افتتحت الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور مصطفي وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار، وعبد الحميد الهجان محافظ قنا، اليوم الأحد، مجموعة الأمير يوسف كمال بمدينة نجع حمادي شمال قنا، بعد ترميمها وإعادة تأهيلها بتكلفة تجاوزت ال 10 ملايين جنيه. وبدأت وزارة الآثار في سبتمبر من العام الماضي فى المرحلة الأولي من مشروع تطوير وتأهيل مجموعة الأمير يوسف كمال وشملت المرحلة الأولي، قصر السلاملك وقاعة الطعام والمطبخ والفسقية ومبني تفتيش دائرة الأمير يوسف كمال الذي تم إخلاءه من الإصلاح الزراعي مؤخرًا ولحق بالتطوير الحالي. وقررت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية الصادر فى 10 سبتمبر الجاري، ببدء ترميم وتأهيل قصر الحرملك وضريح الشيخ عمران والأسوار من الناحية الشمالية ومبني تفتيش ناظر الدائرة والوحدة السكنية التي كانت مخصصة كاستراحة قديمة، وهي مجموعة من المباني واقعة بالجزء الشمالي من المجموعة المعمارية المطلة على النيل وسط نجع حمادي، كمرحلة ثانية. وكشف مصدر بوزارة الآثار أنه تم نقل 340 قطعة أثرية من مقتنيات الأمير المحفوظة فى مخازن الوزارة بالطود بمحافظة الأقصر إلى المجموعة مرة أخري لعرضها داخل الوحدات المعمارية داخل المجموعة، بالإضافة إلى نقل نحو ألف قطعة من مقتنيات الأمير المحفوظة بالمتحف الزراعي وكذلك المقتنيات المملوكة للأمير والكائنة بقصره بقرية المريس بمحافظة الأقصر إلى مجموعته بنجع حمادي، وأنه تم عرضها بقاعة الطعام وقصر السلاملك. والأمير يوسف كمال هو أحد أفراد الأسرة العلوية التي حكمت مصر في الفترة من 1805 1952، كان فنانًا تشكيليًا وأسس مدرسة الفنون الجميلة في مقرها القديم بدرب الجماميز بالقاهرة، وكان رحالة وله عدة مؤلفات ترصد رحلاته في أفريقيا واسيا. ورث الأمير عن والده الأمير أحمد باشا كمال أملاكًا زراعية واسعة في مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا بلغت نحو 16 ألف فدانًا، وتوجد على نهر النيل في المدينة مجموعته المعمارية الواقعة على مساحة 7 أفدنة ويعود تاريخ البناء إلى أوائل القرن التاسع عشر، التي يقضي فيها 15 يومًا في فصل الشتاء حسب الروايات الشعبية المتداولة في المنقطة بصحبة والدته الأميرة نازبرو التركية الجنسية، وكان زيارته لنجع حمادي لمتابعة أملاكه عبر دائرة كبيرة من الموظفين تسمي (الدائرة اليوسيفية). ارتبطت مدينة نجع حمادي حضاريًا بالأمير يوسف كمال وتفردت في ذات الوقت بتمدنها مقارنة بباقي مراكز قنا، حيث ساهم الأمير تطوير الزراعة وإدخال التقنيات الجديدة في الري في ذلك الوقت، وتبرع لإنشاء مدرسة ابتدائية وأوقف عليها ألف و50 فدانًا، وخان تجاري يعرف بالقيسارية، فضلا عن وجود أثر يعتبر الأكثر فخامة عمرانه ومبانيه ومساحته من بين الآثار القليلة لأفراد أسرة محمد علي باشا الكبير في قنا وهو مجموعته المعمارية.