جريمة شنعاء لا تصدر إلا من ذوي النفوس المريضة وقلوب متحجرة عمتها شهوتها عن أبسط القيم الدينية والانسانية، بل أنها تمثل جريمة مجتمعية تنشر الفوضى والفاحشة في المجتمع وتحول دون تحقيق السلام والأمان النفسي بين الناس. أنه التحرش الذي شهدته مصر على مدار السنوات الماضية من خلال تعرض الفتيات والسيدات للتحرش في كل أوقات اليوم وعلى مرأى ومسمع من الجميع وعلى الرغم من أن معظم هذه الحالات لم تُعرف بشكل رسمي واكتفت السيدات بالاحتفاظ بالام هذه الوقائع النفسية والجسدية لنفسها خوفًا من الفضيحة والعار التي يلحقها بها المجتمع، إلا أن البعض الاخر من الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش قررن المواجهة والتصدي لهذه الموروثات الثقافية المدمرة وأصبحت قضايهن رأي عام. ونرصد في التقرير التالي .. أبرز حوادث التحرش في مصر فتاة المعادي لعل القضية الأولي من هذا النوع التي لاقت صدي إعلاميًا واسعًا واهتمام الرأي العام ، كانت في أواخر الثمانيينات من القرن الماضي عام 1985 والمعروفة بقضية " فتاة المعادي" ، حيث تعود الواقعة إلي اغتصاب فتاة علي يد 4 من عمال البناء الذين لمحوا أثناء سيرهم ليلاً بعد انتهاء عملهم شاباً وفتاة يقفان معًا ويمارسان فعلاً فاضحاً، وهو الأمر الذى أثارهم جنسياً، فاندفعوا نحوهما لينحيا الشاب جانباً ويحلون محله الواحد تلو الآخر، وبحثت الشرطة على الفور عن الجناة وتابعت الصحافة باهتمام مذهل وحكم مسبق حشد له الرأى العام، فصدر الحكم على وجه السرعة بالإعدام. فتاة العتبة في رمضان من عام 1992، شهدت مصر أول جريمة تحرش جماعي بفتاة وسط ميدان عام، في القضية التي عرفت إعلاميا باسم "فتاة العتبة" وحاول خلالها 4 من الشباب انتهاك عرض الفتاة شاهيناز أثناء وجودها بميدان العتبة أشد ميادين مصر زحاما، وفي نهار رمضان جهارا نهارا أمام الناس، وبدأت الواقعة عندما ذهبت الفتاة إلى منطقة العتبة لشراء ملابس العيد، وفي اثناء صعودها الأتوبيس المتجه إلى بولاق الدكرور للعودة إلى منزلها، شعرت بشاب يتلمس مناطق حساسة من جسدها من الخلف، فحاولت الإفلات منه، لكنه نجح في شل حركتها، وما هي إلا ثوان حتى أتى 3 شباب آخرين وطرحوها على ظهرها في الشارع أمام المارة وفي عز نهار رمضان، وبدأوا يعبثون بجسدها وتمزيق ملابسها، لتصبح عارية تماما من جزئها السفلي، بينما امتدت يد أحدهم إلى موضع عفتها، ما دفع الناس إلى التجمهر وأطلقت بعض السيدات صرخاتهن، حتى جاءت الشرطة وخلصت الفتاة من أيدي الجناة وألقت القبض عليهم. وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد حدوث فض جزئي لغشاء بكارة شاهيناز، وكانت ملابسها ملطخة بالدماء، ما أصاب الفتاة بحالة من الاكتئاب لزمت معها منزلها، حتى جاءت الفنانة أمينة رزق وقررت زيارتها في منزلها بصحبة الفنانة ناية لطفي، وأصرتا على خروج الفتاة للشارع وتقديمها باعتبارها بطلة وضحية استطاعت صد المغتصبين، وهو ما أثر كثيرا في نفسية الفتاة التي تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام، وبعد سنة كاملة من إجراء التحقيقات مع المتهمين الأربعة، كانت المفاجأة براءتهم جميعا من تهمة اغتصاب الفتاة وهتك عرضها. فتاة التحرير بدأت واقعة التحرش عن مقربة من المنصة المنصوبة في ميدان التحرير، قام عدد من الشباب المتواجدين باعتراض