قبل حوالي ثلاثة اسابيع وبالتحديد في 11 مارس الماضي كتبت مقالا بعنوان اقطعوا النظام السابق وذيوله وتناولت فيه ما تقوم به تلك الذيول من ممارسات حقيرة لضرب الثورة باي شكل من الاشكال ومحاولة اشعال فتيل الازمات والخلافات بين ابناء الشعب المصري باي وسيلة وباي طريقة وخاصة بعد ان ايقنت تلك الذيول النجسة بان زمانها قد ولى وعصر التنفيع قد انتهى وعهد المصالح قد اندثر .. وبالتالي نجدها يوما بعد يوم تتفنن في كيفية تنفيذ سياسة كرسي في الكلوب لفض الفرح باي شكل كان المهم انهم يحاولوا ان يصلوا الى غايتهم الدنيئة والحقيرة في تدمير مظاهر الفرح لقناعتهم بان وجودهم اصبح ليس له اي معنى واصبحوا مجرد نكرة يعف اللسان عن ذكرها ويتبرأ منهم من كان ينتمي اليهم وكأن الانتساب لهم اصبح من العار ولذلك يبدون وكأنهم فاقدي الوعي والعقل والمنطق بسبب الحقيقة ( الصدمة ) التي لم يتمكنوا من استيعابها حتى الان بأن زمن الحزب الوطني قد ولى ولم ولن يعود .. ولذلك نجد يوما بعد يوم احداث حقيرة ودنيئة تدل على فكر مخطط اكثر حقارة واكثر دناءة وقد بدات تلك الافكار الوضيعة في التنفيذ بدءا بمعركة الجمل مرورا باعمال البلطجة وغيرها من تلك الاعمال القذرة انتهاءا بما حدث في مباراة الزمالك من فضيحة وضيعة لا تعبر باي حال من الاحوال عن اخلاق الشعب المصري ولا تعبر عن اخلاق شباب الثورة الذين شهد لهم العالم واشار اليهم بالبنان بكل انبهار .. هؤلاء لم يفكروا لحظة واحدة في تداعيات تلك الاعمال الحقيرة التي نسجوا مخططها مع من ؟ مع اخوان بو عزيزي ابن تونس الذي فجر الشرارة الاولى للثورات العربية كلها .. مع ابناء تونس الذين استقبلوا عشرات الالاف من المصريين الذين فروا جحيم المجنون معمر القذافي وآووهم ووفروا لهم الحماية والعلاج والماكل والمشرب حتى عادوا الى مصر .. مع ابناء تونس الذين عزفوا اعذب الالحان قبلنا للتخلص من نظام فاسد .. لاشك وان هناك ايادٍ خفية تحاول ان تعيدنا الى المربع صفر وتحاول ان تجرنا الى الوراء لا والف لا لن نعود ولن يتم جرنا الى الوراء حتى وان كلفنا ذلك حياتنا وارواحنا التي لن تكون اغلى من حياة هؤلاء الشهداء الذين سقطوا من اجل ان تحيا مصر .. وبصوت عال جدا وبقلب ينبض باسم مصر نقول لكل مسئول على ارض مصر بدءا من السيد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي والسيد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف نهاية الى اصغر مسئول في الدولة ان مصر امانة في اعناقنا جميعا وتنادينا باعلى صوت بان نحافظ عليها والا نتهاون ولو للحظة في السير بخطى اسرع من خطانا الحالية المتباطئة جدا وان يتم الضرب بيد من حديد لكل من يحاول ان يعيث في مصر فسادا او ان يروع امن المصريين وضيوفهم او ان يحاول ان يفسد استقرار مصر بافعال حقيرة ودنيئة ايا كانت تلك الافعال الاجرامية .. وقبل ان اختم مقالي اسمحوا لي ان اتقدم بخالص الاعتذار الشديد الى الشعب التونسي الشقيق والذي سعدت بزيارته خمس مرات واتمنى من كل قلبي ان ازوره كثيرا لما لمسته من حب غير عادي من اهل تونس لمصر وللمصريين .. [email protected]