بيلا المركزى «خرابة».. والأهالى يستغيثون بالمحافظ نقص الأطباء ووحدات الغسيل الكُلوى أزمة مستمرة بالمنوفية داخل أروقة المستشفيات، قصص وحكايات عن الموت، وداع وصرخات واتهامات بالتقصير، لذا أصبح مصطلح الموت الجيد «good death»، يتربع على عرش المؤسسات الصحية، يسود مستشفيات المؤسسات الحكومية بالإسكندرية الإهمال ونقص الخدمات والإمكانيات العلاجية، الأمر الذى أدى إلى نفور المريض منها والبحث عن مستشفيات أخرى للعلاج بعد أن كانت هذه المستشفيات هى البديل الأمثل عن المستشفيات الخاصة من حيث الخدمات والرعاية الصحية وبسعر بسيط ولكنها أصبحت الآن مهجورة، فالناس يرددون شعار «الداخل مفقود والخارج مولود» عن مستشفى «الأميرى» الجامعى، الذى يقوم بالتردد عليه العديد من محافظات الوجه البحرى الإسكندرية والبحيرة ومطروح وكفر الشيخ، ويوجد به العديد من حالات الإهمال الطبى، من حيث قلة الإمكانيات الطبية والعلاجية حتى تعقيم غرف العمليات، حيث إنه من الضرورى توفير كافة السبل العلاجية وأن تدعمه الدولة وخدمة المريض، وتوفير المستلزمات الطبية. اما قسم الطوارئ والاستقبال، نجد أن أهالى المرضى يفترشون الأرض لانتظار دور ذويهم فى الكشف وتلقيهم العلاج، حيث إنه لا توجد سرائر متاحة، فى منظر يخلو من أبسط مطالب حقوق عن معالجة المرضى وحالات الحوادث داخل الطرقات لعدم تواجد سرير متاح للمريض، وذهاب المريض إلى غرفة العمليات على رجليه بدلا من توافر سرير له ينقله أو كرسى متحرك، بجانب انتشار بقع الدم على الأرض دون تطهيرها. رصدت «الوفد» الإهمال الجسيم الذى تعيش تلك المستشفيات وآلام المواطنين الغلابة الذين ليس لديهم البديل لإمكانياتهم البسيطة التى لم يستطيعوا الذهاب الى مستشفى خاص مع نقص الخدمات الطبية وتحميل المريض عبء جلب هذه الخدمات الناقصة من خارج المستشفى وتكدس الحالات المرضية على الاسرة وفى الطرقات وإهمال النظافة والتعقيم بشكل ملحوظ مما يؤدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض بشكل سريع. «مستشفى الجمهورية لم يوجد به أماكن فارغة بالعناية المركزة» قالت إلهام محمد، 22 سنة، طالبة: إن والدتى احضرتها هنا وهى مصابة بجلطة فى القلب وتحتاج الى عناية مركزة ولكن للاسف لم يوجد مكان وتم وضعها فى غرفة بها 3 سراير غيرها متدنية النظافة ولم يتم توصيل جهاز الاكسجين لها باستمرار لان المستشفى يحتاجه لحالات اخرى نظرا لكثافة المواطنين على المستشفى كما لم تتوافر فى المستشفى ادوية ذوبان الجلطة والإبر لم نجدها فى الصيدليات مما أدى إلى تأخر حالة والدتى الصحية وهى تسوء كل يوم عن الآخر ولم توجد لدينا الإمكانيات لدخوله مستشفى خاص ماذا نفعل هل تموت والدتى لأن المستشفى إمكانياته قليلة. «الدفع قبل الولادة بمستشفى الجمهورية العام» وقالت إشراق السيد: إن مستشفى الجمهورية العام ودار إسماعيل للولادة تحولا إلى «مستشفيات خاصة»، مشيرة إلى أن الوصول إلى تلك المستشفيات يحتاج إلى وساطة من عضو بمجلس الشعب أو «معرفة» بمكتب الشئون الاجتماعية بالمستشفى شرط أن يكون مسجلاً ببطاقة المريض، أنه «عامل» أو تكون لديه