حالة من الذعر يشهدها العالم اليوم جراء انتشار فيروس كورونا القاتل؛ بل أصبح شبحًا يهدد كافة الدول، لما له من آثار سلبية على كافة القطاعات أبرزها الاقتصاد. وقال جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، إن فيروس كورونا السريع الانتشار سيكون له تأثير على نمو الاقتصاد العالمي وإن الصندوق سيخفض على الأرجح توقعاته للنمو نتيجة لذلك. وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية آخر إحصائية لاعداد ضحايا هذا الفيروس على مستوى العالم لتسجل إلى ما يقرب من 87 ألف شخص مصاب، بينما اقتربت حصيلة الوفيات من ثلاثة آلاف شخص. وفي هذا الصدد، رأى عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد أن انتشار فيروس كورونا له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي حيث سيكون هناك انخفاض في معدل النمو بما يزيد عن 2%، ولكن تأثيره محدود على الاقتصاد المصري نظرًا لان هناك بدائل محلية. وأشار الخبراء إلى أن البورصات العالمية حققت خسائر كبيرة جراء انتشار فيروس كورونا إلى جانب تراجع حركة التجارة والسياحة والاستثمار الاجنبي المباشر عالميًا، فضًلا عن حدوث انكماش في حركة تداول السلع والبضائع عالميًا، وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن انتشار فيروس كورونا له تأثير محدود على الاقتصاد المصري، نظرًا لان هناك بدائل محلية، وأغلب السلع الصينية في الأسواق هي سلع معمرة وطويلة الأجل، لذلك لم ولن تقل من الأسواق، حيث أن أغلبها منتجات تامة الصنع ولها بدائل، وغالبا مخزونها يكفي لمدد طويلة. وأشار الشافعي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أنه لن يكون هناك تأثير واضح على الاقتصاد في مصر بسبب تفشي كورونا إلا في ملف السايحة فقط، فهناك حوالي 800 ألف سائح صيني تقريبا سنويًا يتم استقبالهم، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي تضرر كثيرًا بالفيروس والأسواق هبطت بصورة ملحوظة، لذلك زاد الطلب على المعدن النفيس "الذهب" مما ارتفع حوالي 1.5 % نتيجة اقبال المستثمرين على شراء الذهب خوفا من تفاقم الأزمة الصينية ومن ثم مزيد من الاضطرابات لاقتصادها. وذكر رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن استيراد المواد الخام من الصين لم يتأثر بالفيروس لكن الذى تأثر قطاع الأغذية، لافتًا إلى أن هناك دول كثيرة يمكن الاعتماد عليها مثل الاتحاد الاوروبي ولكن التكلفة ستكون مرتفعة. واختتم الشافعي، حديثه قائًلا" الصين صاحبة الحصة الأكبر في الاقتصاد العالمي، لذلك الاضطرابات التي وقعت في الصين جراء هذا الفيروس انعكست على أداء الاقتصاد العالمي وليس الصيني فقط، وبدأ المستثمر يشعر بقلق جرا الفيروس ومن ثم لجأ إلى الملاذات الامنة مثل الذهب، وبالتالي فإن الفيروس يهدد الاستقرار الاقتصادي للصين والقارة الآسيوية، وبدأت الأسهم الآسيوية تتراجع مما انعكس على كافة بورصات العالم، فالاقتصاد يتأثر بأي حدث أو اضطرابات سياسية أو أمنية أو حتي بيئية. وأكد الدكتور وليد جاب الله، خبير التشريعات الاقتصادية، على أن انتشار فيروس كورونا له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي وذلك من خلال انخفاض الطلب على البترول والاستهلاك مما يؤدي لاحداث انكماش في حركة تداول السلع والبضائع عالميًا بصورة تؤثر على أرباح الشركات التي تنهار أسهمها في البورصات العالمية. وأضاف جاب الله، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أنه من المتوقع حدوث تراجع لمعدل النمو الاقتصادي العالمي بما يزيد عن 2% جراء انتشار كورونا، مؤكدًا أن الاقتصاد سيتأثر أيضًا بحركة السياحة التي انخفضت منذ انتشار الفيروس، مشيرًا إلى أن الصين يسافر منه حوالي 150 مليون سائح سنويًا لدول العالم، وينفقون حوالي 277 مليار دولار. وذكر خبير التشريعات الاقتصادية، أن الاقتصاد المصري سيتأثر بحركة السياحة الصينية الوافدة إلى مصر التي تقدر بحوالي 500 ألف سائح، فضًلا عن تراجع أعداد السائحين من جنسيات أخرى، مؤكدًا أنه سيكون هناك جانب إيجابي من خلال الاعتماد على المنتج المحلي وستقل الواردات من الخارج، على حد قوله. وأوضح الدكتور علي الادريسي، الخبير الاقتصادي، أن البورصات العالمية حققت خسائر كبيرة جراء انتشار الفيروس، وأيضًا البورصات في مصر والكويت وأبو ظبي وقطر والبحرين والسعودية حوالي 264 مليار دولار، بجانب تراجع حركة التجارة والسياحة والاستثمار الاجنبي المباشر عالميًا. وتوقع الادريسي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، استمرار حالة الركود في الاقتصاد العالمي وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن سيحدث تراجع في حجم الواردات الصينية وأيضًا الاستثمارات الوافدة من الصين وكذلك انخفاض السياحة الصينية التي تصل لمصر حوالي 800 ألف سائح صيني.