المداومة على الطاعات وقراءة القرآن وكثرة الذكر لله من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى و من أسباب هجر القرآن، الانشغال بالدنيا: انشغلنا بالدنيا - إلا من رحم الله - انشغالاً أدى بنا إلى مواصلة الليل بالنهار؛ لسد حاجتنا الكمالية فضلاً عن الضرورية، وقلما يجد أحدنا وقتًا يقرأ فيه القرآن أو يستمعه، فما أن يعود إلى بيته فيجد نفسه متعبًا يتمنى رؤية الفراش. والعلاج كما قال اهل العلم يجب أن نخشى مما حذرنا منه نبينا صلى الله عليه وسلم: «فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ»[1]. وإن تيقنا من الغاية التي خلقنا من أجلها لتغير حالنا: "تحقيق العبودية لله" تحويل القرآن لمنهج حياة سواء في عملنا أو تربية أولادنا.. في كل حركة وسكنة، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]. وهذه الآيات لن نفهم حقيقتها إلا بتأمل قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162] وذلك لشرف هاتين العبادتين - الصلاة والذبح - وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان والجوارح، وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى. ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله[4]. فالعبادة أوسع من مجرد الشعائر والنسك، لذا قال: ﴿ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ﴾ [الأنعام: 162] أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله عليَّ، وما يقدر عليَّ في مماتي، الجميع ﴿ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.