أطلقت دار الإفتاء المصرية، حملة تحت عنوان #كأني_اعتمرت؛ لإعادة الاعتبار لنصوص إسلامية جعلت نفع الآخرين ورفع الحرج عنهم أفضل عند الله من عبادات فردية تشبع رغبات أصحابها ولا يتعدى نفعها إلى غيرهم. وأوضحت الدار، أن هذه الحملة رغبة في إعادة العقل المسلم لفقه الأولويات، الذي يمثل منهج الإسلام في التعاطي مع مختلف المستجدات، والذي يجعل الإحساس بالمسلمين وهمومهم واجبًا، فضلًا عن كونه نعمة، لذلك جاء في الحديث: "المسلم أخو المسلم: لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره" (متفق عليه) من ترك مسلمًا يجوع أو يعرى- وما أكثر ما يحدث ذلك هذه الأيام - وهو قادر على إطعامه وكسوته فقد خذله. وأوضح أن هذا النص النبوي يبرهن على المعنى ويوضح المقصود حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحبُّ الأعمال إلى الله عزَّ وجل: سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا" [رواه الطبراني وغيره عن ابن عمر]. وتابعت الدار: هكذا وبهذا الفهم الراقي الذي يضمن حالة فريدة من التآلف والحب والود داخل المجتمعات المسلمة على وجه الخصوص والإنسانية جمعاء إن هي أخذت بهذا الفهم... حينما يعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل، ليس صلاة ولا صيامًا ولا حجًّا ولا عمرة، وإنما يعلق التفضيل ويعلق حبه للعمل على شرط أن يكون نافعًا للغير متعديًا صاحبه في نفعه، "سرور تدخله على مسلم.. تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا". واختتمت: "فماذا تفعل العبادة لإنسان انعزل عن مجتمعه ولم يعد يشاركه همومه؟! ماذا تفعل العبادة لإنسان أغلق بابه على نفسه وادعى رهبانية لم يكتبها الله عليه؟!، إنه النزوع الإنساني في أبهى صوره.. يجسده هذا الفهم النبوي الراقي لمهمة المسلم الإيجابية داخل مجتمعه".