبيعية، وهذه الطريقة لها آثار جانبية أقل بكثير مقارنة بالعلاج الكيميائي. كما درس الباحثون خيارات الاستخدام المتكامل لنظام إيصال الأدوية الجديدة مع التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الفلوري، والتي يمكنها تتبع حركة الأدوية في الجسم ومراقبة تقدم العلاج. ويعتقد المؤلفون أن الطريقة التي ابتكروها ستسمح لهم بالتخلي عن العلاج الكيميائي، الذي يخضع له حاليًا 80% من المرضى الذين يعانون من هذا النوع من سرطان الثدي، والتي يتم فيها استخدام الأدوية شديدة السمية "الأنثراسيكلين والدوكسوروبيسين"، والتي لها تأثير سلبي للغاية على القلب ولها العديد من الآثار الجانبية الخطيرة الأخرى.