إعلان حالة الطوارئ في البحرين لمدة 3 أشهر

الحگومة تدعو "للتعاون التام" مع القوات الخليجية.. والمحتجون يواصلون اعتصاماتهم

أعلن ملك البحرين حمد بن عيسي آل خليفة أمس حالة "السلامة الوطنية" اي الطوارئ في البلاد علي نحو فوري ولمدة ثلاثة أشهر. وجاء في بيان تلي عبر تليفزيون البحرين أن الملك كلف قائد قوات الدفاع باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية سلامة البلاد والمواطنين.
في غضون ذلك، شارك الاف المتظاهرين أمس في مسيرات باتجاه السفارة السعودية في البحرين، وذلك بعد دخول أكثر من ألف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة (قوات خليجية مشتركة اسسها مجلس التعاون في 1984) مساء أمس الأول ونحو 500 من ضباط شرطة الإمارات أمس إلي المملكة - استجابة لطلب منها- لمساعدتها علي فرض النظام والأمن وحماية المنشآت الحيوية بعد ساعات من وقوع مواجهات بين قوات الأمن البحرينية ومتظاهرين معتصمين في المنامة. وساد جو من التوتر أمس البحرين واستمر ناشطون شيعة باغلاق الطرقات المؤدية الي وسط المنامة كما اغلقت متاجر كثيرة ابوابها. في الوقت الذي قال فيه شهود عيان إن المتظاهرين المطالبين بالتغيير واسقاط الحكومة واصلوا اعتصامهم في ميدان (اللؤلؤة) بوسط المنامة. ودعت السلطات البحرينية في بيان رسمي أمس الأول الشعب الي "التعاون التام" مع القوات الخليجية التي دخلت المملكة لمساعدة السلطات علي مواجهة تمدد التحركات الاحتجاجية. ولاتزال القوات الخليجية المعروفة باسم قوات درع الجزيرة تتوافد إلي البحرين وإن كانت لم تكن قد بدأت الانتشار بشكل واضح حتي صباح أمس.
في تطور اخر، استدعت البحرين سفيرها في طهران للتشاور وادانت موقف ايران حول القوات الخليجية واعتبرته "تدخلا" و"تهديدا" للمنطقة. وقال وكيل وزارة الخارجية البحرينية حمد العامر ان الموقف الايراني "يعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني ومن دولة يفترض انها ترتبط مع المملكة بعلاقات حسن الجوار". واشار الي ان البحرين "علي اتصال مع الامم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي حول هذا التدخل الايراني السافر".
واضاف ان التصريح الايراني يتعارض ولا يتماشي مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي التي تحث جميعها علي احترام واستقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
وكانت ايران قد اعلنت أمس أن وجود قوات أجنبية في البحرين امر "غير مقبول" وحثت المملكة علي الرد بشكل سلمي علي المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية دون السماح بتدخل خارجي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن التدخل في شئون البحرين الداخلية "سيزيد الأمر تعقيدا." واعتبر المتحدث -في مؤتمر صحفي أسبوعي- أن "المواجهة التي تتسم بالعنف ليست حلا للمطالب المشروعة للشعب." مشيرا إلي أن شعب البحرين "لديه بعض المطالب المشروعة" ويجب عدم الرد بعنف. واضاف "نتوقع تلبية مطالبهم من خلال الوسائل السلمية"، في حين رفض الرد علي سؤال عن امكانية ارسال قوات ايرانية الي البحرين قائلا انه "غير متصل بالموضوع".
وطلب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي من الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو "استخدام كل امكانات المنظمة لمنع اللجوء الي العنف" في البحرين.
وتشهد البحرين احتجاجات تطالب بالاصلاح السياسي وباسقاط الحكومة وبتطبيق نظام الملكية الدستورية، ورغم أن الشيعة يمثلون غالبية المشاركين في المظاهرات فإنهم كثيرا ما أكدوا علي عدم طائفية هذه الاحتجاجات مع أنهم اشاروا في الوقت ذاته إلي وجود تمييز ضدهم.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس -في تصريحات لقناة الجزيرة- " ان دخول قوات خليجية الي البحرين تم وفقا للمعاهدات الامنية الخليجية مؤكدا ان المعارضة البحرينية "هي جزء من الشعب البحريني" ودعاها للحوار وترك الاعتصام..وكانت المعارضة البحرينية قد قالت انها تعتبر اي تدخل عسكري خارجي "احتلالا سافرا" وسيكون بمثابة اعلان حرب. ودعت المجتمع الدولي الي اتخاذ ما يلزم ل"حماية المدنيين" ودعوة مجلس الأمن للانعقاد بصورة عاجلة.
علي صعيد اخر، حثت وزارة الخارجية الأمريكية أمس مواطنيها علي تجنب السفر للبحرين ولمحت إلي ضرورة مغادرة رعاياها المقيمين هناك للبلاد، مشيرة إلي أن البحرين شهدت "انهيارا للنظام والامن" مع تحول المظاهرات الي اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمحتجين..وقالت الخارجية في بيان إن عائلات أفراد العاملين بالسفارة الأمريكية بالبحرين يمكن أن تغادر البلاد طوعا.
من جهة اخري، قال مسئولون امريكيون ان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أوضحت لنظيرها الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد أمس الأول أنها تعتقد ان حل أزمة في البحرين يكمن في اصلاح سياسي وليس في عمل عسكري. وأشار إلي أن كلينتون شددت علي ضرورة ممارسة جميع قوات الامن في البحرين بما فيها تلك التي ارسلتها دول خليجية لضبط النفس. وأن كلينتون أعربت عن "قلقها العميق بشأن الوضع" في البحرين.