وكأن الأقدار شاءت أن تُظهر لنا في هذه المحنة أهمية وقدر الممرضات في جميع دول العالم، حيثُ جاء هذا الفيروس ليكشف قوة هؤلاء الأبطال بمُختلف الأجناس والديانات، فمن الصين إلى أوروبا، ظهرن المُمرضات كجنود في حرب كورونا، واتضحت قُدرتهن الفائقة في إنقاذ الأرواح البشرية بكل مكان، من شر هذا الوباء، وقامت الباسلات بالتضحية بأرواحهن وأُسرهن من دون تردد، من أجل حماية أرواح المصابين ومساعدتهم على الشفاء. اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للممرضات.. قصص إنسانية دُونت بزمن كورونا عملت في ميادين القتال وأشادت بالممرضات المصريات.. قصة حاملة المصباح ونرى في وسط هذه الأجواء المشحونة بالخوف واليأس، هُناك من يُعرضن حياتهن للخطر، ويمرون بلحظات أليمة لا تُحتمل، لكي نمر نحن من هذه الأزمة بأقل الخسائر البشرية، حيثُ قام أصحاب المعطف الأبيض من الممرضات بدورهن الإنساني على أكمل وجه لشفاء أكبر قدر ممكن من الأرواح التي حاصرها فيروس كورونا في كل مكان. ومن الصين إلى أوروبا مرورًا بالكثير من دول العام، بمُختلف جنسياتها وديانتها، نرى الممرضات جنودًا في ميدان حرب كورونا، فبمعاطفهم وأسلحتهم البيضاء، وبكل ما أُوتيوا من قوة، وقفوا في الجبهات الأولى، رافعين رايات الصمود والتحدي، تاركين حب الذات خلف ظهورهن، مضحيين بأنفُسهن من أجل إنقاذ الآخرين فقط. وبصور هزت القلوب بمختلف الجنسيات والديانات، وبتضحيات سيظل يذكُرها التاريخ إلى أبد الدهر، نرى العديد من القصص الإنسانية التي عظمت من صورة الممرضات داخل أذهاننا، حيثُ هناك العديد من القصص التي رُوت داخل مستشفيات العزل في كل مكان، منهم من نعمله ومنهم من يخفى علينا علمه حتى الآن. عند خرجوهم من جناح العزل بالمستشفى، أو عند خلع ملابسهم الواقية، أو أثناء مُكوثهن داخل حجرات المستشفى، أو أثناء خلوهن إلى أنفسهن بعد يوم شاق وساعات طويلة من العمل لخدمة المرضى، يجدوا أمامهم أن مجابهة هذا الفيروس القاتل ليست هينة، بل ترك لهم هذا الوباء ذكرى مختلفة لكل واحدة منهن. الأقنعة البيضاء كانت دليل على الآلام تركت بعض الأقنعة البيضاء التي إرتديهن الممرضات المقاتلات، في الصين داخل مستشفيات العزل، خوفًا من التقاط عدوى فيروس كورونا، أثرًا على وجوههن، حيثُ ظهرت العلامات الحمراء على جلد بعض الممرضات، ولم تكن الجروح فقط هي التي عانى منها طاقم التمريض، بل نال الوباء أيضا من أيديهن، فترك لهُن خدوش دموية نتيجة ارتدائهن القفازات الوقائية لفترات طويلة. وفي جانب آخر بإيطاليا أعلنت مُمرضة تعرضها لكدمات شديدة بعد استخدامها لقناع الوجه أثناء علاج مُصابي فيروس كورونا كوفيد-19، وجاء ذلك من خلال نشرها لصورة لها عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، داخل إحدى مستشفيات إيطاليا للعزل الصحي. ضحين بشعورهن من أجل إنقاذ الآخرين ساعات من السهر المتواصل، وجهود بدون مُقابل، داخل إحدى مستشفيات ووهان بالصين حيث توجد بؤرة الوباء، يواصلن الباسلات ليلهم بنهارهم من أجل راحة المصابين، لتأتي تكملة سلسلة المعاناة التي بدأت منذ تفشي فيروس كورونا، وتظهر التضحيات بشكل مأساوي أكثر، لنرى صورة مؤلمة تقشعر لها الأبدان، حيثُ قامت نحو 31 ممرضة من أصحاب الشعر الطويل، بالاستغناء عن شعرهن، منعا لانتقال العدوى، بعد أن أفادت الأبحاث أن الشعر القصير يقلل من خطر الإصابة بالفيروس. ارتدين أكياس قمامة فأُصبن بكورونا لم يكن لديهن خيار آخر سوى ارتداء أكياس القمامة بديلا عن معدات الوقاية الشخصية في المستشفى، لحماية أنفسهن من عدوى فيروس كورونا، بعد أن رأوا آلاف الإصابات نصب أعينهن، حيثُ لايوجد بديل آخر من أجل استمرارهن في استقبال الحالات المصابة والقيام بدورهن الإنساني اتجاههم غير ما قاموا به، إنهم ثلاث ممرضات بريطانيات باسلات أصحاب صورة "أكياس القمامة" المشهورة. تحدثت إحداهما عقب نشر صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي، وهن يرتدين أكياس القمامة على رؤوسهن وأقدامهن، داخل إحدى مستشفيات بريطانيا المخصصة لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، فقالت: "نحتاج إلى مجموعة معدات الوقاية الشخصية المناسبة، أو سيموت الممرضات والأطباء..نحن نعالج زملائنا في الجناح بعد أن أصيبوا بالفيروس من المرضى". وإذا نظرنا إلى ماحدث نرى أنهم فعلوا ذلك من أجل إحساسهن بالواجب الإنساني اللاتي جاءوا من أجله، وبين الاضطرار للجوء إلى أي شىء يُمكن فعله من أجل حماية وسلامة أنفسهن وعائلاتهن من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19. كان ما فعلوه من جانب إحساسهن بالواجب الذي وقع على عاتقهن منذ بداية تفشي هذا الوباء، وهو رعاية المصابين بالفيروس وتقديم كافة الرعاية المطلوبة لهم في ظل افتقارهم للإمدادات الكافية والصحيحة لمعدات الحماية الشخصية، ولكن كل ذلك لم يحميهن من الإصابة بهذا الفيروس، فقد تمكن منهن، حيث أثبتت التحاليل أن الثلاث ممرضات جاء تشخيصهن إيجابياً بالفيروس. ولم تنتهي القصص، ولم ينفذ العطاء للجيش الأبيض في كل مكان في العالم، وسيظل المُمرضات ملائكة الرحمة في كل الديانات.