كشفت صحيفة نيويورك تايمز النقاب فى تقرير بثته الليلة عن ان سيف الاسلام القذافى نجل العقيد معمر القذافى والذى يسعى لانقاذ مايمكن انقاذه قد طرح مبادرة لانهاء النزاع الحالى فى ليبيا وتقضى بتخلى والده عن السلطة مع اعلان فترة انتقالية نحو نظام دستورى ديمقراطى برعاية سيف الاسلام ذاته وتوجيهه. ونقلت الصحيفة الأمريكية فى تقرير بثته الليلة على موقعها الالكترونى عن دبلوماسى وصفته بأنه وثيق الصلة بشخصيات نافذة ورفيعة المستوى فى طرابلس القول ان فرص نجاح هذه المبادرة ضئيلة للغاية لأنه لايبدو ان العقيد معمر القذافى او الثوار الذين يسعون للاطاحة بنظام حكمه على استعداد لقبولها. واضاف الدبلوماسى للصحيفة القول انه على الرغم من كل الشواهد حول وجود حالة من الاستياء البالغ والتصدعات العميقة داخل النظام الليبى فان العقيد معمر القذافى مازال مقتنعا بأن الثورة الحالية ماهى الا مؤامرة اجنبية ينفذها متطرفون فى الداخل مع القوى الغربية الطامعة فى النفط الليبى بغرض السيطرة على مقدرات البلاد. وعلى الجانب الأخر كما يقول هذا الدبلوماسى - الذى احجمت "نيويورك تايمز" عن ذكر اسمه - فان الثوار الليبيين يصرون على ضرورة اقصاء العقيد معمر القذافى وكل ابنائه من السلطة. ورغم هذا الوضع المتصلب على الجانبين فان هذا الدبلوماسى لم يستبعد امكانية عقد صفقة ما او الشروع فى نوع من المقايضة للخروج من هذا الطريق المسدود كما تقول الصحيفة. وكانت تقارير سابقة قد افادت ان المعارك بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للعقيد معمر القذافى دخلت فى دائرة مفرغة فيما تتصاعد المخاوف حول المشهد الذى ستنتهى به الثورة. وعلى الرغم من ان بعض الجنود المحترفين والمنضبطين قد انضموا مؤخرا لصفوف الثوار الذين يعانون من تواضع خبراتهم القتالية فان هذه التقارير اكدت ان عدد هذه العناصر المقاتلة والمحترفة مازال محدودا للغاية. وتتوالى الشكوك حول صدقية تأكيدات قيادة الثورة الليبية ضد نظام القذافى حول وجود الكثير من المقاتلين المحترفين الذين سيدخلون غمار المعارك لحسم المواجهة الراهنة والتى اضحت تتخذ صورة الكر والفر بين الجانبين المتحاربين لتؤكد على ان هناك عوامل اكثر اهمية من مسألة الاسلحة التى يقاتل بها الثوار موضحة ان هذه العوامل تتمثل فى الخبرات القتالية والانضباط واستخدام تكتيكات افضل فى المعارك.