بقلم: واي آدمون - إل باركن - إيه سافيون علي مدي أكثر من شهر نظم البحرينيون مظاهرات للمطالبة بالإطاحة بالنظام وتنفيذ عدد من الإصلاحات في البلاد وفي 14 مارس 2011 أفاد مسئول سعودي رفيع المستوي أنه تم نشر نحو 1000 جندي تابع للقوات السعودية في البحرين بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك لمساعدة السلطات البحرينية في كبح جماح المظاهرات وفي الوقت نفسه قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إن بلاده أرسلت نحو 500 من رجال الشرطة إلي البحرين. وانتقد المسئولون الإيرانيون نشر قوات أجنبية في البحرين زاعمين أن ذلك سيؤدي إلي تصعيد أعمال العنف ضد المتظاهرين، كما اتهم البعض الولاياتالمتحدة بالتسبب في أعمال العنف تلك، ومن جهتهم رفض المسئولون في البحرين الانتقادات الإيرانية ووصفوا إياها بالتدخل في شئون الدولة ودعوا إلي وقفها. وفي أعقاب الأحداث الأخيرة ومع المظاهرات والدعوات الشيعية ل "يوم غضب" كان مقررا في 11مارس 2011 وفي أعقاب التوتر الناجم عن نشر قوات من دول الخليج في البحرين اتهم كبار المسئولين السعوديين إيران بمحاولات التحريض علي ثورة في بلدهم وإشعال منطقة الخليج بأكملها وقد حذر الملك عبد الله وسائر المسئولين في السعودية من أن المملكة العربية السعودية لن تسمح بأي تدخل خارجي في شئونها وكذلك كان الموقف الذي عبرت عنه افتتاحيات الصحف السعودية. وهذا التقرير سيوضح ردود كل من السعودية والبحرين وقطر علي التهديدات الإيرانية؛ البحرين: إدانة المحاولات الإيرانية للتدخل صدر بيان في ختام اجتماع مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض جاء فيه الآتي: "إن الدول الأعضاء، في مجلس التعاون الخليجي، وشعوبها تعارض كل محاولات التدخل الأجنبي في شئونها وتعلن أنها ستقف بحزم ضد كل من يحاول إشعال التعصب العرقي أو نشر الطائفية فيما بينها وبين شعوبها وضد أي شخص يجرؤ علي تهديد أمنهم ومصالحهم وأن أي ضرر يطول أي عضو سوف يعتبر إضرارًا بجميع البلدان الأعضاء وسيتم التعامل معه فورا دون تردد". ومن جهة أخري نددت البحرين بتصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التدخل العسكري السعودي في البحرين" واستدعت سفيرها من طهران كما اعتبرت تصريحات صالحي تدخل سافر في الشئون الداخلية وهو ما يتعارض مع ابسط المبادئ الأساسية للعلاقات بين دول الجوار وما يتعارض أيضا مع المواثيق والقوانين الدولية التي بموجبها يجب احترام استقلال وسيادة الدول. وكذلك انتقد عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون النقد الإيراني لنشر القوات وقال: إن نشر القوات خطوة طبيعية جاءت بناء علي طلب البحرين انطلاقا من المسئولية الجماعية لتحقيق الاستقرار في دول الخليج وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك كما طالب العطية إيران بوقف تدخلها في الشئون الداخلية لدول المجلس كما لا تتدخل تلك الدول في الشئون الداخلية للبلدان الأخري بما فيها إيران. وفي المقابل اعتبر قادة المعارضة البحرينية أن نشر القوات في البحرين يعد احتلالاً وأضافوا انهم سيسعوا للحصول علي مساعدات من إيران في حال تضرر الشيعة البحرينيون وقالوا انه اعتبارا من 15 مارس بدا أن حزب الله يقف إلي جانب المعارضة البحرينية. رد الفعل السعودي في السعودية وجهت الاتهامات إلي إيران علي خلفية التظاهرات الشيعية في المملكة كما تم انتقاد التصريحات الإيرانية بشأن الوضع في البحرين وفي 14 مارس أفادت مصادر أمنية سعودية بإلقاء القبض علي إيراني في مدينة القطيف كان ينشر إعلانات تدعو السكان المحليين للتظاهر واشعال النار في الشركات والمباني الحكومية كما حذرت السلطات السعودية من أنها لن تتسامح مع دعوات الاحتجاجات وتأسيس أحزاب سياسية. وفي اجتماع للحكومة السعودية في الرياض يوم 14 مارس برئاسة الملك عبد الله شدد المشاركون علي معارضة التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية وقال العاهل السعودي: إن بلاده ترفض أي تدخل في شئونها الداخلية مما قد يؤثر علي مصلحة الوطن والمواطنين وأضاف إن الشعب السعودي أثبت ولاءه للدولة منذ تأسيسها وقال إنه لا عجب من أن الشعب لم يستجب لدعوات المظاهرات التي يطالب بها "ذوي الميول العدوانية لأن الشعب يعرف الهدف الكامن وراء تلك الدعوات". وفي اجتماع حضره ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة في 14 مارس في المنامة وولي العهد سلمان بن حمد بن عيسي آل خليفة ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده تؤيد البحرين وأن أمن البحرين من أمن السعودية وأن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تهتم باستقرار البحرين كما قال وزير الخارجية القطري كذلك إن بلاده ستساعد البحرين علي التغلب علي أي تهديد لأمنها واستقرارها. وفي مقابلة معه قال الأمير السعودي خالد بن طلال - شقيق