بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر الثالث والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بتونس بحضور كلا من صاحب المعالي السيد إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة في الجمهورية التونسية و صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية،الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. ورئيس الدورة السادسة والثلاثين للمجلس وأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية فى الدول العربية الاعضاء واستهلت الجلسة بكلمة معالى الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال سيادته يشرفني وهذا المجلس يلتئم مرة أخرى في عاصمة التعاون الأمني العربي، تونس العزيزة، أن أرفع إلى مقام سيادة الرئيس قيس سعيّد، حفظه الله ورعاه، أخلص مشاعر المودة والاحترام، مقدراً كل التقدير تكرم سيادته بشمول هذه الدورة برعايته السامية، ومجدداً الإعراب عن امتناننا لدعمه الموصول للعمل العربي المشترك، وللعناية الكريمة التي يوليها لمجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة. ويُسعدني أيضاً أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى صاحب المعالي السيد إلياس الفخفاخ، رئيس الحكومة على تفضله بافتتاح أعمال هذه الدورة، مجددا لمعاليه تهانينا الصادقة بمناسبة توليه مهامه الجليلة، وراجيا له كل التوفيق والسداد في تحقيق طموحات الشعب التونسي الأبي وآماله العريضة، ومقدرا كل التقدير الدعم البناء الذي توليه الحكومة التونسية الرشيدة للأمانة العامة وأنشطتها المختلفة. ولا يفوتني كذلك أن أتقدم بأخلص التهاني الى معالي السيد هشام المشيشي، وزير الداخلية، معربا له ولمساعديه كافة عن شكرنا الجزيل لتوفير كل مقومات النجاح لهذا اللقاء الأمني العربي الكبير، وتأمين أسباب الراحة والطمأنينة للوفود المشاركة. ويشرفني كذلك أن أتوجه بأخلص معاني التقدير والعرفان إلى الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وإلى سائر إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على دعمهم الدائم للأمانة العامة وللعمل الأمني العربي المشترك. ويسعدني أن أرحب بممثلي المنظمات العربية والدولية الذين يشكل حضورهم معنا اليوم دليلا على وعي المجلس بتجاوز التحديات الأمنية للحدود الوطنية وسعيه الى مواجهتها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين. نجتمع اليوم وما يزال الإرهاب يشكل العنصر الأبرز في سلم التحديات الإجرامية التي تواجهها المنطقة العربية والعالم أجمع. فلم يعد بإمكان أي دولة ولا أي تجمع إقليمي الادعاء بأنه بمنأى عن الإرهاب أو بمعزل عن تداعياته الخطيرة. وإن العمليات الإرهابية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة تدل بما لا يدع مجالا للشك على أن الإرهاب لا دين له ولا عرق. وتكفي الإشارة إلى الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مقهيين في مدينة هاناو في ألمانيا قبل نحو أسبوع للدلالة على أن الدوافع التي تقف وراء الأعمال الإرهابية هي ذاتها في كل مكان: العنصرية والتأويل الخطأ للتعاليم الدينية السمحة والسعي المقصود إلى تأجيج مشاعر الكراهية والإقصاء، وتدمير علاقات المودة والإخاء بين الأمم والشعوب. ولقد حقق مجلسنا هذا العام كدأبه كل سنة خطوة بارزة على صعيد مكافحة الإرهاب تمثلت في إصدار القائمة العربية السوداء لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية، بعد أن تم إدراج عدد من الكيانات عليها من قبل اللجنة القانونية المعنية، وفق المعايير المعتمدة من قبل المجلس. وفي هذا الإطار كذلك سينظر المجلس اليوم في إنشاء فريق خبراء عربي يُعْنَى برصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للأعمال الإرهابية، وهو ما سيشكل خطوة عملية أخرى في سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية في مواجهة الإرهاب. وإلى جانب إنشاء هذا الفريق يندرج على جدول أعمال هذا اللقاء عدد من المواضيع التي ينتظمها خيط رابط يتمثل في هاجس تطوير أدوات العمل وهياكله بحيث تستجيب للمستجدات الأمنية، فهناك تصور لتعديل اختصاصات المكاتب العربية المتخصصة وتسمياتها بما يسمح بزيادة فعالية معالجة المجلس للقضايا الأمنية المختلفة. وهناك تفعيل للمؤتمرات والاجتماعات التي تعقد في نطاق الأمانة العامة بهدف زيادة نجاعتها في تقاسم التجارب والممارسات الفضلى بين الدول الأعضاء. وهناك مشروع لاستراتيجية عربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات تضمن إضافة نوعية في هياكل المجلس هي إنشاء وحدة لتنسيق جهود الدول العربية في هذا المجال. لقد سعى مجلسنا الموقر خلال السنوات الماضية الى توطيد التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الأمني مثل الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومع المنظمات المنبثقة عن التجمعات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، وذلك امتثالا لدعوة مجلس جامعة الدول العربية بأن يكون التعاون مع هذه المنظمات من خلال الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أحيي معالي السيد جيل د َ كيركوف منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب وسعادة السيدة كاترين دَ بول، مديرة جهاز الشرطة الأوروبية (اليروبول) اللذين يشكل حضورهما معنا اليوم لأول مرة دليلا على الإيمان المشترك بضرورة تعزيز التعاون الأمني بين أوروبا والعالم العربي لا فقط في مجال مكافحة الإرهاب وإنما كذلك في مواجهة كل التحديات الإجرامية المشتركة كالهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والجريمة السيبرانية وسائر أنماط الجريمة المنظمة... وإن هذا الحضور اليوم من الجانب الأوروبي يأتي تتويجا لمسار من التعاون الفني بدأ منذ بضع سنوات مع المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ومشروع مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمفوضية الأوروبية والوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل وأسفر عن تنظيم عدة أنشطة مشت