قال د. محمد بديع -المرشد العام للإخوان المسلمين-: إن الإخوان تحمَّلوا في سبيل هذا الوطن الكثير من الإيذاء والابتلاء؛ حيث تعدى إجمالي السنوات التي قضاها الإخوان في السجون 15 ألف سنة. استشهد "بديع" بشهادة رئيس وزراء مصر الأسبق "عزيز صدقي" عندما قال: "نعتذر لشعب مصر أن حرمناهم من الإخوان هذه السنوات"، مضيفًا: "وبعد أن خرجوا من السجون صفحوا وغفروا ولم يصطدموا بالقيادة المؤقتة للبلد من أجل هذا البلد". وأضاف "بديع" أثناء مشاركته بالمخيم السنوي لمكتب "6 أكتوبر" الإداري للإخوان المسلمين, أن ثورة مصر وما يقع في هذا البلد بإرادة الله في الوقت الحالي ليس في صالح مصر فقط، بل أن الأمة كلها تنتظره وتترقبه مشيرا إلى أن جماعة الإخوان عليها دين كبير لله تعالى ومسئولية عظيمة لشكر النعمة بعد أن رأوا سنة الله في التدافع والتمكين بعد نزع الملك، بأقل التكلفة برحمته بهذا الشعب، بينما أصبح تعداد جرائم النظام السوري بمئات الآلاف. وتابع المرشد: "ثقوا في نصر الله، واعملوا لصالح هذا البلد، وابحثوا عن أسر شهداء ثورة يناير والمصابين، وزوروهم، وخففوا عنهم، وابحثوا عن جيرانكم المسيحيين، وبروهم وأقسطوا إليهم". شباب الجماعة بالتعامل بالرفق والإحسان مع كل من يسيء إليهم؛ اقتداءً بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، مشددًا على أهمية تحقيق الوحدة والتلاحم مع أبناء الشعب المصري. وقال بديع: إن إيذاء النبي كان الهدف منه أن تتعلم الأمة، فإذا ما أصيب أي إنسان في أي زمان بأي إيذاء يجده قد مرَّ على النبي وأشدّ من ذلك، وكما أغرى المشركون به سفهاءهم وصبيانهم؛ فهاهم المسيئون اليوم يستعينون بالسفهاء والصبيان. وشدد - أمام ما يزيد على 1200 من الإخوان - على ضرورة ضبط الاعتراض على الإساءة إلى النبي بمنهاج النبي وليس بالمخالفة لسنته عليه الصلاة والسلام، قائلاً: إن المسلمين هم السبب في هذه الإساءة بعد أن نزع الله مهابتهم من قلوب أعدائهم، مؤكدًا أن الغرب لن يحسبوا للمسلمين حسابًا إلا إذا ما تقدموا وبرعوا في كل فن تقدموا فيه. وأشار إلى أن النبي ليس رحمة للمسلمين فقط، بل أنه ليس رحمة للإنس فقط، بل لكل شيء، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا أو جمادًا. وأضاف أن النبي هو الذي أمر أن نكون مع إخواننا المسيحيين، لهم علينا حقوق، ولابد أن نعدل بينهم وإليهم، كما قال تعالى: (أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، مشيرًا إلى ضرورة الابتعاد عن التعميم كما قال تعالى: (ليسوا سواء)، داعيًا شباب الإخوان إلى كسر الحواجز مع المسيحيين المصريين، والتعاون معهم، وألا يتركوا لأحد مجالاً للإيقاع بين أبناء هذا الوطن. وقال إن تاريخ الأنبياء والمرسلين والرسل يقول: "إن الله إذا أراد أن يمن بفضله على أمة فيكون ذلك على يد ضعيف؛ حتى لا يظن أحد أن له يدًا فيه، وما حدث في الثورة إنما هي إرادة الله ليس لأحد فيها يد، وما وصل الإخوان له اليوم ليس بفضل أحد إلا الله". وفي رد على سؤال عن التحالفات في الانتخابات البرلمانية القادمة، أكد أن هذا الأمر يخص الحزب، وهو من يقرر أمره وليس الإخوان، قائلاً: "نريد أن نكون دائمًا حكمًا بين المختلفين ومن يريد أن يكون حكمًا لا يمكن أن يكون طرفًا".