لم يكن الزوج تدور بخاطره أبداً أن جريمة قتل زوجته موثقة بالصوت والصورة عبر فيديو التقطه له ابنه التلميذ بالصف الثالث الابتدائى لتفاصيل هذه الجريمة، كان الابن بالطبع يدرك أنه لن يستطيع وهو فى هذه السن أن يدافع عن أمه ويمنع أباه من قتلها لكن فطرته الطبيعية وعاطفته لأمه كانت أقوى من أن يفكر فى أى موقف من الممكن أن يتعرض له إذا اكتشف أبوه أنه قام بتصويره بكاميرا موبايله لتكون دليلاً دامغاً على إدانة والده فى هذه الجريمة البشعة التى راح ضحيتها أمه. فى قرية شرنقاش بمركز طلخا بالدقهلية التى كانت مسرحاً لهذه الجريمة هى نفسها القرية التى شهدت الحياة الهادئة التى عاشها الزوجان «ه. ر. ع»، 38 سنة، عامل وزوجته «ع. أ»، مضت الحياة بحلوها ومرها، لحظات سعيدة وأخرى حزينة لكن لم يظهر فيها ما يضع نهاية لها أو يمهد حتى لهذه النهاية، وفجأة بدأ الزوج يشك فى سلوك زوجته، ويزداد هذا الشك يوماً بعد آخر لتهب رياح الشك العاتية على البيت الهادئ وتتمكن من اقتلاعه من جذوره. الزوج يدخل المنزل منفعلاً فى أحد الأيام ليأخذ موبايل زوجته ويبدأ فى تفتيشه بعد أن ساوره الشك فى سلوكها، أنكرت الزوجة هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، يخرج الزوج من المنزل منفعلاً، ويعود إليها مرة أخرى والشك بنهش داخله ولا يهدأ ومصمم على اتهام زوجته فى شرفها والزوجة تنكر اعتدى عليه بالضرب لترد عليه الزوجة وتتهمه بأنه ليس برجل، فما كان منه إلا أن أحضر «إيشارب» وقام بخنق زوجته، ولم يتركها إلا وهى جثة هامدة، وفى هذه الأثناء كان الابن يوثق الجريمة بكاميرا موبايله لتكون الدليل الذى لا يدع مجالاً لذلك والذى يقود الأب إلى حبل المشنقة، وهذا ما كشفته تحقيقات النيابة العامة، حينما قدم الابن مقطع الفيديو الذى يوثق الجريمة بالكامل وتواجه النيابة المتهم بالفيديو بعد أن أنكر فى البداية ارتكابه للجريمة، وبعد مشاهدة الفيديو اعترف بارتكابها لشكه فى سلوك زوجته. البداية كانت ببلاغ تلقته أجهزة الأمن بالدقهلية من شقيق الزوجة القتيلة بعثوره على جثة شقيقته وعليها آثار خنق.. المعاينة المبدئية لجثة القتيلة أكدت وجود آثار ضرب بالوجه ونزيف بالأنف وهنا بدأ الشك يراود رجال الأمن، إذن الوفاء ليست طبيعية وهناك شبهة جنائية فى الواقعة وجاء تقرير مفتش الصحة ليؤكد ظنون رجال الأمن والذين بدأوا على الفور فى تكثيف تحرياتهم لكشف غموض الحادث.. الروايات تقول إن الزوج فى الفترة الأخيرة كان دائم الشجار مع زوجته وأن كثيراً من الجيران وصل اليهم صوت مشاجراتهم التى كانت لا تنقطع، فتم استدعاء الزوج لسماع أقواله حول أسباب وفاة زوجته وأسباب الآثار التى وجدت على وجهها وجسدها.. أنكر الزوج بكل قوته أن يكون له صلة بموت زوجته وادعى أنه كان يحبها وأنها عشرة أيامه الجميلة وأم ابنه الوحيد.. ومن بين الذين استدعتهم النيابة لسماع أقوالهم ابن القتيلة الوحيد والذى يبلغ من العمر «10 سنوات» على الفور فى بداية أقواله اتهم الطفل والده بقتل أمه..نعم أبى قتلها.. وطلبت منه تركها تعيش لكنه استمر فى ضربها حتى ماتت.. نعم أبى قتل أمى.. والأب ينكر ويدعى أنه طفل لا يعرف ما يقول ولكن الطفل فجر مفاجأة وسلم تليفونه المحمول للتحقق.. وطلب منه مشاهدة أحد الفيديوهات الذى يسجل بالصوت والصور اللحظات المؤلمة التى قام فيها الزوج بقتل زوجه.. قام الطفل بتصويره عندما يئس فى منع والده من قتل أمه.. وهنا انهار الزو.. نعم قتلتها.. إنها تخوننى، تخرج باستمرار من المنزل دون إذنى وعندما حاولت تأديبها عايرتنى برجولتى.. نعم قتلتها وتخلصت من عارها.. تحفظت النيابة على هاتف الصغير الذى فقد والديه دفعة واحدة وأمرت بحبس الأب بتهمة قتل زوجته مع سبق الإصرار والترصد وتم تسليم الطفل لخاله لرعايته ودموعه لا تتوقف ويتساءل: هل ما فعلته «صح يا خالى»!!