* الدين قوة سياسية عندما تكون الأحزاب والمؤسسات ضعيفة.. في المرحلة التالية سيكون سؤال الناخبين: ماذا فعلتم لنا؟ * الصحيفة: الإخوان يصعب فهم نواياهم، فهم يقولون أنهم سيفسرون الشريعة بطريقة حديثة.. ولكن كيف؟ لا يجيبون كتب أحمد شهاب الدين اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الديمقراطية الناشئة تم إخمادها، وبرزت الطائفية و”معاداة السامية” بعد هزيمة الحركات الإسلامية للأحزاب الليبرالية الضعيفة. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الإسلاميون انتصروا في كل الانتخابات التي أجريت في نصف العام الماضي، معتبرة أن الأمر “ليس كذلك تماما”. ورأت الصحيفة أن مصر الآن تشبه إسبانيا في ثلاثينات القرن الماضي، كما في النمسا والمجر والبرتغال وبولندا وسلوفاكيا وكرواتيا في الفترة بين الحربين العالميتين، حيث أغرق الكاثوليك السياسيين بعد توليهم السلطة النظم الليبرالية الوليدة، سواء عن طريق الانقلاب أو صناديق الاقتراع (والنازيون استخدموا العرق وليس الدين). وتضيف الصحيفة أن أحزاب ومؤسسات دول مثل مصر وليبيا وتونس ضعيفة، كما هو الحال في ثلاثينات القرن المنصرم، واقتصاد هذه الدول مازال يكافح، ولا يقدر الليبراليون العرب على منافسة الإخوان المسلمين والجماعات القريبة من الإسلام السياسي. وتكمل “وول ستريت جورنال” أن التجربة بدأت في الشرق الأوسط، مع ملاحظة صغيرة، تونس فعلت الصواب، سعت إلى حكومة ائتلافية موسعة برئاسة حزب النهضة الإسلامي، وإلى بناء علاقة استراتيجية وثيقة مع أمريكا، بقيادة عالم إسلامي بارز راشد الغنوشي، واكتفى حزب النهضة بإشارة إلى أن الشريعة الإسلامية من مباديء الدستور. وينتقل الكاتب من تونس إلى مصر، معتبرا أن “الأمل الحذر التونسي يفسح المجال للفوضى في مصر، أكبر دولة عربية، في ظل حكومة الجيش الانتقالية الفاشلة” ويقارن الكاتب بين حزب النهضة التونسي والإخوان المسلمين في مصر، حيث رفضت النهضة إضفاء الشرعية على الحزب المدعوم من السلفيين، لأنه لا يقبل بسيادة الديمقراطية الانتخابية، على عكس ما فعله الإخوان في مصر. تقول الصحيفة في هذه البلد الكبيرة والتي يحتل المسيحيون فيها نسبة سكان ليست بالضئيلة، يهيمن الإسلاميون على لجنة صياغة الدستور، وقاطعها الليبراليون، وسط احتمالات فوز إسلامي بالرئاسة يدفع الجيش للخروج. ويقول الكاتب أن الإخوان ليس لديهم أي سر فهم يمشون على الخطة بشكل جيد لإقامة دولة دينية على النمط الإيراني في أول فرصة تتاح لهم، ونقلت الصحيفة عن عبد الموجود درديري، البرلماني الإخواني، في واشنطن الأسبوع الماضي أن الدولة الدينية تجربة أوروبية وليست عندنا، موضحا أن “الجمهور ضحك على كلمة الإخواني في إشارة إلى ملوك أوروبا في العصور الوسطى”. واعتبر الكاتب أن الإخوان يصعب فهم نواياهم، فهم يقولون أنهم سيفسرون الشريعة بطريقة حديثة، ولكن كيف ؟ لا يجيبون. يقول الكاتب أنه سوف يبني مستقبل مصر من خلال التحالفات التي شكلتها الجماعة التي لايمكن أن تحكم وحدها، والوصف الدقيق كما ترى الصحيفة للإخوان ليس الحذر ولكن البراجماتية، فهم يسيرون في اتجاهين متناقضين، يقول خالد قزاز، منسق العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة ” إنهم يفضلون بناء التحالفات على حسب القضية تلو القضية، ففي قضية الهوية وأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة فهم مع حزب النور” كما يقول القزاز وفي الاقتصاد والحقوق السياسية يتحالفون مع الليبراليين. ويتساءل الكاتب هل سيحظر الإخوان البيرة؟ هل سيمنعون ارتداء البكيني في الشواطئ؟ هل سيدفعون نحو إصلاحات في السوق الحرة؟ التمادي في ذلك سيخيف السياح الأجانب ورؤوس الأموال وسيلحق بالبلاد مزيد من الأضرار الاقتصادية، والعكس سيجلب مزيد من الغضب للسلفيين عليهم. وتشير “وول سترست جورنال” أن جماعة الإخوان لن تقدر على تجنب مثل هذه القرارات بعد الانتخابات الرئاسية، وستكون في وضع حرج وضيق وستنحاز لطرف دون آخر، ويتساءل الكاتب إن لم تنجح الجماعة في توجيه مصر نحو مستقبل أفضل فمن سيفعل؟ الجيش أساء قيادة مصر والليبراليون جماعات صغيرة ومنقسمة، وأي محاولة للالتفاف حول السلطة سيعود بالبلاد إلى حرب أهلية. تنقل الصحيفة عن رضوان المصمودي الأكاديمي السياسي التونسي، قوله إن “الدين قوة سياسية عندما تكون الأحزاب والمؤسسات ضعيفة، فيكفي في الانتخابات الأولى أن يقول “أنا احترم الإسلام” في المرحلة التالية، فسؤال الناخبين سيصبح “ماذا فعلتم لنا؟” وينتهي الكاتب إلى أن الديمقراطية تدق عصاها في الشرق الأوسط، كما حدث في أوروبا، حيث نجح الحزب الديمقراطي المسيحي في ثلاثينات القرن المنصرم، الإسلاميون يحتاجون إلى النضج السياسي، ومن الصعب أن يحصلوا على ما حصلوا عليه في ثاني انتخابات حرة ونزيهة دون أن يتحول الناخبين عنهم.