أحمد البردعي: غش وزور واختلس وسدد جزءاً‮ من ديونك تسقط عنك العقوبة‮

قاعدة البنوك‮.. "غش وزور واختلس وسدد جزءاً‮ من ديونك تسقط عنك العقوبة‮"‬،‮ الحكومة المصرية جاملت ابن الرئيس السابق بقصر بيع الديون علي بنك أوف أمريكا‮...
‬كل ما يتعلق بالبنوك كان بمشاورة جمال مبارك وليست صدفة تعيين زملائه في‮ بنك اوف امريكا في المركزي‮... مجدي راسخ صهر الرئيس السابق ابلغني أنه دمج البنكين لاقالتي‮... قلة قريبة من بطرس‮ غالي استفادت من تعويم الجنيه الذي خرج من الحزب الوطني،‮ وقفت تسويات رجال أعمال الوطني ومنهم ابراهيم كامل فتمت اقالتي وتشويه صورتي في الاعلام،‮ مادة سرية الحسابات بالبنوك تساعد علي اخفاء الفساد‮.. واغلقنا الحنفية فغضب رجال الحزب الوطني‮.. 11‮ مليار جنيه في بنك القاهرة‮ غير موجودة‮.. اسماعيل حسن مسئول عن تعثر البنوك العامة والديون المشكوك في تحصيلها بلغت‮ 57‮ مليار جنيه‮.‬
عناوين تعبر عن فترة فساد كبيرة شهدتها البنوك المصرية في عهد نظام مبارك وابنه جمال كشفها أحمد البردعي رئيس بنك القاهرة السابق كشاهد علي الفساد في حواره مع بوابة الوفد‮:‬
‮* كيف بدأت رحلتك مع البنوك؟
البردعي‮: بدأت عملي في بنك كروكرس ناشيونال وخلال خمس سنوات اصبحت رئيساً‮ للموازنة والتخطيط وفي عام‮ 1986‮ اشتري البنك فرست‮ ،‮ وأصبحت المسئول المالي عن قطاع الجملة في بنك فرست ناشيونال وكان عمري‮ 33‮ سنة،‮ ثم عملت في بنك سيتي بنك واصبحت المسئول الاقليمي لفروع سيتي بنك في مصر والسودان عام‮ 1988،‮ ومسئولاً‮ عن شمال افريقيا،‮ وبناء علي‮ طلب من اسماعيل حسن محافظ البنك المركزي تم تعييني نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك العربي الافريقي الدولي عام‮ 1996،‮ وهو في نفس العام الذي تم تعيين جمال مبارك عضواً‮ غير تنفيذي بالبنك كممثل للبنك المركزي المصري الذي يمتلك‮ 49٪‮.‬
‮* لماذا قدمت استقالتك من البنك العربي الافريقي الدولي؟
البردعي‮: كان البنك محققا لخسائر بلغت‮ 1.‬5‮ مليار دولار‮ ،‮ وطلبت عدم تدخل رئيس مجلس الادارة‮ غير التنفيذي في العمل اليومي حتي يتم علاج هذه الخسائر وقمنا بالاستغناء عن‮ 70٪‮ من الادارة العليا في البنك واطلق علي هذا‮ (‬مجزرة البردعي‮) وكان اول هجوم علي‮ من الصحف رغم عملي في السوق المصرفي منذ اكثر من عشر سنوات،‮ وذلك لأنهم السبب في هذه الخسائر التي لحقت بالبنك أو متداخلين في القرارات الخطأ التي تمت‮ ،‮ وحققنا ارباحا بلغت‮ 10‮ ملايين دولار بعد تكوين المخصصات ونتجت عن اغلاق الفروع التي لا يحتاجها البنك وتقليل تكلفة الاموال وعدم تركز الائتمان والتشغيل وساهم رحيل‮ 28‮ مديراً‮ من الادارة العليا في خفض النفقات‮.‬،‮ ورغم تحقيق ذلك وجدنا تدخل فهد الراشد رئيس مجلس الادارة‮ غير التنفيذي في العمل اليومي،‮ خاصة عملية الترقي للعاملين وطلبت من محافظ البنك المركزي اسماعيل حسن المساعدة ومنعه من التدخل ولم يساعدني فجلست في البيت سنة ولم احصل علي مستحقاتي وقدمت استقالتي‮.‬
