قال "دانيال توب" السفير الإسرائيلي في بريطانيا في مقاله اليوم بصحيفة (تليجراف) البريطانية إن خدعة الفلسطينيين في الأممالمتحدة هي مجرد تكتيك للمماطلة ولا يوجد طريق لإقامة دولة للفلسطينيين إلا من خلال التفاوض مع إسرائيل. وأوضح "توب" أن الإحباط في عدم التوصل إلى حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يخلق عطش لمفهوم النهج الأحادي البديل، ويظهر هذا المفهوم في الوقت الراهن من خلال المبادرة الفلسطينية للاعتراف بدولتها في الأممالمتحدة. ففي الأمس طالب وزير الخارجية الفلسطيني السابق، "نبيل شعث"، في مقاله بالصحيفة ذاتها، أن تكفر بريطانيا عن خطاياها مع الفلسطينيين ودعم هذا التحرك، إلا أن مثل هذا الأمر سيكون بمثابة نكسة خطيرة للسلام. وتابع "توب" ليقول أن المفاوضات، بالتأكيد، لم تؤد حتى الآن إلى التوصل إلى اتفاق نهائي، ولم تثمر عن نتائج ملموسة، ولكن في الواقع، فإن مطالبات المؤسسات والهيئات الفلسطينية بإقامة دولة في الأممالمتحدة تعد نتيجة للمفاوضات المباشرة بين الجانبين، مما يشير إلى أن الأممالمتحدة في كثير من الأحيان تلعب على الطرفين. ورأى "توب" أن المبادرة الحالية لن تأتي إلا بمزيد من النتائج السلبية، حيث أن بعض القيادات الفلسطينية تحاول إقناع وسائل الإعلام الغربية بأن المبادرة تهدف إلى تنشيط أو إعادة بدء المفاوضات. وعلى سبيل المثال، صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين "صائب عريقات" لوسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة عن الخطة الفلسطينية لاستغلال عملية ترقية الأممالمتحدة الشروع في حملات ضد إسرائيل في المحافل الدولية، بما في ذلك "المحكمة الجنائية الدولية" وعدد كبير من هيئات الأممالمتحدة. وتابع "توب" قائلاً: "إن المبادرة الراهنة الأحادية الجانب للانتقال بين الطرفين إلى السلام ستفشل، بل أنها ستقوض التعاون الحساس الموجود بالفعل بين الطرفين، والذي يظهر جليا في الاستقرار النسبي الذي شهدته الضفة الغربية والذي يرجع إلى التعاون الهادئ بين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، بما في ذلك في مجالات حساسة للاستخبارات والأمن. فضلا عن الفضل في الرخاء الاقتصادي للسكان الفلسطينيين يرجع إلى الكثير من الجهود الإسرائيلية، حيث قامت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بإيداع 300 مليون شيكل كمبلغ تأمين ضد مدفوعات الضرائب في المستقبل، وتخفيف أزمة السيولة النقدية في "السلطة الوطنية الفلسطينية". ومن الصعب أن نتصور كيف أن مثل هذا التعاون يمكن الإبقاء عليه في ظل دعم مبادرة لا تهدف لوضع نهاية للصراع، بل كما اعترف الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" نفسه في صحيفة "نيويورك تايمز" في العام الماضي، بأنها مجرد تدويل للصراع.