في مثل هذا اليوم الأحد في 19 أبريل 1775م بدأت حرب الاستقلال الأمريكية 1775–1783 عندما اصطدم البريطانيون بالثوار الأمريكيين في مدينتي لكسنجتون وكونكورد في ماساشوسيتس، واستمرت ثماني سنوات وانتهت في 3 سبتمبر 1783م، عند توقيع معاهدة باريس بين بريطانياوالولاياتالمتحدة التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال الولاياتالمتحدة. وتعد حرب الاستقلال الأمريكية ثورة قامت في المستعمرات البريطانية الثلاثة عشر الواقعة في أمريكيا الشمالية والتي كانت تابعة للإمبراطورية البريطانية خلال القرن الثامن عشر وقد استوطنها مهاجرون من أوروبا (إنجليز، فرنسيون، هولنديون...) رأو من حقهم الانفصال عن الإنجليز وتسيير أمورهم بأنفسهم. أسباب الحرب ومن أسباب الحرب أن النفوذ البريطاني في أمريكا الشمالية كان في أوجه قبل الثورة الأمريكية بسنوات قليلة. فقد تغلبت بريطانيا في حربها مع الفرنسيين والهنود، وكانت المعاهدة التي أنهت الحرب قد ضمنت لبريطانيا معظم الأراضي التي كانت بيد الفرنسيين في أمريكا الشمالية التي كانت تمتد من جبال الأبلاش في الشرق إلى نهر المسيسيبي، ومن ضمنها رقعة واسعة في كندا. كان معظم أهل المستعمرات الأمريكيين يفخرون بانتمائهم إلى الإمبراطورية البريطانية، في وقت كانت تُعتبر فيه أقوى الإمبراطوريات في العالم. كان من حق المستعمرات أن تنتخب ممثليها لجمعية تشريعية تقوم بسن القوانين وفرض الضرائب، ولكن حاكم المستعمرة كان له حق نقض أي من تلك القوانين. وكانت بريطانيا تأمل من المستعمرات الأمريكية أن تخدم مصالحها الاقتصادية وقد رضيت المستعمرات بذلك بصورة عامة. والمثال على ذلك أنها امتنعت عن صنع المواد والسلع المنافسة لمثيلاتها البريطانية. السياسة البريطانية تغيُّر السياسة البريطانية. بدأت بريطانيا بتغيير سياستها بعد الحرب الفرنسية والهندية، وذلك بتشديد قبضتها على مستعمراتها الشاسعة في أمريكا، فصوت برلمانها على وجود جيش مرابط في أمريكا الشمالية. وصدر قانون يلزم المستعمرات بأن تؤمن لذلك الجيش الثكنات والتجهيزات كما صدر قرار بتخصيص أراضٍ واقعة غرب جبال الأبلاش لإسكان الهنود، ومنع البيض من إنشاء مستوطنات لهم في تلك الأراضي، وتعيين الحراس لإبعاد المستوطنين عنها. لقد اغتاظ المستوطنون من هذا القرار قائلين بأنه لا يحق لبريطانيا أن تمنعهم من الاستيطان، كما أن الكثيرين منهم كانوا يطمعون في تحقيق أرباح لهم في شراء الأراضي في الغرب. فرض الضرائب وسحبها أصدر البرلمان البريطاني بعد ذلك قانوني تاونزهند، نسبة إلى وزير الخزانة آنذاك، فَرَض أحدهما ضريبة على الرصاص والأصباغ والورق والشاي كما فرض الآخر إنشاء مكتب للجمارك لجمع الضرائب في بوسطن. وتسبب القراران في تجدد الاحتجاجات التي ألغيت على أثرها تلك الضرائب باستثناء الضريبة المفروضة على الشاي. وخرجت المظاهرات ضد الضريبة مرة أخرى ولاسيما في مدينة بوسطن، فتصدى الجنود البريطانيون للمتظاهرين وقتلوا منهم خمسة أشخاص. وقد سمى الأمريكيون هذا الهجوم مذبحة بوسطن. بدأ الأمريكيون يُهرِّبون الشاي من هولندا لتلافي دفع ضريبته، وكانت شركة الهندالشرقية البريطانية الممولة للشاي إلى المستعمرات، قد أصيبت بأضرار بسبب المقاطعة والتمست المساعدة من البرلمان، فقرر تخفيض الرسوم فاستطاعت الشركة أن تخفض سعر الشاي إلى مستوى أدنى من سعر الشاي المهَّرب، غير أن المستوطنين استمروا في المقاطعة، ورفض التجار بيعه وقام عدد من أهالي بوسطن متنكرين في أزياء هندية بالهجوم على