ما ترفعه كلماتى، ولا تخفضه أكاذيبهم لا افلامهم ولا أقلامهم ولا إعلامهم يمكنه أن ينال طرفا من ثوبه، فمحمد صلى الله عليه وسلم سنا البشرية وأريجها الفواح الذى رصده الأفذاذ من المفكرين والادباء غير المسلمين بدءا من تولستوى وحتى برنارد شو، وزيجريد هونكه. ليست المرة الاولى التى يطلقون رصاصهم نحوه ولن تكون الاخيرة، فمنذ خطا أولى خطواته على الأرض اتهموه بالجنون، ورموه بالسحر، وحاربوه بالإفك والغدر، فما نكص وما تخاذل وإنما قاوم وقاوم. وصبر وصابر ، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. كان معلم البشرية عليه الصلاة والسلام يدفع السيئة بالحسنة ،ويرد الظلم بالاحسان، ويقاوم الأذى بالصبر ويواجه الجهل باللين والحوار والاقناع . كان نبى الاسلام رحيما رقيقا رؤوفا لينا صابرا هادئا ، لا يلعن ولا يسب ولا ينتقم ولا يعذب, وإذا خيّر بين أمرين يختار أيسرهما ، ويحض على اللين والرأفة، ويأمر بالرحمة والإحسان ، ويحرض على العفو والتسامح. دست له امرأة يهودية سما فعفا عنها ، ورماه أهل الطائف بالحجارة فدعا الله لهم بالهداية، وطرده أهل مدينته وتآمروا على قتله فلما تمكن منهم أطلق سراحهم. لو كان بيننا - صلى الله عليه وسلم - ما رضى غضبا أعمى ، وما قبل تخريبا وإرهابا، وما رضى قتلا لأحد بذنب غيره . إن الفيلم المسىء للرسول الكريم بالغ الحقارة ، وخارج عن حدود القوانين والاعراف الدولية، ومغرق فى الدونية ، وطافح بالاكاذيب . لكن كل ذلك لا يبرر قتل نفس بغير حق لا شاركت ولا ساندت ولا رضت بذلك الفيلم . إن الاسلام هو الخاسر الأول من أى ردود أفعال غوغائية ، لا تصل الى العقل الغربى . وما أفادت الاسلام شيئا دماء السفير الامريكى فى بنغازى ، ولا اقتحام السفارة فى صنعاء أو حصارها فى القاهرة . ما أحوجنا أن نرد على الاساءة للرسول الكريم بقوة .. بذكاء .. بتحضر .. بتعقل .. بفراسة .. بحصافة .. ببراجماتية . لا نريد تفجيريين ينشطرون شظايا فى أجساد الناس ، ولا نرغب فى تحطيم مبانٍ ومنشآت ، ولا نحب أن يوصف المسلمون بالهمجية والغوغائية . كنا خير امة أخرجت للناس، ويجب أن نبقى كذلك الى أن نلقاه عليه السلام . لو فكر أثرياؤنا وفنانونا ومفكرونا فى عمل فنى عالمى ضخم عن حياة خاتم المرسلين .. لو صمموا مسابقات لأفضل سيناريو وأعظم فكرة تترجم للبشرية سماحة وخيرية النبى العظيم .. لو اشتروا الشركة المنتجة للفيلم المسىء وقدموا من خلالها إبداعا حقيقيا يظهر عظمة الاسلام لأحسنوا الرد واستحقوا شفاعته صلى الله عليه وسلم . والله أعلم . mailto: