نشرت صحيفة "تليجراف" البريطانية مقالاً مطولاً عن الملف السوري وطرق تمويل الثوار السوريين والمحاولات الجادة الجارية لتدريب أفراد الشعب السوري الطامح إلى الحرية والديمقراطية لتحويلهم إلى قوات مقاتلة. وأكدت الصحيفة أن الثوار السوريين تحولوا إلى قوة عسكرية مدربة بفضل مساعدات تمويلية بلغت عشرات الملايين من الدولارات من دول المنطقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لشراء الأسلحة وتدريب قوات الجيش السوري الحر تحت أعين قوات أجنبية خاصة متمرسة في ذلك النوع من التدريبات للإطاحة بالأنظمة الحكومية الفاسدة. وأوضح التقرير أن الريف الأخضر تحول من أرض خصبة إلى ساحات للتدريب ومكان يحوي العديد من المتدربين على القتال، ففي ظل بساتين الزيتون في محافظة "إدلب" شمال سوريا والواقعة تحت قبضة المقاتلين السوريين، توجد العشرات من معسكرات التدريب التي تم إنشاؤها لإعداد الشباب السوري لمقاتلة القوات العسكرية الموالية للرئيس السوري "بشار الأسد". وكشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية عن أحد مخيمات التدريب التى تضم ليس فقط سوريين ولكن عناصر أجنبية بالكاد تتحدث العربية ورجال مسلحين ذوى قوة عضلية هائلة يرسمون الوشم بطول أجسادهم. وأشارت الصحيفة إلى استياء المقاتلين من تواجد مراسل الصحيفة بمعسكر التدريب وعدم رغبتهم فى الحديث معه، مشيرة إلى أن الرجال الذين يستخدمون كلمة "رضوان ومحمد" كرمز سري للمخيم أتوا من الدول "الإسكندنافية" بعد أن كانوا تابعين لقوات خاصة سابقة ليعملوا كمستشارين عسكريين للثوار واكتفوا بالقول "إننا هنا للمساعدة". ومن جانبه، قال "لؤي المقداد" منسق الجيش السوري الحر ومسئول توجيه الأموال الأجنبية إلى سوريا: "لم يكن الجيش السوري الحر في بداية الأمر موجدًا لقد كان مجرد فكرة، أما الآن فنحن نسعى إلى تحويل تلك الفكرة إلى واقع بوجود جيش حقيقي منضبط عسكريًا وقوي تسليحيًا". وأشارت الصحيفة إلى أنه خلافًا للجيش السوري الحر الذي بدا منضبطًا عسكريًا ويتميز بزي عسكري موحد ويمتلك العديد من القادة المنشقين من الجيش السوري النظامي الموالي ل"بشار الأسد"، يوجد الكثير من الكتائب في سوريا التي تتلقى العديد من المساعدات المادية والمالية للمساعدة على الإطاحة بالديكتاتور السوري. ومن جانبه، قال أحد المجندين في إجابة لسؤال مراسل الصحيفة: "لدينا في المخيم ما يقرب من 20 متدربا و12 في إجازة فضلًا عن إرسال البعض في مهمات متفرقة"، وأضاف ردًا على بعض الأسئلة: "المعلومات مصنفة طبقًا لمدى سريتها وقوة الجيش تكمن في حفظ أسراره". وذكر التقرير أن الثوار المدنيين يخضعون للتدريب لمدة ثلاثة أسابيع بما في ذلك التدريب البدني والتدريب على كيفية إطلاق النار ودروس في الانضباط العسكري والالتزام بأوامر القادة وتعلم بعض التكتيكيات العسكرية، مؤكدًا أن عدم اتباع القواعد يؤدي إلى العقاب البدني الشاق أو الطرد من المعسكر.