السفن المحملة بالشاي في الميناء، وألقوا بشحناتها في الماء. وعرفت هذه العملية ببوسطن تي بارتي. مراحل الاستقلال رفض سكان المستعمرات دفع الضرائب بحجة عدم تمثيلهم في البرلمان البريطاني وهو نزاع يهم الدستور. قام الأمريكيون بإتلاف حمولة باخرة شاي وهو ما جعل الوضع يتطور إلى مقاطعة اقتصادية برفض استهلاك البضائع الإنكليزية. وأدى ذلك إلى تراجع الحكومة الإنجليزية عن الترفيع في الضرائب الجائرة التي تراجعت إلى النصف بداية العداوات العسكرية أُعلن عن قيام ولاية ماساتشوستس في حالة تمرد في فبراير عام 1775، وتلقت الحامية البريطانية أوامر بنزع سلاح المتمردين واعتقال قادتهم، ما أدى إلى اندلاع معارك ليكسينغتون وكونكورد في 19 أبريل 1775. حاصر الوطنيون بوسطن وطردوا المسؤولين الملكيين من جميع المستعمرات، وأمسكوا زمام السيطرة عن طريق تأسيس الكونغرس الإقليمي. تبع ذلك معركة بونكر هيل في 17 يونيو 1775. كان نصرًا بريطانيًا، لكن بثمن غالٍ: حوالي 1000 ضحية بريطانية من حامية تبلغ حوالي 6000، مقارنةً ب 500 ضحية أمريكية من قوة أكبر بكثير. كانت الحرب التي نشبت في بعض النواحي تمردًا تقليديًا. في شتاء عام 1775، غزا الأمريكيون كندا تحت قيادة الجنرالين بينداكت أرنولد وريتشارد مونغوموري. أُسر معظم الأمريكيين الذين لم يموتوا أو ماتوا بالجدري. سنّ دستور دولة جديد بعد معركة بونكر هيل في يونيو 1775، سيطر الوطنيون على ماساتشوستس خارج حدود مدينة بوسطن، ووجد الموالون أنفسهم فجأة في وضع دفاعي دون حماية من الجيش البريطاني. أطاح الوطنيون بالحكومات الموجودة مسبقًا في جميع المستعمرات الثلاث عشرة، وأغلقوا المحاكم وطردوا المسؤولين البريطانيين. انتخبوا أعرافًا و«هيئات تشريعية» كانت موجودة خارج أي إطار عمل قانوني؛ ووُضعت دساتير جديدة في كل ولاية لتحل محل المواثيق الملكية. أعلنوا أنهم ولايات وليسوا مستعمرات. الاستقلال والوحدة في أبريل عام 1776، أصدر الكونغرس الإقليمي لولاية نورث كارولينا قرار حلّ هاليفاكس الذي أعطى السلطة صراحة لمفوضيه للتصويت من أجل الاستقلال. بحلول يونيو، كانت هناك تسعة هيئات تشريعية إقليمية جاهزة للاستقلال؛ وواحدة تلو الأخرى، سقطت الأربع الأخيرة بالترتيب: بنسلفانيا وديلاوير وميريلاند ونيويورك. تلقى ريتشارد هنري لي تعليمات من المجلس التشريعي لفرجينيا للعزم على الاستقلال، وقد نفذ ذلك في 7 يونيو 1776. في 11 يونيو، أُنشئت لجنة لصياغة وثيقة تشرح مبررات الانفصال عن بريطانيا. بعد الحصول على ما يكفي من الأصوات لإقرار القانون، صُوّت على الاستقلال في 2 يوليو. إعلان الاستقلال وُضعت معظم مسودة إعلان الاستقلال بوساطة توماس جيفرسون وعُرضت من قِبل اللجنة؛ واعتُمدت بالإجماع من قِبل الكونغرس بأسره في 4 يوليو، وأصبحت كل من المستعمرات مستقلة وذاتية الحكم. كانت الخطوة التالية هي تشكيل اتحاد لتسهيل العلاقات والتحالفات الدولية. ووافق كونغرس المستعمرات (القاري) الثاني على بنود الاتحاد الكونفدرالي للمصادقة عليها من قِبل الولايات في 15 نوفمبر 1777؛ بدأ الكونغرس على الفور العمل وفقًا لشروط البنود، إذ وفر هيكلًا للسيادة المشتركة أثناء الملاحقة القضائية بالحرب وتسهيل العلاقات الدولية والتحالفات مع فرنسا وإسبانيا. صُدّق على البنود في الأول من مارس عام 1781. وفي تلك المرحلة، حُلّ كونغرس المستعمرات (القاري) وتولت حكومة جديدة للولايات المتحدة عن طريق الكونغرس الكونفدرالي في اليوم التالي، إذ كان صموائيل هنتنغتون رئيسها. .