شاب في العقد الثاني من عمره يقف على عتبة الحياة فاتح ذراعيه لها والابتسامه تزين وجهه يسافر يوميا من طنطا للإسكندرية يبيع بضاعته التي ظل ليلا ساهرا يصنعها ويجملها، ليقف أمس كمسري قطار رزقه أمامه ويطالبه بدفع ثمن التذكرة التي لا يملك منها قرشا أو يقفز من القطار، ليدفع الشاب أغلى ثمن تذكرة في الدنيا وهي حياته التي انتهت اسفل عجلات القطار ويصبح شهيد التذكرة. واحتل الشاب محمد عيد المركز الأول في موقع التواصل الإجتماعي العالمي "تويتر"، تحت هاشتاج "شهيد التذكرة" الذي دشنه النشطاء وتفاعل المغردين مع الهاشتاج معبرين عن غضبهم وثورتهم مما حدث. اقرا أيضًا: وفد من النقل والسكة الحديد يقدمون واجب العزاء في ضحية القطار واعرب بعض المتابعين عن غضبهم من عدم تحرك أي من الركاب مع موقف الكمسري الغير إنساني الذي أجبر عيد وزميله على دفع ثمن التذاكر أو القفز من القطار لتكون النتيجة موت واحد وإصابة الأخر، وقال أحدهم: وأين ذهبت السيدة الأم التي تقوم في القطار وتقترح أن يتم جمع الأجرة من جميع الركاب علشان العيال الغلابة دول..وأين ذهب الرجل الموظف الكبير الذي سيقول للكمسري..لو فتحت الباب هاوديك في ستين داهية..هذه النماذج التي كانت مكررة في كل الأحداث المشابهة". ليرد عليه أخر:"أنتو ليه مستغربين أن ركاب القطر كانوا شايفين وساكتين! ماكلنا شايفين وساكتين.. شهيد التذكرة". وثار بعض النشطاء من انهاء حياة شخص بسبب ثمن زهيد تذكرة قطار ووصف حياة المصريين من الطبقات الكادحة" بالغلابة الذين يدفعوا حياتهم ثمن لما يواجه أمام عدماء الضمير ومن بين التعليقات:"اغلى تذكرة فى الدنيا ..محمد دفع حياته فيها"، و"في اتنين شباب إترموا من القطر علشان 2 دولار للفرد أحنا أرخص من علبة سجاير". وغرد بعض النشطاء بكلمات أحد الأغاني المعبرة عن الأسى والقهر الذي يواجه الكادحين ومنها:"تذاكر يا هانم .. تذاكر يا بيه.. هاتدخل بعيل .. تحاسب عليه.. جميع اللى ماتوا عيالى الصغار جميع اللي عاشوا ملوك القمار". وآخر :"غمضت عيني فتحتها على غدرهم دول ناس مفيش منهم رجا ولا أي خير وأنا مطحون ومحدش عارف انا الغلبان ولا عنديش ضهر عايش في حالي لكني خايف بنام واصحى عايش بالقهر". فيما نشر البعض صورة للفنان محمد رمضان وهو بأحد الكليبات المصورة بشكل استفز الجمهور معتبريه مصدر أساسي لنشر البلطجة وسط جيل الشباب مما يقوم به في أعماله التلفزيونية والسينمائية وقال:"اللي علي اليمن دة الطيار فتح له الكبينة وسابوة يسوق الطيارة علشان بينشر البلطجة واللي علي الشمال دة الكمسرى فتح له باب القطار يرمي نفسه علشان مش معه 70ج تمن تذكرة القطار". كما نشر أحد النشطاء مقطع من فيلم "الارهاب والكباب" الذي يعبر عن مكافحة الطبقة المتوسطة:" طب مفيش حاجه هترخص! حاجات كتير هترخص .. وتبقي بسعر التراب .. أنا وانت والأستاذ وحضراتكم أجمعين ..الارهاب و الكباب 1992". اقرا أيضًا: طنطا تتصدر "تويتر" بعد حادث إجبار شابين على القفز من القطار ودعا الكثير للشاب محمد عيد ولأهله:"حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى خلى تذكرة ب 70 ج اغلى من حياتك". ويذكر أن اللواء خالد موسي مأمور شرطة السكة الحديد بطنطا، تلقى إخطارا من العقيد محمود مبروك رئيس مباحث السكة الحديد بطنطا، ببلاغ ركاب القطار القادم من الإسكندرية إلى مدينة طنطا بقيام كمسرى القطار ويدعي (م. ه) بإجبار راكبين على إلقاء نفسيهما من القطار لعدم وجود أموال معهما لدفع ثمن التذكرة، وعدم وجود تذاكر معهما وذلك بنطاق دفرة التابعة لمركز طنطا.