رجل الأعمال السعودي الأبرز الوليد بن طلال- إنه مع مرور الوقت تحولت الشكوك ليقين بأن الروافض (لفظ تحقيري للشيعة) ومرتدي العمامات (آيات الله الإيرانيين) هم الذين يقفون وراء تلك الفتنة والنزاع العرقي فهم يسعون لدفع البلاد إلي الهاوية كما فعل حزب الله في لبنان وكما فعل (الروافض ومرتدو العمامات) في العراق كما فعلوا في حرب الحوثيين في اليمن وكما يحاولون في البحرين والسعودية الآن. كذلك قالت صحيفة الوطن السعودية إن دول الخليج لن تسمح بالتدخل الإيراني في شئونها ففي مقال افتتاحي لها قالت "إن السياسي الذي يعزل نفسه عند الضفة الشرقية للخليج العربي - وليس الفارسي- مخطئ تماما إذا كان يعتقد أن مجلس التعاون الخليجي سيجلس مكتوف الأيدي في مواجهة التدخل في الشأن البحريني فعندما نقول "الشأن البحريني" لابد علي إيران أن تدرك جيدا أننا نعني "الشأن الخليجي" وأن مجلس التعاون الخليجي أنشأ فروعًا سياسية وعسكرية من أجل وحدة الدفاع عن الخليج ضد أي تهديد، وكذلك تساءلت الجريدة عن تصريح وزير الخارجية الإيراني قائلة: هل معني أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي" أن إيران تعترف بأنها تحاول تغيير المشهد البحريني وفقا لأهوائها وكيف لإيران أن تغضب من الدعم الخليجي للبحرين في حين تتدخل بشكل صريح وتنفي تدخلها في الشئون الداخلية ثم تصرح بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي؟! أما صحيفة الجزيرة السعودية فقالت إن إيران "تحاول إشعال النار في الخليج" ففي افتتاحيتها ذكرت أن إيران هي المسئولة عن المظاهرات في الخليج للاستحواذ علي المنطقة وأن الأمر لا يحتاج خبيرًا لإدراكه إذ يبدو من الوثائق التي حصل عليها الأمن في المنطقة أن إيران تعمل دون كلل لدعم نظامها وفرض سيطرتها علي المنطقة. الموقف القطري ومن جهتها قالت قطر إن نشر القوات الخليجية في البحرين مبرر وفي لقاء العاهل البحريني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطريين قال حمد بن جاسم إن نشر القوات الخليجية في البحرين جزء من معاهدة الدفاع المشترك وأن هذا الدفاع ملزم لجميع الدول وكذلك انتقد المحرر أحمد علي بجريدة الوطن القطرية، التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للبحرين قائلا إن البحرين لا تحتاج لتبرير طلبها المساعدة من دول مجلس التعاون الخليجي فالمساعدة تلك الهدف منها حماية انجازات الدولة في ضوء أعمال الشغب وليست موجهة ضد الناس، وتعجب من التدخل الإيراني خاصة أن إيران لديها ما يكفي من الشئون الداخلية لتنشغل بها وأنه علي إيران أن تلتفت لانتهاكات حقوق المواطنين والمعارضة علي أرضها أولا. رد الفعل الإيراني أما إيران فتفاعلت بحدة مع ما يجري لكن دون استجابة عسكرية إذ قالت إن قرار إرسال قوات سعودي للبحرين يعد غزوًا ويشكل تغييرًا في الوضع الراهن الدقيق في الخليج تحديدا بين إيران الشيعية والسعودية السنية وحليف الولاياتالمتحدة وأنه علي الرغم من العلاقات بين إيران والبحرين فإن السعودية تتعامل معها باعتبارها «موطئ قدم سني استراتيجي» وأنه يجب أن تبقي تحت الحكم السني تحت رعاية المملكة السعودية. ومنذ نشر القوات السعودية في البحرين والتصريحات الإيرانية تشتد ضراوة، فقد أصدرت طهران بيانا تدين فيه حكام السعودية وتتهمهم بارتكاب المذابح المزعومة ضد المسلمين (الشيعة) البحرينيين وساوي البيان بين نظام آل سعود والنظام الصهيوني المحتل للفلسطينيين وجاء فيه كذلك أنه يجب علي المملكة "أن تتوقع حدوث (تسونامي) علي حدودها" هذا غير الاتصالات الدبلوماسية بين طهران والسعودية بوساطة سوريا. كذلك أدلي آيات الله ببيانات جريئة ضد العائلة المالكة في السعودية ووصفوها ب"المحتلة للأماكن الإسلامية المقدسة" وقالوا إنه "وفقا لتعاليم الإسلام من واجب جميع المسلمين ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ظلم مسلم واحد". شيعة الخليج وعن ردود فعل الشيعة في الخليج فقد أفاد أحد المواقع الشيعية الشهيرة بأن مجموعة من الشيعة البحرينيين ناشدوا الزعيم الأعلي الإيراني علي خامنئي مساعدتهم كما يراه مناسبا وساقوا مثالا علي ذلك دعم خامنئي للثوار المصريين الذين أسقطوا مبارك وأمدوا علي أنهم يعتبرونه سلطتهم الروحية ومثلهم الأعلي كما قالوا إنهم مستعدون للشهادة، وكذلك أعرب الشيعة في الوطن العربي عن دعمهم للشيعة في البحرين ونددوا بطريقة تعامل النظام البحريني مع المظاهرات فقد أعرب رجل الدين الشيعي البارز آية الله العظمي علي السيستاني عن "قلقه العميق" إزاء الخطوات التي اتخذتها الحكومة البحرينية في التعامل مع المظاهرات وكذلك أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن قلقه لما يجري، ودعا الزعيم الشيعي مقتدي الصدر المقيم في إيران، أتباعه للتظاهر في بغداد والبصرة لدعم الشعب البحريني. نقلاً عن «مؤسسة ميمري » ترجمة - أمنية الصناديلي