تحت عنوان "الإخوان المسلمون يتحولون إلى لينينيين في زي إسلامي...مصر في مأزق حقيقي" بدأت صحيفة "تليجراف" البريطانية مقالها حول تفسير موقف الجماعة الحالي وتأثيرها على مجريات الأمور في الدول العربية وخاصة مصر. وتناولت الصحيفة آراء "بول بيرمان"، مفكر وكاتب أمريكي، وتقوم معظم كتاباته على الإبداع والخيال حول أفكار الحركات الإسلامية والتي وصفها البعض بأنها "أفكار جنونية"، ففي كتابه "رحلة المثقفين" عام 2010، أظهر تأثر الحركة الإسلامية السياسية التي أسسها الشيخ "حسن البنا" في مصر عام 1928 بالأفكار والأساليب التنظيمية للشمولية الأوروبية التي تعتمد على التصلب السياسي، والأيديولوجيا المعادية للسامية. وواجه "بيرمان" معارضة كبيرة من مجموعة من المحللين المخضرمين في تعزيز الديمقراطية ورأوا أن أفكار بيرمان "مجنونة" وأن جماعة الإخوان مثل "الديمقراطية المسيحية في أوروبا"، بصرف النظر عن هيكل حزبها، الفكر والبلاغة والسياسة، والأهداف. وكان يرى "بيرمان" في كتابه أن جماعة الإخوان ستهيمن على الساحة السياسية في المنطقة خلال العقد المقبل، وهو بالفعل النهج السائد في مصر الآن، أكثر الدول العربية سكانا ونقطة ارتكاز فكرية في العالمين العربي والإسلامي، وبعد وصول الجماعة إلى السلطة في وقت سابق من هذا العام بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، قامت بتهميش دور الديمقراطيين العلمانيين والجيش. وفي تونس تربّع الإخوان على عرش الحكومة من خلال حزب النهضة، وستظهر قوة الإخوان في سوريا في فترة ما بعد نظام الأسد، وتنمو قوة الجماعة في الأردن، فضلا عن حماس، بطبيعة الحال، وهي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين. ورأت الصحيفة أن إصرار الإخوان على فرض الشريعة الإسلامية وجعلها المصدر الرئيسي للدستور المصري الجديد، ليس مجرد لفتة رمزية كما كان في الدستور القديم، مشيرة إلى مغادرة "منال الطيبي"، الناشطة الحقوقية، الجمعية التأسيسية للدستور حيث اشتكت من سيطرة الإسلاميين وأنهم يريدون مصر مجرد خلافة إسلامية فقط. وحتى الآن، المستقبل لا يزال غير معلوم، فالإخوان يناضلون بشكل واضح من أجل السلطة، فيرسل "مرسي" رسائل ودية للرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز"، ثم ينفي مكتبه ذلك، وفى المقابل يتحدث "محمد بديع" المرشد العام للجماعة حول الجهاد ضد إسرائيل. ورأت الصحيفة أن الفرصة مناسبة للغرب للتدخل فى السياسات الداخلية للبلاد فمصر فى حاجة يائسة للمساعدات ودعم الحكومات الغربية للاقتصاد، لتوفير 700 ألف فرصة عمل جديدة سنويا فقط للحفاظ على معدل البطالة الحالي مستقرة. وأوصت الصحيفة الغرب باستخدام نفوذه لفتح ساحة سياسية عامة ودعم الديمقراطيين المصريين لتكون لديهم القدرة على تنظيم الانتخابات في الفترات القادمة بعد هيمنة الإخوان الخطيرة على الساحة السياسية. وفي عام 2001 كتب الأخوان الإيرانيان "لادان" و"بوروماند"، كتاب يحمل عنوان "الإرهاب والإسلام والديمقراطية"، وحذروا خلاله من أن الحركات الإسلامية السياسية، بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين، ستتحول إلى "اللينينية أو الماركسية الشيوعية اللينينية في ثوب إسلامي". ومرة أخرى نواجه جماعة الإخوان "السلطة التي تعتبر نفسها الإله على الأرض، والتي نظمت كدولة لديها القدرة الكاملة، نافية الحق في الاعتقاد الفردي، أو الاحتفاظ بحق تحديد الحقيقة بالنسبة للفرد". وحان الوقت لرؤية الإخوان أشخاصا عاديين لبدء اللعب ورمي الكرة بقوة في ملعب الجوانب الأخرى في ذلك الجزء من العالم.