شهادة مرضية أو أوراق من الشئون تثبت تقاضى الزوج لمعاش «79 جنيهاً»، وقالت «رفض أطباء مستشفى الجمهورية دخولى للولادة، فذهبت لمستشفى دار إسماعيل وقررت الطبيبة أننى يجب أن أدخل لحجرة العمليات سريعاً، ولكن بعد دفع 750 جنيهاً، ولما قلت لهم إن المستشفى مجانى قالت إنه قرار المحافظة».. وتواصل «إشراق» أنها اتصلت بأحد نواب مجلس الشعب السابق الذى توسط لها لدى مدير مستشفى الجمهورية «دخلت فى ثوان وتحطمت كل القرارات»، لكنها أرغمت على دفع شيكات دم بمبلغ 400 جنيه. «مستشفى الجمهورية يذبح المرضى» وقالت صباح محمد والتى يعمل زوجها «أجرى على باب الله»: إنها ستضع قريباً مولودها الذى أكد لها الأطباء ضرورة أن تتم ولادته قيصرياً، وأنها فضلت أن تجريها بمستشفى الجمهورية العام بسبب التكاليف الكبيرة فى العيادات والمستشفيات الخاصة لمثل تلك العمليات، إنها فوجئت بقائمة طويلة من الطلبات التى تتضمن تحاليل وإشعات يجب عملها خارج المستشفى وعلى نفقتها الخاصة «اضطررت للاستدانة لتوفير نفقات ما قبل العملية» مما أدى إلى ذبح إمكانيات زوجى التى ضاعت كلها من أجل عملية الولادة. «أهالى المرضى يفترشون أرض مستشفى رأس التين» وفى مستشفى رأس التين رصدنا فى قسم الطوارئ والاستقبال أهالى المرضى يفترشون الأرض، لانتظار دور ذويهم فى الكشف بمستشفى رأس التين الذى لا يقل اهمالا ونقصا فى الخدمات عن مثيلاته من المستشفيات. هناك وجدنا عم «محمد لطفى» 50 سنة، تحدث إلينا عن سوء إمكانات المستشفى وأنه يحتاج لأشعة مقطعية ولكن الاجهزة لا تعمل بالمستشفى مما دفعه للبحث عن مستشفى آخر. «مستشفى رأس التين نقص فى الادوية والأجهزة الطبية وانعدام النظافة» يقول محمد عبدالسميع، موظف: إن مستشفى رأس التين يوجد بها نقص الأدوية والأجهزة الطبية وانعدام النظافة وسوء معاملة المرضى وذويهم، لافتاً إلى أن المستشفى يتميز عن غيره بوجود مجموعة من الأطباء الكبار من أصحاب الأسماء اللامعة ولكنهم للأسف لا يهتمون بالمستشفى ورغم استفادتهم من اسمها إلا أنهم لا يحضرون إليها إلا نادراً وكل اهتمامهم يتركز فى عياداتهم الخاصة، لافتاً إلى انه رافق الكثير من المرضى سواء من أقاربه أو أصدقائه إلى المستشفى ولم يجد إلا الاطباء صغار السن الذين يفتقدون إلى الخبرة ويتم تحويل المرضى الى مستشفى الاسكندرية الجامعى لنقص الإمكانيات بالمستشفى. «مستشفى الشاطبى لا توجد حضانات كافية» قالت سلوى محمد، 23 سنة: إننى دخلت المستشفى لإجراء عملية ولادة لكى اكون مطمئنة على طفلى اذا احتاج الى حضانة فى مستوى امكانياتى لاننى لم استطع الذهاب الى مستشفى خاص ولكنى فؤجئت عقب ولادتى عدم وجود مكان لطفلى فى الحضانة وذلك لوجود نقص فى عدد الحضانات والاكثر خطورة نقص الممرضات والامكانيات فى المستشفى خاصة فى قسم حضانات الاطفال الذى يحتاج الى رعاية شديدة يوجد به نقص وتجد فى الحضانة ممرضة واحدة وممكن ان تخرج بالطفل لوالدته وتترك باقى الاطفال بمفردها فى الحضانة ولم تضع فى اعتبارها انه ممكن أن يحدث شىء لتلك الأطفال، بالإضافة إلى حالات الإهمال فى التعقيم والنظافة. تعانى مستشفيات