رأت صحيفة (جارديان) البريطانية أن الاحتجاجات التي تشهدها الكويت تذكرنا بروح الربيع العربي الحقيقي، ولكن لا يمكن أن نسميها ثورة، ولكنها مجرد اعتراض على بعض الإجراءات القانونية ومطالب تختلف عن أهداف الربيع العربى التي كان في مقدمتها الفقر. وقالت الصحيفة إن احتجاجات الكويت لم تكن ثورة بعد لأن المتظاهرين لم يطالبون بإسقاط أو تغيير النظام، ولم يخرجوا لأسباب ترجع إلى الفقر أو الطائفية ولكن الاحتجاجات خرجت من أجل الديمقراطية، والخلاف حول تغيير قانون الانتخابات الذي من شأنه أن يحرم الناخبين من حرياتهم. وتابعت الصحيفة قائلة: هناك عوامل تجعل الكويت مختلفة عن باقي دول الربيع العربى، فليس هناك انقسام بين السنة والشيعة في هذه الدولة، وفي الواقع، لا يمكن لأحد أن يلوم أو يشك في أن إيران تحاول إثارة الاضرابات في الكويت، على عكس البحرين، حيث أن هناك علاقات مستقرة بين الدولتين، وبدلا من ذلك، اضطرت السلطات الكويتية على البحث في أماكن أخرى عن مصدر مشاكلهم وتصدير الاحتجاجات إليهم ولم ترى أمامها سوى الإخوان المسلمين. وباستثناء قطر، فإن دول الخليج الآن تلقي باللوم علنا على جماعة الإخوان المسلمين في مصر كمصدر لمشاكلهم المحلية، فبعد مظاهرة "الكرامة"، قالت الحكومة الكويتية إنها تبحث عن ثلاثة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. فضلا عن أن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، الذي يحبس 64 عضوا من جماعة الإصلاح الإسلامية المحلية، ركز في خطابه أمام الأممالمتحدة على المطالبة بأن الإخوان كانوا يخططون لتقويض الحكومات في المنطقة، والإخوان الآن على جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي. ورأت الصحيفة أن إلقاء اللوم على الإخوان المسلمين المصريين واتهامهم بأنهم سبب المشاكل الداخلية يعد استراتيجية محفوفة بالمخاطر، وله عواقب وخيمة، حيث أن هذا الأمر يهدد وحدة مجلس التعاون الخليجى، لأن قطر أكبر ممول لتونس ومصر، كما أنه سيؤدى إلى مقارنة الحكام الطغاة للجمهوريات العربية بملوك المنطقة، وهو ما يسعون إلى تجنبه باختصار، فإن تصوير الإسلام السياسى على أنه قوى خارجية، سيضمن أن يضيف له المصداقية كقوة داخلية. الإسلاميون، سواء الإخوان أو السلفيين، ليست سوى جزء من المعارضة في الكويت، ومجموعات الشباب والقوميين والليبراليين يشكلون الجزء الأكبر من المعارضة.وسبق وألقت الحكومة الكويتية القبض على "مسلم البراك"، معارض بارزو عضو سابق في البرلمان الكويتي، لأنه حشد خلفه الكثير من المعارضين، وحصل في الانتخابات الأخيرة على حوالي 30 ألف صوت، وهو أعلى رقم في الكويت، واتهم بأنه يتعامل مع قوة أجنبية ولكن تم الإفراج عنه بكفالة.