‮* هل سأل عنك جمال مبارك الذي كان عضواً‮ غير تنفيذي؟
البردعي‮: لم يسأل عني جمال مبارك‮ ،‮ ولم أتلق منه أي تليفون خلال فترة تقاعدي في مزرعة والدتي بالصف‮.‬
‮* من الذي رشحك لبنك القاهرة؟
البردعي‮: جاء تليفون من الدكتور يوسف بطرس‮ غالي وقال لي‮" البنوك وحشه لا نعرف مدي العفن جواها‮" ،‮ ومبروك صدر قرار رئيس الجمهورية في‮ 8‮ فبراير بتعيينك رئيساً‮ لبنك القاهرة خلفا لمحمد ابوالفتح‮.‬
‮* هل كانت لك علاقة بلجنة السياسات التي كان يرأسها جمال مبارك؟
البردعي‮: الانضمام للجنة السياسات بالحزب الوطني بالتعيين فقد جاءني اتصال تليفوني عندما كنت رئيساً‮ لبنك القاهرة واتحاد البنوك المصرية بدعوتي الي اجتماع باللجنة،‮ وكل القرارات كانت تأتي من مجموعة ال17‮ في امانة السياسات والجهاز التنفيذي وليس من أعضاء اللجنة البالغ‮ عددهم‮ 150‮ فرداً‮ أي دور حتي عندما تم الاعتراض علي الضرائب وطلبنا ان تكون تصاعدية لم يأخذ بهذا الرأي،‮ واكتسبت اللجنة شهرتها من رئاسة جمال مبارك لها والذي كان مهيئاً‮ ليصبح رئيساً‮ للجمهورية والذي استقال من هذه اللجنة هو أسامة الغزالي حرب بشكل سياسي،‮ ولم يكن لدي اي طموح سياسي‮.‬
‮* كيف كانت بداية التعرف بجمال مبارك؟
البردعي‮: كان جمال مبارك موظفاً‮ في بنك أوف أمريكا،‮ وكنت مسئول افريقيا الشمالية في سيتي بنك وهما البنكين الوحيدان اللذان يعملان في مصر واغلق بنك أوف امريكا في مصر عام‮ 1993،‮ واخذنا منهم طارق عامر وطارق قنديل وجمال نجم ليعملوا في سيتي بنك،‮ أما جمال مبارك فقد ذهب الي لندن وعمل هناك وبدأت مصر في شراء الديون الخارجية وصدر قرار رئيس الوزراء بامكانية سداد الديون الخارجية بالعملة المحلية وبخصم‮ 50٪‮ من قيمة الديون،‮ وبشرط استخدام الحصيلة في الاستثمار وتوضع في حساب مجمد لا يصرف الا علي اوجه الاستثمار والاصول طويلة الاجل او المكون المحلي‮ ،‮ وكان سيتي بنك اكبر المتعاملين في تحويل الديون الي استثمارات ليس في مصر فقط وإنما في امريكا اللاتينية،‮ وكان المنافس بنك أوف أمريكا،‮ وصدر قرار من الحكومة المصرية بأن يقتصر التعامل علي بنك أوف أمريكا فقط مجاملة لجمال مبارك،‮ وهو ما دفعنا الي التعامل من بنك أوف أمريكا وبالتالي لقاء جمال مبارك وكان شخصاً‮ خجولاً‮ ومهذباً‮ وكان اول لقاء في لندن‮ 1994،‮ وثم قابلته في اجتماعات البنك العربي الافريقي وكان يقرأ اكثر من اعضاء البنك ويشارك بجدية في قضايا البنك ولكن المشكلة بدأت عندما دخل السياسية،‮ والذي ادخله هذا العالم هو الدكتور محمود محيي الدين في اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني وبعدها تغير تماماً‮.‬
‮* ماذا وجدت في بنك القاهرة؟
اكتشفت بعد فترة من عملي في بنك القاهرة أن هناك اكثر من‮ 11‮ مليار جنيه‮ غير موجودة،‮ وتم عقد لقاء في معهد اعداد القادة بشارع نوال مع الدكتور عاطف عبيد رئيس الحكومة واسماعيل حسن محافظ البنك المركزي ورؤساء البنوك العامة وكانوا يقولون لا يوجد خسائر،‮ وان القروض مضمونة وفي طريقها للسداد وهذا يعني صفر،‮ عقدنا اكثر من‮ 10‮ اجتماعات لمعرفة حجم خسائر البنوك العامة خلال سبع اشهر وتم تغيير اغلب رؤساء البنوك الاخري،‮ وبعدها بدأت الارقام تظهر وتتمثل في ديون متعثرة تصل الي‮ 20‮ مليار جنيه في البنك الاهلي و14‮ ملياراً‮ في بنك مصر و14‮ ملياراً‮ في بنك القاهرة و9‮ مليارات في بنك الاسكندرية،‮ وهذا الاموال الضائعة مسئول عنها محافظ البنك المركزي اسماعيل حسن لان التعثر والديون المشكوك في تحصيلها حدثت خلال فترة قيادته للبنك المركزي وهو الرقيب علي البنوك‮.‬
‮* هل كان يتدخل لتسوية ديون بعض العملاء؟
البردعي‮: لا يوجد عميل من الكبار الا وتدخل من خلال التليفونات بالضغط لتسوية ديونهم ومنهم مجدي يعقوب وعادل اغا والذي هرب الي امريكا وارسلت ثلاث مذكرات الي اسماعيل حسن عن المتعثرين،‮ وكان يرفضها‮. ومارس ضغوطاً‮ كبيرة لتسوية ديون ابراهيم كامل ورفضت‮.‬
‮* انت دائما متهم بقربك من جمال مبارك ومنح الكبار قروضاً‮ كبيرة؟
البردعي‮: من المنطق ان قربي من جمال مبارك كان سيبقي علي حتي الآن في احد البنوك العامة،‮ فغير صحيح أنني قريب من جمال ولا تربطني به صداقه وكل ما كان علاقة عمل فقط،‮ والا هل كان جمال سيسمح بتركي اقدم استقالتي من البنك العربي الافريقي الدولي أو بإقالتي من بنك القاهرة‮ ،‮ كما أنني الوحيد الذي وقفت ضد قانون البنوك والذي وضع فيه مادة فاسدة هي المادة‮ 131‮ التي تسمح بالتصالح لرجال الاعمال‮. ولم أعط لأي من رجال الاعمال اي قروض من البنك والايادي المرتعشة في ذلك الوقت اطلقت علينا في بنك القاهرة،‮ لاننا رفضنا منح رجال الاعمال‮ غير الملتزمين قروضاً‮. واذا كنت ضمن فريق جمال مبارك كنت سأقبل التسويات التي تمت في ذلك الوقت والتي كانت سياسية الدولة وتتباهي بها البنوك،‮ ولم نعقد تسوية واحدة تهدر أموال البنك،‮ خاصة في هذا العصر حيث كان سائداً‮ ضرب باب رئيس البنك والحصول علي ما يحتاج‮.‬
‮* كيف تتم اقالتك من بنك القاهرة؟
البردعي‮: كنت في امريكا لحضور اجتماع المعهد التمويلي الدولي كأول مصري ينضم لهذا المعهد بالانتخاب،‮ وسمعت من التليفزيون عن اندماج بنك القاهرة في بنك مصر واتصلت بي سهير السيد مديرة مكتبي وقالت إنه تم تعيين محمد بركات رئيساً‮ للبنكين،‮ وكان فاروق العقدة محافظ البنك المركزي يحضر اجتماع صندوق النقد الدولي وقلت له كيف تتم اقالتي بهذه الطريقة فقال عندما نرجع الي مصر سنتحدث،‮ وقابلت بركات في مكتبي وقدمت له التهاني وطلبت منه ترك السيارة لمدة شهر حتي يتم تدبير أموري فسحبها بعد‮ 12‮ يوما،‮ وقال مجدي راسخ صهر الرئيس السابق لاحد اقاربي بلغ‮ البردعي أنه تم دمج البنكين حتي تتم اقالته‮. وقابلت فاروق العقدة في اجتماع في مجلس ادارة مصر للطيران وقال‮ " انت‮ غير مرغوب سياسياً‮«.‬
‮* هل كنت مع عملية الدمج؟
كنت مع عملية الدمج ولكن دمج بنك القاهرة مع البنك الاهلي،‮ وكان هذا سيخلق كياناً‮ كبيراً،‮ وسيخفض من حجم الانفاق الي النصف،‮ ولكن دمج بنك القاهرة مع مصر سيؤدي إلي الفشل وهذا ما حدث‮.‬
‮* هل يحتاج جمال مبارك في ذلك العصر إلي قرار بدمج بنكين كي يتخلص منك؟
لم يجد ما يدين البردعي فتم الدمج‮.‬
‮* ما هي أهم انجازات في بنك القاهرة؟
البردعي‮: كان بنك القاهرة به‮ 12‮ ألف عامل يجب توظيفهم حتي لا يتم الاستغناء عنهم فتم ادخال المشروعات الصغيرة وكان اول بنك عام يدخل هذه المشروعات،‮ ثم تبعه بنكا مصر والاسكندرية‮ الي جانب قروض الموظفين في الدولة والتي وصلت الي ملياري جنيه،‮ وعمل بها الفان موظف‮. وادخلت نظام فليكس كيوب والذي طبق بعد ذلك في بنكي مصر والاهلي واخذه بنك كريدي اجريكول الفرنسي،‮ وكان بنك القاهرة أول بنك تخلص من النحاسة واصبح بمقدور العملاء صرف الشيك من أي فرع في مصر وبدون ارسال فاكسات‮. وكانت لدينا خطة لتوظيف جميع العاملين من خلال مد ساعات العمل من الثامنة صباحا الي الثامنة مساء،‮ وذلك لتقسيم العاملين بالبنك علي ورديتين،‮ وطلب البنك المركزي‮ (‬كان فاروق العقدة المحافظ‮) الحصول علي الموافقات الامنية،وحصلنا عليها ولكنه رفض،‮ ولو نفذ هذا الاقتراح كان بنك القاهرة سيصبح اول بنك يستمر حتي الساعة الثامنة مساء بما يحقق عائداً‮ كبيراً‮ للبنك وللعاملين،‮ وقال البنك المركزي‮: إن مجلس الادارة لا يوافق علي ذلك،‮ وكان هذا‮ غريباً‮ فكيف سيوافق مجلس الادارة وبه رؤساء بنوك منافسون،‮ كما أنه من المفروض أن البنك المركزي ليس له علاقة بساعات عمل البنوك‮. وتم وقف النزيف بعد‮ غلق الحنفية،‮ وتم تحصيل‮ 3.‬8‮ مليار جنيه من الديون المتعثرة دون عقد اتفاقيات تسوية،‮ ولم نقرض اي من رجال الاعمال‮ غير المنتظمين،‮ ولا نعطي قطاعاً‮ اكثر من‮ 10٪‮ من محفظة القروض،‮ ولا يحصل رجل اعمال منتظم علي اكثر من‮ 150‮ مليون جنيه‮.‬
‮* ما رأيك في التعثر وعمليات التسويات التي تمت؟
البردعي‮: عندما كنت رئيساً‮ لاتحاد البنوك وضعنا منهج لادارة التعثر ولأن قرارات الاتحاد يجب ان تعرض علي البنك المركزي فلم يعتمدها المركزي،‮ وهذا المنهج يقوم علي أن التعثر ليس جريمة،‮ وسوف يعدم الدين ولن تتم ملاحقة أي من رجال الاعمال بشرط معرفة أين ذهبت الاموال؟
‮* هل اجتمعت بجمال مبارك لبحث مشاكل البنوك؟
البردعي‮: اجتمعنا مرتين في مكتبه بالميرلاند،‮ وبدار القوات الجوية،‮ وكان النقاش حول البنوك العامة وبمشاركة رؤساء البنوك العامة وطلبت ضخ اموال في بنك القاهرة حتي يتم اصلاحه،‮ لأنه خسر‮ 6‮ أضعاف رأسماله الذي كان يصل الي‮ 1.‬8‮ مليار جنيه،‮ ويؤكد صحة هذا الكلام أن امريكا في الازمة المالية العالمية ضخت‮ 80‮ مليار دولار في البنوك حتي تستطيع النهوض من عثرتها‮. والمرة الثالثة كان في منتصف اكتوبر وحضر الاجتماع فاروق العقدة رئيس البنك الاهلي المصري وعبد السلام الانور رئيس بنك‮ »‬اتش اس بي سي‮« والدكتور يوسف بطرس‮ غالي وزير الاقتصاد والدكتور محمود محيي الدين مستشار وزير الاقتصاد،‮ وطلب تقديم ورقة عن النظرة المستقبلية للبنوك،‮ ولم اقابله مرة اخري،‮ وتم تعيين فاروق العقدة بعد‮ 6‮ شهور من هذا الاجتماع محافظاً‮ للبنك المركزي والذي قام بتطبيق ما اقترحته من إصلاح مصرفي في ورقة قدمتها للجنة السياسات‮.‬
‮* هل كان هذا الكلام يعجب جمال وما هي صفته حتي يجتمع بكم؟
البردعي‮: لم يكن يعجبه كلامي،‮ ولم تكن له صفة تنفيذيه،‮ ولكن ربما لأنه أقرب الي الرئيس مبارك،‮ فكنا نطمع أن يصل حديثنا إليه‮.‬
‮* هل كان جمال مبارك مسيطراً‮ علي البنوك؟
البردعي‮: أي قرار اخذته الحكومة يتعلق بالبنك كان يتم بالتشاور مع جمال مبارك،‮ حتي اختيار القيادات بالبنوك فليس صدفة ان يتم تعيين طارق عامر وجمال نجم وطارق قنديل في البنك المركزي وهم عملوا معه في بنك اف امريكا،‮ ولم يأخذوا اي قيادي آخر من أي بنك‮.‬
‮* متي بدء الاصلاح المصرفي؟
بدء الاصلاح المصرفي منذ عام‮ 2000‮ ولم يبدأ كما يروج عام‮ 2004،‮ والا اين كانت القيادات الحالية قبل عام‮ 2004؟،‮ ففي عام‮ 2000‮ بدأت الدولة تفكر في حجم الخسائر وتم وقف الحنفية ووضع القواعد لمنح الائتمان ومحاسبة بعض الفاسدين الذين زوروا وغشوا واختلسوا‮.‬
‮* ذكرت المادة‮ 131‮ من قانون البنوك ما تعليقك عليها؟
البردعي‮: هذا المادة فاسدة ويجب الرجوع عنها فقد وضعت بيد فاسدة،‮ فهل يعقل ان تسقط جرائم الغش والتدليس والخداع والتزوير لمجرد سداد جزء من الدين،‮ وهل يقبل في عصر الثورة مثل هذه المادة الفاسدة،‮ فهناك حديث يدور الآن علي أن من سرق الارض يدفع جزءاً‮ وينتهي فساده،‮ وهناك مقولة تقول‮" الفساد يكافئ العمل الخاطئ ويقننه‮" فهناك قاعدة في البنوك‮ غش وزور وتدلس واختلس وسدد جزءاً‮ من دينك وسوف نسقط عنك العقوبة‮" و‮" اسرق اراضي الدولة بوضع اليد عليها وابني منتجعات وسندفعك‮ غرامة وستسقط كافة الجرائم‮" و‮" لا تسدد الضرائب وغش في الضرائب الموقعة عليك ولا تدفع حق الدولة وسنخفض الضرائب عنك ونتصالح معك‮" فترك قانون تحريك الدعوي الجنائية عن طريق البنك المركزي‮ خطأ كبير لأنه ليس نيابة،‮ وهذا يمنح الحق للمحافظ بتحريك الدعوي ضد البعض وعدم تحريكها ضد آخرين حسب أمواج السياسة‮. علي سبيل المثال قضية لكح تحولت للمحكمة لمدة‮ 8‮ سنين،‮ دون أن تنعقد جلسة واحدة‮. ويجب تغيير المادة المتعلقة بسرية الحسابات بحيث تصبح قاصرة علي الودائع فقط،‮ حتي لا يتم اخفاء الفساد،‮ ونأخذ بمبدأ أن التعثر ليس جريمة وإنما الفساد جريمة ويجب أن تتم المحاسبة عليها؟
‮* ما رأيك في وضع البنوك العامة؟
البردعي‮: وضع البنوك لعامة تحسن جدا،‮ وذلك لانها كانت تعمل لسداد الخسائر التي تمت في العهد البائد،‮ فهناك المليارات اخذها ذوو النفوذ،‮ وتقوم القيادات الحالية بمحاولة اصلاح فبنك مصر يئن من الديون المتعثرة التي حدثت في الفترة من‮ 1996‮ حتي‮ 2000،‮ وهو ما ادي الي ضعف العائد علي حقوق الملكية،‮ وبنك الاهلي قام ببيع اصول وحسن من مؤشرات الأرباح‮.‬
‮* من المسئول عن سقوط البنوك؟
البردعي‮: خلال الفترة من‮ 1960‮ حتي‮ 1970‮ كانت هناك قيادات في البنوك لم تعمل في منح الائتمان،‮ والذي كان يتم الاوامر لمنح القطاع العام وبسعر فائدة محدد‮ ،‮ وذلك بسبب تأميم البنوك،‮ وعندما تم الانفتاح والسماح بمنح قروض للقطاع الخاص لم يكن لديهم الخبرة فتراكمت المشاكل في البنوك وحدث التعثر‮.‬
‮* ما رأيك في تواجد المستشارين اليوم في البنوك؟
البردعي‮: وضعهم مبالغ‮ فيه ومرتباتهم عالية ولم تحدث في تاريخ البنوك،‮ وعندما قدمت الي بنك القاهرة كان معي‮ 13‮ مستشاراً‮ فقط وكان التعاقد معهم لفترة محدودة حتي يتم خلق الجيل الثاني من ابناء البنك يستكمل المشوار،‮ ولكن الآن نجد ان عدد المستشارين المتعاقد معهم في البنك الواحد يتجاوز ال100‮ مستشار ويتم التعاقد معهم براتب يدفع من البنوك واخر من الصندوق لا يعلم عنه شيء‮. ووصلت مرتباتهم الي درجة‮ غير مقبولة ولن يحصل احدهم علي هذا المرتب اذا ترك البنك واعترض الرئيس الامريكي علي مرتبات رؤساء البنوك‮ في امريكا وحددت الحكومة الامريكية اكبر مرتب لأكبر رئيس بنك في امريكا بنصف مليون دولار في السنة،‮ وهذا البنك يساوي‮ 30‮ مرة حجم اكبر بنك في مصر،‮ ويجب الرجوع عن هذه الارقام المبالغ‮ فيها،‮ ويحصل علي الارقام التي كان يحصل عليها في السوق المصري وليس ما يحصل عليه في دول الخليج وبزيادة‮ 20٪‮.‬
‮* هل شاركت في قرار تعويم الجنيه المصري عام‮ 2003؟
البردعي‮: لم اوافق علي قرار تعويم الجنيه المصري،‮ وهذا القرار خرج من الحزب الوطني ولم يكن لدي الحكومة أو البنك المركزي علم به،‮ والذي استفاد منه هم قلة قريبة من الدكتور يوسف بطرس‮ غالي وزير الاقتصاد والذي كان مهندس تعويم الجنيه،‮ فهناك‮ 30‮ مصدراً‮ كانوا يتحكمون في‮ 80٪‮ من العملات الاجنبية واستفادوا من ارتفاع سعر الدولار من‮ 5.‬23‮ جنيه الي‮ 8‮ جنيهات،‮ وكل دول العالم عند اتخاذ مثل هذا القرار فرضت علي اي مصدر بيع حصيلته الدولارية في السوق المحلية ولمدة محددة،‮ ورفض الدكتور يوسف بطرس‮ غالي،‮ وصدر قرار وزاري بذلك ولم ينفذ‮.‬