محافظة المنوفية من عجز شديد فى الأطباء، الأمر الذى يمثل أزمة فى عدم كفايتهم، مما يسبب أزمات داخل المستشفيات مع المرضى وعدم السرعة فى الكشف ونشوب العديد من المشكلات بينهم وبين أهالى المرضى الذين ينتظرون الوقت الطويل حتى حضور الطبيب لإجراء الفحص اللازم، خصوصًا فى الحالات العاجلة التى تستدعى سرعة فى الفحص والتشخيص، حتى لا يتعرض المريض للوفاة، كما يحدث أحيانًا بسبب عدم وجود طبيب بالمستشفى، أو وجود طبيب لا يتمكن من الوفاء بمتابعة حالات أكبر. قال عبدالسلام نجيب، أحد أهالى أحد المرضى: إنهم ذهبوا إلى مستشفى شبين الكوم التعليمى وانتظروا كثيرًا حتى جاء الطبيب للكشف على المريض، مما أدى إلى حدوث مشاجرة بينهم وبين أمن المستشفى لتأخر الطبيب، وجاء رد الطبيب النبطشي، أن طبيبا واحدا فقط الموجود بالمستشفى، وذلك بسبب تقديم الأطباء لاستقالتهم لضعف الراتب والعمل بالمستشفيات الخاصة، أو السفر للخارج، وذلك سبب أزمة بالمستشفى وتأخر تقديم الكشف الطبى على المرضى. أضاف محمد عبدالصمد، أحد أهالى المرضى، أنه جاء مع والده المريض بغيبوبة تامة إلى المستشفى الجامعى بالمنوفية، وتطلب الأمر دخوله العناية المركزة ولم يتم نقله مباشرة، حيث انتظروا بعض الوقت حتى تمكن المستشفى من توفير سرير بالعناية المركزة، مما عرض حياة والده لخطر الوفاة بسبب عدم تلقى الإسعافات والعلاج اللازم. أشار «عبدالصمد» إلى أنه لا يتوافر العلاج اللازم بالعناية المركزة، الأمر الذى يجبرهم على شرائه جميعًا من الخارج، ولا يوفر المستشفى أى علاج، وفى بعض الأحيان يوجد علاج غالى الثمن لا نقدر على شرائه يوميًا مما يجبرنا على عدم شرائه، وعندما نسأل الطبيب يقول «اشتروا مفيش علاج هنا»، وذلك على رغم وجود صيدلية بالمستشفى من المفترض أن يتوافر بها جميع أنواع الأدوية، ولكن لا يتم صرفها، مما يكلفنا فوق طاقتنا وننتظر تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الذى نأمل أن يوفر العلاج، مع الرعاية الصحية الكاملة. فيما تحدث عمرو شوقى، أحد الأهالى قائلاً: إن مريض الغسيل الكُلوى يعانى مشكلة كبيرة فى الغسيل، حيث يوجد فى مستشفى أشمون أزمة كبيرة فى هذا القطاع، وذلك لعمل وحدات الغسيل 24 ساعة، مما يعرض مريض الكُلى للذهاب بعد منتصف الليل لعمل الجلسات، التى تتطلب التنقل من قريته فى البرد القارس، مما يجعله يضطر إلى استئجار سيارة ترفع عليه الأعباء الإضافية وتكون تكلفة عالية. قال محمود سمير: إن الله رزقه بطفل وكان يحتاج إلى حضانة، خصوصاً بعد إصابته بصعوبة فى التنفس، لافتًا إلى أنه بحث عن حضانة بعدد كبير من المستشفيات الحكومية، ولم يعثر على أى مكان، مما اضطره إلى الذهاب إلى مستشفى خاص بتكلفة 3000 جنيه يوميًا، ولا يتمكن من هذا، مشيرًا إلى أن طفله تم احتجازه 10 أيام بتكلفة وصلت إلى أكثر من 30 ألف جنيه. من جانبه علق الدكتور حسين ندا، نقيب الأطباء بالمنوفية، على هذا الأمر مؤكدًا أن النقابة طالبت وزارة الصحة كثيرًا بحل أزمة عجز الأطباء بالمستشفيات، وذلك بسبب ضعف راتبهم، مما أدى إلى تقديم عدد كبير منهم لاستقالاتهم، حيث