علق الكاتب البريطانى ديفيد هاريست، فى مقاله بصحيفة "الجارديان" على الاحتجاجات التى شهدتها الكويت مؤخراً، وقال إنها تذكرنا بروح الربيع العربى الحقيقية. وأكد الكاتب أن تلك الاضطرابات فى هذا البلد الخليجى لا تتعلق بالفقر أو الطائفية وإنما بالديمقراطية، محذراً من تحميل الإسلاميين فى مصر، وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، مسئوليتها، واصفا ذلك بالاستراتيجية المحفوفة بالمخاطر. ويرى الكاتب أن ما حدث فى الكويت لا يمكن أن نطلق عليه انتفاضة أو حتى مظاهرات لتغيير النظام مثلما كان الحال فى دول الربيع الأخرى. لكنه يشير إلى وجود عوامل تجعل الاحتجاجات فى الكويت مختلفة. فليس هناك انقسام شيعى سنى فى هذا البلد، بل إن العلاقات بين النظام السنى وإيران الشيعية مستقرة من الناحية العملية. ولذلك، فإنه على العكس من البحرين، لا يمكن لأحد أن يحمل إيران مسئولية الاضطرابات. ولذلك، فإن السلطات الكويتية كانت مضطرة للبحث عن مصدر آخر لتلك الاضطرابات. وفيما عدا قطر، فإن الدول الخليجية الآن تحمل الإخوان المسلمين المسئولية صراحة كمصدر لمشكلاتها الداخلية. فبعد مظاهرات "الكرامة"، قالت السلطات الكويتية إنها تبحث عن ثلاثة أعضاء من الإخوان المسلمين. كما أن وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان استغل خطابه أمام الأممالمتحدة للزعم بأن الإخوان يخططون لتقويض الحكومات فى المنطقة. وأصبح الإخوان على جدول أعمال الاجتماع القادم لمجلس التعاون الخليجى. وشدد هاريست على أن تحميل الإسلاميين فى مصر مسئولية المشكلات داخل الخليج استراتيجية محفوفة بالمخاطر كما ان هذا الأمر يهدد وحدة مجلس التعاون الخليجى لأن قطر أكبر ممول لتونس ومصر. كما أنه سيؤدى إلى مقارنة الحكام الطغاة للجمهوريات العربية بملوك المنطقة، وهو ما يسعون إلى تجنبه. باختصار، فإن تصوير الإسلام السياسى على أنه قوى خارجية سيضمن أن يضيف له المصداقية كقوة داخلية.