فتحت تصريحات قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية بشأن إمكانية تعديل"طقس التناول" باب جدل لن يتوقف حتى انعقاد جلسة المجمع المقدس الطارئة في الرابع والعشرين من يونيو الجاري لبحث إمكانية إلغاء قرار إغلاق الكنائس، مع وضع شروط لإقامة القداسات. ولم يكن يتوقع البطريرك حين أعلن إمكانية طرح إلغاء"الماستير"- (ملعقة واحدة يتناول بها الأقباط من كأس واحدة عقب انتهاء القداس الإلهي) أثناء التناول أن تقذف تصريحاته بسهام معارضيه، استنادًا إلى آراء أساقفة يرفضون تعديل الطقس. ويعد سر التناول أحد الأسرار المقدسة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية المعطلة منذ اتخاذه قرارًا بإغلاق الكنائس في مارس الماضي خوفًا من انتشار فيروس كورونا المستجد. ما قاله البابا تواضروس الثاني أن الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد جراء انتشار "فيروس كورونا المستجد" قد يطرح أمر التناول ب"ماستير واحد"ملعقة واحدة" للنقاش داخل المجمع المقدس، خشية انتقاله من فم مصاب إلى باقي حضور القداس. استند البطريرك في طرحه إلى أن الديانة المسيحية لا تعرف الجمود، وطقوسها تستند إلى الآباء، معرجًا على أنه ليس هناك ما يمنع من إعمال العقل لتسيير شؤون الكنيسة دون مساس بالمعتقد. إلى ذلك، وبعد تناقل صفحات وسائل التواصل الاجتماعي استنكر فريق من الأقباط طرح تعديل طقس التناول على طاولة المجمع المقدس، مستشهدين بتصريحات الأنبا أغاثون أسقف مغاغة، والعدوة، التي وصف فيها التناول بأنه سرًا إلهيًا يحفظ من المرض، وإذا وجد يعطي الشفاء. وعبر مقطع فيديو ل"أسقف مغاغة" تناقلته بعض الصفحات القبطية قال: إن العلاج ليس تغيير السر باعتباره سببًا للبركة، لافتًا إلى أن المنادين بتغيير "الماستير"يجب أن يعلموا أن المشكلة ليست فيه، وإنما في الملحدين، والطائفيين. واستطرد قائلًا: "لا يمكن الأخذ بنصائح هؤلاء على الإطلاق، وإنما هناك طرق تتبعها الكنيسة في أكواب الماء، واللفافة-أدوات التناول-وغيرها، مما يؤدي للوقاية". ولفت أغاثون إلى أن ثمة أسرار أخرى بالكنيسة تتضمن ما يعرف ب"النفخة المقدسة"، على رأسها سر المعمودية، والذي يكتمل بنفخة الكاهن في وجه الطفل، وتساءل:"هل نلغيها؟". في سياق متصل نشر الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، والسكرتير السابق للمجمع المقدس تدوينة أعقبت تصريحات البطريرك تضمنت نص الصلاة التي يصليها الكاهن من أجل "الماستير"، وعلى الرغم من حذفها بعد وقت قصير، غير أن قطاعًا كبيرًا من الأقباط اعتبرها مناوئة لتصريحات البابا تواضروس بشأن إمكانية تعديل الطقس. وعلى نحو سابق، -تزامنًا مع قرار إغلاق الكنائس تفاديًا لانتشار عدوى فيروس كورونا- قال الأنبا رافائيل: إن سر التناول هو سر الحياة، داعيًا إلى التعامل معه بهيبة، وليس بفحص علمي. وأضاف خلال مقابلة تليفزيونية بإحدى القنوات الكنسية أن الأوبئة عمت العالم على مدار الأجيال، ولم نسمع في تاريخ الكنيسة بأن الوفيات حدثت بسبب التناول. يشار إلى أن البابا تواضروس الثاني منذ قدومه للكرسي المرقسي-قبل 7 سنوات-يواجه تيارًا تقليديًا بالكنيسة حيال محاولاته الإصلاحية، وتأتي أطروحة إلغاء"الماستير" في طقس التناول في ذيل قائمة معاركه داخل المجمع المقدس.