يتقاضى الطبيب 90 جنيهًا وفى الوقت نفسه تقوم الوزارة بالتعاقد مع أطباء فى التخصصات التى بها عجز «العناية المركزة، والطوارئ، الصدر»، حيث يتقاضى 1400 جنيه فى الشهر. وناشد «ندا» بضرورة تحفيز الأطباء العاملين، وأن يكون هناك تكافؤ فى الراتب الشهري، مطالبًا الوزارة بالإعلان عن التخصصات التى بها عجز وغلق العيادات بالمستشفيات حتى لا تحدث أزمة كبيرة وحتى يتم توفير الأطباء وتشغيل العيادات. تشهد مدينة بيلا محافظة كفر الشيخ مأساة كبيرة فى جانب الرعاية الطبية المقدمة من المستشفى المركزى التى تشهد حالة من الإهمال الكبير فى جميع التخصصات فى علاج المرضى والتعطل الدائم للأجهزة حيث اشتكى الأهالى سوء الخدمة الطبية المقدمة رغم أنها تخدم ما يقرب 700 ألف مواطن بمدينة بيلا وقرى المركز البالغ عددهم أكثر من 400 ألف نسمة، وأعرب مواطنون من مدينة بيلا وقراها عن استيائهم من عدم إنهاء الأعمال الإنشائية للمستشفى المتعثر منذ 5 أعوام رغم مرور العديد من الوزراء على وزارة الصحة والمحافظين على المحافظة وتم البدء فى أعمال هدم مستشفى بيلا المركزى فى شهر سبتمبر 2015 وحتى الآن لم يكتمل بناؤه رغم أنه لا يوجد مستشفيات بديلة ولا يوجد بمدينة بيلا خدمات طبية. فى البداية قالت حنان الشيخ، نائب رئيس لجنة الوفد فى بندر بيلا: إن مستشفى بيلا المركزى يسوده حالة من الإهمال فى جميع التخصصات وأن معظم الأجهزة بالمستشفى معطلة ولا توجد به أجهزة كبرى لعمل الأشعة المقطعية وغيرها من الأجهزة اللازمة لعلاج الحالات المترددة عليها. وأضافت أن مديرية صحة كفر الشيخ أعلنت عن الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى بيلا المركزى خلال عامين وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع بعد أن مضى كالعادة التاريخ المحدد فى الوقت الذى تناقضت كل هذه التصريحات وهو ما يعطى مؤشرات لوجود إشكالية حول أين وصلت نسبة الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى بيلا المركزى بتكلفة 337 مليون جنيه على مساحة 4200 م2. واوضح خله غالى من مدينة بيلا أن المستشفى المركزى تم نقله إلى مستشفى الحميات لمزاولة الأعمال الطبية واستقبال المرضى وتم نقل جميع الأجهزة لمستشفى الحميات كما تم نقل وحدة الغسيل الكلوى من مستشفى بيلا المركزى إلى المكان المؤقت بالدور الثانى بمسجد عبدالرحمن البيلى بشارع 23 يوليو. وأشار حسن أحمد الزغبى الإمام، إلى أن مشروع مستشفى بيلا المركزى لنا ما زال مثل الحلم ما يقارب 5 أعوام من الانتظار ولا نرى شيئاً يلوح بالأفق حتى الآن فنحن سكان مركز ومدينة بيلا ورغم التطور والزيادة بعدد السكان إلا أن هذا المشروع الخدمى الذى سيخدم ما يزيد على 700 ألف من سكان المركز والمدينة محلك سر ويزيد معاناتنا كمواطنين من خلال التردد والتحويل على مستشفى كفر الشيخ العام وطوارئ المنصورة. وكشف عبدالله دوابة، معلم، أن الحالات المحتجزة بالمستشفى تعانى من الإهمال الكبير فى تقديم الرعاية الطبية ومعظم الأدوية نقوم بشرائها من الخارج لعدم توافرها بالمستشفى مع أن تلك الأدوية موجودة بالمستشفيات الحكومية