سيدة ثلاثينية تصطحب ابنتها، من الخلف فنظرت خلفها محتجة وصارخة فوجدت نفسها بين حشد من المتحرشين، أخذ المتحرشون الذين بلغ عددهم أكثر من 10 أشخاص في دفعها بعيدًا عن أنظار المتظاهرين، بحجة حمايتها ولكنهم في الحقيقة تهافتوا وتكاثروا عليها وفعلوا فعلتهم القذرة، ووقف الحاضرون للموقف مشاهدين وسط تهديد المتحرشون لضرب منّ يتجرأ على الدفاع عنها، و جاء أحد ضباط الشرطة المنوطين بتأمين الميدان مسرعا محاولا الدخول وسط حلبة الاغتصاب، بصعوبة وسط تذمر وتعنت المتحرشون، أخرج الضابط مسدسه ''طبنجة'' وأطلق طلقات النيران في الهواء ولم يتفرقو، أتى بعدها دعم للضابط ساعده في حمل السيدة بعيدًا عن مسرح الجريمة. فتاة المنصورة في الوقت الذي كان يحتفل فيه الجميع ب أعياد رأس السنة والعام الجديد تعالت صرخات فتاة وسط مجموعة من الشباب الطائش يفتك بها محاولين اغتصابها والتحرش بها جنسيا فى موقف لا مبرر له، واقعة التحرش ب فتاة المنصورة بدأت حينما تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك فيديوهات لواقعة التحرش الجماعى بفتاتين ليلة رأس السنة الميلادية بمنطقة المشاية بالمنصورة وتمكنت احداهما من الهرب، وكشف أحد الفيديوهات الذى صور قبل واقعة التحرش ان هناك فتاتين ب ملابس مثيرة، وعشرات الشباب وهم يحاولون اللحاق بالفتاة ووسط صراخ وبكاء منها بالتزامن مع محاولات التحرش الجماعى بها من قبل الشباب يتخطون ال100 كما حدث مع زميلتها الاخرى ومع محاولة بعض الشباب الدفاع عن الفتاتين من التحرش تمكن شابين من أنقذا إحداهما وأدخلاها سيارة. فتاة الشرقية حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لواقعة التحرش الجماعي بفتاة في منطقة "فيلل الجامعة" بمدينة الزقازيق، محافظة الشرقية، أثناء تعرضها لمحاولة تحرش جماعي، حيث أنه أثناء سير الفتاه بأحد شوارع القومية، أمام أحد الكافيهات، تجمّع حولها عدد من الشباب محاولين التحرش بها، ومع وصول قوات الشرطة، أطلق الضباط 12 طلقة تحذيرية في الهواء، لتفريق الشباب، وإخراج الفتاة، وقبضوا على 6 شباب تعرفت الفتاة على أحدهم. فتاة المول هزت قصة الفتاة سمية عبيد المجتمع المصري حيث تعاطف معها المصريون، بعد تداول فيديو يكشف تحرش بها أحد الشباب وصفعه لها بأحد المولات بعد رفضها ما قام به معها، ولم تنتهي الواقعة عند ذلك حيث خرج هذا الشاب من السجن وعاد وانتقم منها وطعنها بسلاح أبيض محاولا قتلها وقضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة المتهم بالحبس سنة وإلزامه بالمصروفات. التحرش في عيد الفطر في 2006 بدأت الحادثة خلال افتتاح الفنانة دينا فيلمها "عليا الطلاق بالثلاثة"، في سينما مترو، حيث قامت بالرقص والغناء برفقة المغنيين سعد الصغير وريكو خلال الافتتاح، حدث بعدها هجوم من الشباب المتواجد أمام السينما للوصول إلى الفنانة دينا والاعتداء عليها، واستطاع الأمن الخاص بالراقصة دينا "السيكيورتي" تخليصها من الموقف، وتحول الهجوم بعدها ضد السيدات اللاتي كنّ يردنّ حضور العرض داخل السينما. تشير روايات أخرى أن ما دفع الشباب في البداية إلى الهجوم كان عدم تمكنهم من حضور الفيلم بسبب نفاذ التذاكر، وطارد المتحرشون النساء وتحرشوا بهن جنسيًا في شوارع وسط المدينة وأمام سينما مترو، واستمرت جرائم التحرش في مساء ثاني وثالث أيام العيد.