في حوارها مع الوفد أكدت الدكتورة كاميليا شكري مساعد رئيس حزب الوفد وعميد معهد الدراسات السياسية ووزير التنمية السياسية في حكومة الوفد الموازية ارتباك المشهد في مصر الآن علي كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. وأن ما يحدث في مصر سيناريو ولكنه غير محكم، وطالبت القوي الليبرالية بلعب دورها التاريخي والقومي والوطني في هذه المرحلة من تاريخ مصر كما طالبت باختيار وزراء علي قدر من الوعي والخبرة السياسية لأنه لا يكفي فقط الخبرة العلمية ودللت علي ذلك بنجاح فؤاد سراج الدين وزيراً للزراعة والداخلية والمالية لوعيه السياسي وخبرته في الإدارة.. وقالت: إن علي الدول العربية أن تتفهم ان علاقتها مع مصر في العهد السابق مرحلة وانتهت ولن تعود بالشكل الذي كانت عليه وعلي الجميع احترام الشقيقة الكبري.. آراء وأفكار وتوجهات ورؤي مستقبلية في حوار الدكتورة كامليا في السطور القادمة. سألتها عن رؤيتها للمشهد السياسي الآن؟ - مشهد مرتبك وغير واضح المعالم وليس وليد الساعة ولكنه نتيجة لتصرفات وسياسات غير واضحة وغير مسئولة ولم تأخذ النظرة المنهجية، وهناك العديد من السلبيات خاصة بالنسبة لسيناء فقد كان من المفترض أن تتم تنميتها بالكامل في 2017 وحتي الآن لم تبدأ التنمية الصحيحة السليمة لها وما تم بداخلها هو مجرد مواقع وأماكن تتمثل في التنمية السياحية في جنوبسيناء أووسط وشمال سيناء فليس هناك تنمية بها بالمعني الصحيح. من وجهة نظرك.. كيف تكون التنمية الصحيحة؟ - خطة التنمية في سيناء لابد أن تكون شاملة ليس فقط التنمية الاقتصادية كما يتحدثون عنها الآن ولكن التنمية لابد أن تشمل النواحي الاجتماعية والثقافية بالإضافة للتنمية الاقتصادية مع توزيع سكاني يتلائم مع الظروف الموجودة في سيناء بحيث تتم التنمية بها علي أساس تنمية مناطق بها سياحياً ومناطق أخري زراعياً وثالثة ثقافية من خلال مؤسسات تعليمية، وكان ذلك سينقل المنطقة نقلة واسعة مع وجود تأمين واستقرار للسكان المتواجدين الحاليين بدلاً من أن تطلق عليهم «بدو رحل» وظني ان توطين أهل سيناء وتملكهم لأراضي سيناء كان سيقف حائلاً دون وجود مخربين لهما من داخلها أو خارجها. وهل تستشعرين وجود أياد وراء عدم تنميتها؟ - في الحقيقة أن ملف سيناء كان في يد الأمن فقط وبالطبع أي قضية يتولاها الأمن يصبح بها نوع من المقاومة والتفكير من جانب البدو لمقاومة هذا الأمن ولكن لو طرحنا فكرة الحوار معهم ما توصلنا إلي تلك الحالة من الانعزالية لأهالي سيناء التي يعيشونها!! ولكن كيف كان يمكن التعامل مع ملف سيناء؟ - لابد من وضع خطة تنمية شاملة قائمة علي أسس حقيقية ومستمرة مع تضافر وتجانس لدور الدولة مع منظمات المجتمع المدني التي عليها أن تقدم خدمات وتحاول فهم الشخصية السيناوية ومحاولة التقرب من مشاكلها والسعي لحلها بطرق منهجية مع توافق كامل بين تلك المجتمعات أو منظمات المجتمع المدني ودور الدولة بجميع أجهزتها ومحاولة لاحتواء أهل سيناء داخل وتحت مظلة الأم الكبيرة مصر!! ولكن هناك من يقول إن باتفاقية السلام بنوداً سرية تحتم عدم تنمية شمال سيناء وجعلها فارغة هكذا.. فما قولك؟ - ليس هناك بنود سرية في اتفاقية السلام هذا ما أعلنه وأكد عليه جميع المشاركين في الاتفاقية ومنهم بطرس غالي.. وما أراه أن النظام السابق كان يحاول بشتي الطرق إرضاء إسرائيل وإظهار أنه الكنز بالنسبة لها في المنطقة كما أعلنت إسرائيل نفسها عقب الثورة يناير بأنها وبعد عزل وخلع مبارك فقدت كنزها في الوطن العربي ونعود ونقول نرجو لو كان هناك بنود سرية في اتفاقية السلام فيجب الإعلان عنها حتي يعلم الشعب المصري إمكانيات الوضع في سيناء والتحديات المفروضة علينا هناك ومع إعادة النظر في جميع بنود الاتفاقيات المتعلقة بالسلام وبسيناء؟ ولكن ما يشعرني بالقلق تلك التصريحات والتصرفات التي انهالت منذ تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية وإن كنت غير واثقة من صحتها أو عدم صحتها مثل تصريحاته أننا ممكن نستغني عن الثلاجات والمكيفات من أجل تصدير الكهرباء لغزة فخلاف الغاز وكذلك العفو عن عدد كبير من مرتكبي الجرائم السياسية رغم أن بعضهم كان محكوماً عليه بالإعدام بمجرد عفو الرئيس وكان من المفترض تشكيل لجنة ويبحث فيه قضية كل فرد من الأفراد والمفرج عنهم ولا تأتي بهذه الطريقة غير المحكمة والتي لا تقوم علي أساس.. والأخطر العفو عن مرتكبي الجرائم الإرهابية بالرغم من عدم العفو عن العدد الكافي من الثوار. هل تستشعرين خطراً من حكم الإخوان؟ - أعتقد ان الرئيس مرسي لا يحكم بمفرده والدليل علي ذلك تصريحات الحرية والعدالة وكأنهم رؤساء نحن في مرحلة يشوبها الكثير من الغموض وعدم الوضوح والارتباك وتسلط المجموعة التي كانت تساند الرئيس مرسي في الانتخابات بحيث يخرج عنها تصريحات في غاية الاستفزاز وتحمل للرئيس مرسي فهل هو غير قادر علي تحجيم هذه القيادات الإخوانية وإذا كان ذلك كذلك فهذه خطورة أننا أصبحنا نحكم بتصريحاتهم وأسلوبهم في التعامل مع قضايا الوطن. أين دور القوي الليبرالية الآن؟ - ما يحدث الآن في مصلحة القوي الليبرالية لأن كل ما حذرت منه القوي الليبرالية حدث علي أرض الواقع، جموع المواطنين لأنهم لم يجربوا حكم التيار الديني من قبل لم يتخيل أن تصل به الأحوال لهذا القدر والدليل أن 77٪ من الشعب قال نعم «لبتوع ربنا» وفي انتخابات الرئاسة انخفض هذا الرقم للتيار الديني وبمرور الوقت أصبح هناك الكثير من التصريحات والوعود التي تعهد بها التيار الإسلامي لم تنفذ بالعكس قالوا مشاركة لا مغالبة حتي مجلس الشعب ضغطوا علي المجلس العسكري ليرشحوا أفراداً من حزب الحرية والعدالة علي الكرسي الفردي للمستقلين وكان هو السبب الأساسي لإلغاء مجلس الشعب. وبالنسبة لانتخابات الرئاسة قالوا إنهم لن يخوضوا انتخابات الرئاسة وكان هناك عقاب لعبدالمنعم أبوالفتوح ورأيناهم رشحوا اثنين بشكل غير مسبوق بمعني أنهم لم يختاروا الأفضل ولم يقدموا للشعب المصري الأفضل لديهم ليحكم مصر في مرحلة من أخطر مراحل تاريخها. والأخطر أن الرئيس مرسي تصارع مع القضاء بعد أسبوع واحد من توليه الرئاسة ومع المحكمة الدستورية التي أقسم أمامها علي احترام القانون والدستور والقضاء. هل تتوقعين أن ما يحدث في مصر سيناريو محكم؟ - سيناريو في تصورهم ولكنه غير محكم لانهم يجدوا مقاومة شديدة جداً لم يكونوا يتوقعونها. هنك خطة والدليل ما صرح به المرشد السابق عندما قال «طز في مصر» وقال ممكن ماليزي يحكمنا .. وضعوا خُطة وتسرعوا في تنفيذها وهذا في رأيي من حسن حظ الليبراليين!! رسالة توجهينها لليبرالية الآن.. ماذا تقولين؟! - يجب أن نعلي مصلحة الوطن العليا وأعلم أن هذا موجود لديكم ولابد من التعاون والائتلاف بالفعل لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتوفير الحرية والعدالة الاجتماعية التي لم تنظر إليها القوي الحاكمة الآن لأن القوي الحاكمة الآن تنظر لتملك السلطة كل السلطة تنفيذية وتشريعية وحتي القضائية يحاولون تفكيك أواصلها ومحاولة تأسيسها في الشكل الذي يساعدهم علي تحقيق أهدافهم، وأعتقد أن الهجوم الأخير علي الإخوان أحد أهم أسبابه محاولة الهجوم والتطاول علي القوي العسكرية المصرية التي يشعر جميع المصريين لها بالفخر والتقدير ومحاولة خلخلة هذه الصورة وصل إلي درجة وجود أصوات مؤجرة تنادي بسقوط العسكر بصورة مشينة لم تنجح، وارتدت عليهم في نحورهم فالشعب المصري مازال علي عهده في احترامه لجيشه وجنوده. ما رأيك في تشكيل الحكومة؟ - في البداية هناك مفارقة أحب أن ألمح إليها أدهشت الرأي العام وأنا أيضا وهي أنه بعد الهجوم العنيف علي حكومة الدكتور الجنزوري واتهامه بخراب البلد ووصل الأمر ببعض نواب حزب الحرية والعدالة من الاتهامات الي حد التشابك مع الوزراء!! وبعد ذلك فوجئنا بأن حوالي نسبة 20٪ من الحكومة الجديدة من الحكومة السابقة حكومة الجنزوري وكان هناك محاولات مع بعض الوزراء الآخرين للانضمام للحكومة ولكنهم رفضوا!! الأكثر من ذلك أنه بالرغم ما قيل علي الجنزوري اختاره الرئيس مستشاراً اقتصادياً أما الباقي من الوزراء فهم غير معروفين للشعب المصري ومع ذلك وبعد تشكيل الوزارة طالب رئيس الوزراء الشعب لأصطفاف ومساندة الحكومة والسؤال: كيف نساند الحكومة وليس لنا معرفة ببرنامجها وإن كان سيتم تنفيذ مشروع النهضة أو غير ذلك ليس لدينا منهج أو أسلوب للوزراء المعينين في العمل به.. وبالتالي لا نعرف إلي أين ستسير الحكومة الجديدة والرجاء ألا يكون للمجهول أيضا!! باعتباركم وزير التنمية السياسية في حكومة الوفد الموازية فكيف لنا أن ننمي حياتنا الساسية في هذا التوقيت؟! - للأسف الحياة السياسية في مصر معطلة لأن القيادات المسئولة في السلطة التنفيذية بعيدة كل البعد عن المجال السياسي وللأسف البعد السياسي غير متواجد وحتي ولو كانوا وزراء تكنوقراط كما يدعي رئيس الوزراء فإنه يجمعهم علي أساس علمي بدون بعد سياسي لن يحدث طفرة في السياسات والرؤي والوصول إلي الأهداف لتحقيق التنمية عامة.. ولذلك أؤكد أن الخبرة السابقة مطلوبة في الوزراء والخبرة السياسية أيضا لأن الإدارة والتنفيذ يحتاجون سياسة والدليل علي ذلك في أفضل أوقات السياسة التي مرت علي مصر قبل ثورة 1952 كان فؤاد باشا وزيراً للزراعة ثم للمالية ثم للداخلية وإلي الآن يسجل له أنه كان أفضل وزير في المجالات الثلاثة وما أفاده في ذلك خبرته السياسية أكثر أو بالإضافة إلي العلمية. هل معني ذلك أن السياسة عامل أساسي ورئيسي في الإدارة؟ - نعم بكل تأكيد لأن الفاهم في السياسة يستطيع أن يدير الوزارات وينجح فيها بشكل كبير والدليل أن أي وزارة تكنوقراط فقط ستفشل لغياب البعد السياسي!! وكيف يمكن تنمية علاقتنا بأمريكا؟! - لابد أن تقوم هذه العلاقة علي الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة وأري أن أمريكا نفسها ستسعي لان تكون علاقتنا معها مبنية علي الاحترام المتبادل والمنافع المتبادلة؟! وماذا عن علاقتنا بالاتحاد الأوروبي؟ - الاتحاد الأوروبي منظمة دولية تضم معظم بلدان أوروبا الغربية سياسات اقتصادية وأمنية واجتماعية موحدة، وتضم هذه المنظمة 27 دولة وتهدف لتحقيق السلام والرخاء والحرية لسكان هذه الدول البالغ عدد سكانها 500 مليون نسمة. ولذلك فهم حريصون علي تقوية علاقاتهم بمصر الجديدة بعد الثورة والمهم أن نحافظ علي علاقتنا بالاتحاد الأوروبي لأنها تتميز بوجود علاقات ثقافية وشراكة اقتصادية وسياسية وهم يهتمون جداً بالتاريخ المصري ويكفي أن تعلمي أن تاريخ مصر القديمة يدرس في إيطاليا لانهم يعرفون قيمة مصر كرمز للحضارة. وعلاقتنا بإسرائيل؟ - غير واضحة المعالم وأعتقد أننا في حاجة لكشف كل الأوضاع التي كان نظام الحكم السابق يخفيها وللأسف فوجئنا باستمرار نفس السياسة مع الرئيس الجديد والدليل عندما أعلنت إسرائيل عن وصول خطاب من الرئيس مرسي وأنكرت الرئاسة وفوجئنا بنشر الخطاب من الجانب الإسرائيلي مما يعني أنه ليس هناك وضوح في علاقتنا والمطلوب الآن أن تكون علاقتنا مع كل الدول واضحة ولا يكون هناك أي إخفاء للحقائق مع إسرائيل كما مع إيران والولايات المتحدة لابد من بدء عهد جديد في علاقتنا بكل الدول وإذا كان هناك مواقف سابقة أو سياسات سابقة أو موضوعات غير راضية عنها فلابد من الحوار. وعلاقتنا بأفريقيا؟ - علاقة عضوية نحن جزء منهم وهم جزء منا وإذا كان اهتمامنا بالقارة الأفريقية مثل اهتمامنا بالعالم العربي لحققنا إنجازات كبيرة لنا ولدول أفريقيا ولا تنسي ان مصر كان لها دور كبير في استقلال دول أفريقيا في عهد عبدالناصر ومازال هناك نوع من الاعتراف بالجميل ولكن أضاع جزءاً كبيراً منها النظام السابق الذي اتسم بضيق الأفق بالرغم من ان شريان الحياة نهر النيل يجري في دولها وفي مصر. علاقتنا مع دول حوض النيل؟ - أري أن توضع علي أجندة الأولويات الآن وهي دول علي استعداد لعودة العلاقات الوثيقة وأظهرت ذلك الدبلوماسية الشعبية التي تشارك فيها حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوي. وعلاقتنا بإيران؟ - دائما أقول ان السياسة تحكمها أمس علاقات دولية ومصالح وطبعاً بالنسبة لإيران لا نريد البعد الديني أن يتضمن علاقتنا بها ويجب علي إيران أن تفهم ذلك.. وتبعد عن محاولات نشر المذهب الشيعي في مصر ولذلك وبوضوح شديد جداً لابد أن تكون علاقتنا بها اقتصادية سياسية ولا دخل للدين حتي تكون علاقات صحيحة وسليمة وتستمر تبادل المصالح. علاقتنا بدول الجوار .. الدول العربية؟ - أرجو أن تتفهم الدول العربية أن ما كان يسيطر علي العلاقات المصرية العربية في العهد السابق مرحلة وانتهت وأن تعود مرة ثانية ففي مصر نحن نحترم الأشقاء ولا نسعي لتصدير أي نوع من التدخل في شئونهم الداخلية وبالتالي نتوقع نفس المعاملة كذلك يرددون أن مصر الشقيقة الكبري وفي نفس الوقت تمارس تعاملات في محاولة للتقليل من شأن مصر يجب أن نرفضها ويجب أن يتفهموا أن الاتحاد الشقيقة الكبري والأشقاء معاً قوة لكل المنطقة بأكملها وليس لمصر فقط!!