الأخرى فى مدن المحافظة. وطالب «دوابة» بزيادة عدد غرف العناية المركزة بالمستشفى الذى يخدم مليون مواطن، وأكد أن استمرار هذا التعثر أو التأخير إن صح القول يزيد من معاناة سكان المركز والمدينة يوماً بعد يوم لكن ما زلنا نلتمس وقفة صادقة من المسئولين لحل هذه المشكلة وإطلاق المشروع الذى طال انتظاره منذ سنوات عديدة وأهالى مدينة بيلا وقراها ينتظرون تحقيق حلم متعثر بافتتاح وتشغيل المستشفى المركزى. وطالب مصطفى عبدالقادر، موظف متقاعد، بالتحقيق فى هذا المشروع المتعثر والتحقق من أسباب تعثره، التى تنوعت بين الميزانية التشغيلية المرصودة. وتعاني مستشفيات كفر الزيات بمحافظة الغربية، من الإهمال ونقص الأطباء والأدوية على حد وصف أهالى القرى التابعة لها أنها تحولت إلى مقبرة لمن تكتب عليه الأيام أن يدخلها لا يعلم هل سيخرج حياً يرزق أو ربما مصاب بعاهة أو فيروس، فالمستشفى بلا إمكانيات أو خبرات من الأطباء، وقد شهد المستشفى منذ أيام قليلة سقوط ضحية جديدة للإهمال بعد أن توفيت حنان على المنشاوى 39 سنة، بمستشفى كفر الزيات العام بعد دخولها فى غيبوبة عميقة عقب عملية ولادة قيصرية أجريت لها بمستشفى كفر الزيات العام ولم تسترد وعيها ونقلت بعدها إلى مستشفى المنشاوى العام بطنطا. فقد تقدم أهالى الضحية ببلاغ داخل مركز شرطة كفر الزيات، لإثبات إهمال الأطباء بمستشفى كفر الزيات العام واضطلاع الطب الشرعى على تقارير حالتها منذ العملية وحتى نقلها إلى مستشفى المنشاوى العام بطنطا. قال السيد السرسى، محامى أسرة الضحية: «تلقينا خبر وفاتها من مستشفى المنشاوى العام وقام كل من زوجها وشقيقها بعمل محضر إثبات حالة الوفاة بنقطة شرطة مستشفى المنشاوى العام لإثبات أن الوفاة نتيجة الإهمال الذى تعرضت له من خطأ طبى بمستشفى كفر الزيات العام واخطار نيابة كفر الزيات بذلك حتى يتم ندب الطب الشرعى لمعاينة الجثمان وإثبات الخطأ الطبى أثناء عملية الولادة القيصرية وتدهور حالتها حتى توفيت متأثرة بذلك»، قد فجر محامى دفاع أسرة الضحية مفاجأة أمام نيابة كفر الزيات، وقيامه باطلاع النيابة على حكم محكمة صادر بحق طبيب التخدير الذى قام بتخدير الضحية أثناء إجرائها العملية ولادة قيصرية، حيث سبق الحكم على طبيب التخدير بالحبس عامين مع الشغل لتسببه فى واقعة إهمال ووفاة سيدة بسبب خطئه فى التخدير وطلب ضم الحكم السابق لتحقيقات النيابة. «حنان» ليست الضحية الأولى فقد سبقها عشرات الضحايا من أشهرهم أحمد عودة «شهيد الكرة» والذى لقى حتفه فى مشاجرة أثناء مشاهدة ماتش الأهلى والزمالك ونقل إلى مستشفى كفر الزيات الذ ى فشل فى إسعافه لعدم توفر الإسعافات الأولية به وتركوه ينزف لساعات طويلة دون أن يتقدم أحد لمساعدته فلفظ أنفاسه دون أن يتم محاسبة أحد عن الإهمال. تساءل أحمد فؤاد، أحد أهالى مدينة كفر الزيات «هل يعقل أن يكون مستشفى بحجم هذا المستشفى ومن المفترض أنه يخدم اكثر من 75 ألف نسمة تصبح كالمنزل المهجور الخالى من أقل الإمكانيات وحتى القطن والشاش. وتابع: «المستشفى تحول مثل المستشفيات الاقتصادية كل شىء بها بالفلوس حتى سونار متابعة السيدات المفروض أنه بالمجان للاطمئنان على صحة الأم والطفل وصل ثمنه ل100 جنيه فى حاله إذا كان بيعمل ولم يعطل مثل باقى الأجهزة». والتقط منه السيد عيسى، مواطن طرف الحديث قائلاً: «إحنا بنسمى المستشفى مستشفى الموت لأن اللى بيخرجوا ميتين منه أكثر من اللى بيخرجوا أصحاء، والمعاملة به غير آدمية وكل خدمة بالفلوس وحتى تركيب المحلول بخمسين جنيه وقياس الضغط بخمسة جنيهات فماذا يفعل المواطن البسيط الذى كانت تمثل تلك المستشفيات الحائط الوحيد الذى يتكئ عليه». وانتقد أهالى كفر الزيات تدهور الأوضاع داخل المستشفى وطالبوا الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة الجديد بالغربية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد المهملين والمقصرين وإصلاح إرث كبير من الفساد والإهمال على مدار سنوات طويلة. تعانى محافظة البحر الأحمر منذ سنوات من تدنى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بجميع مدن المحافظة ونقص فى بعض التخصصات وأيضاً الكفاءات، ومع اهتمام الدولة بالمنظومة الصحية وتقديم أفضل خدمة طبية للمرضى لم تنل محافظة البحر الأحمر من هذا الاهتمام. حيث تم افتتاح عدد من المستشفيات بمدن المحافظة وتزويدها بأحدث الأجهزة والتى تكلفت ملايين الجنيهات ولكن لا يوجد الأطباء الأكفاء للعمل على هذه الأجهزة مما اضطر مديرية الصحة للتعاقد مع بعض الجامعات المصرية لإيفاد القوافل الطبية لجميع مدن المحافظة وهذه القوافل تلقى توافد عدد كبير من المواطنين، كما تحظى برضا المرضى عن الخدمات المقدمة، أما بالنسبة لعيادات التأمين الصحى بالغردقة فهى خارج السيطرة. حيث يتوافد عدد كبير من المرضى من جميع مدن المحافظة على عيادات التأمين الصحى بالغردقة، إما للكشف أو إجراء التحاليل أو الحصول على الإجازات ويظل المرضى من الساعة التاسعة صباحاً فى انتظار وصول الطبيب الذى، إما يحضر فى الساعة الثانية عشرة ظهراً أو يعتذر نظراً لأن معظم الأطباء المتعاقدين مع هيئة التأمين الصحى بالبحر الأحمر يعملون فى مستشفيات خاصة ويذهبون إلى عيادات التأمين بعد انتهاء عملهم بالمستشفى الخاص إذا كان لديه وقت ومع قلة عدد المقاعد فى صالات الانتظار يضطر المرضى والمرافقون لهم إلى افتراش السلالم حتى خارج العيادات فى الشارع. كما يعانى المرضى من نقص تخصصات الأنف والأذن والحنجرة والجلدية، حيث يتم تحويلهم لمحافظة قنا التى تبعد 250 كيلو مترا عن محافظة البحر الأحمر، كما يعانى المرضى سوء المعاملة من الممرضات والأطباء. وقالت هند أحمد: إنها حضرت لعيادة الرمد لعمل كشف نظارة وبعد طول انتظار أخبرتها الطبيبة أن الأجهزة معطلة والأجهزة فى المستشفى العام أيضاً معطلة وعليها الحضور إليها فى عيادتها الخاصة فى السابعة مساء واضطرت إلى الذهاب إلى العيادة ودفعت كشف 120 جنيهاً وأخبرتها الطبيبة بأن عليها أن تقوم بعمل النظارة عند محل معين تم التعاقد معه عن طريق التأمين الصحى، فاضطرت للذهاب إلى المحل وبعد أن استلمت النظارة لم تعد ترى بوضوح وتدهورت الرؤية أكثر من الأول فاضطرت للسفر إلى القاهرة لإجراء كشف مرة أخرى.