رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية بمثابة خط أحمر، قد يكون الحافز الوحيد الذي يدفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى التدخل في الشأن السوري بعد اقتناع إدارة الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" بأن الحل الأمثل يكمن في عدم التدخل العسكري وتهدئة الأزمة بشكل سلمي. وقالت الصحيفة إن تلك الفكرة بدت واضحة من خلال رسالة شديدة اللهجة وجهها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" يحذر فيها من العواقب الوخيمة التي قد تحدث في حال قرر النظام السوري استخدام ترسانة الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في الصراع الدموي ببلاده ضد المعارضة السورية التي تطالب بسقوط نظامه أو ضد أي من الدول الغربية. ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" أمس الإثنين في لقاء صحفي "لقد كانت إدارتنا واضحة الأفكار والخطوات تجاه النظام السوري، ولكن مع تغير الأوضاع وتعدي سوريا للخط الأحمر الذي رسمته الولاياتالمتحدةالامريكية واستخدام أسلحة الدمار الشامل فإن أمريكا ستغير حساباتها وتعيد من جديد ترتيب أوراقها حول هذا الصدد لاسيما وإن وقعت تلك الأسلحة في أيدي الأشخاص الخاطئين." وأوضحت الصحيفة أن أن مسألة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية مثيرة للقلق والمخاوف ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة ولكن لحلفائها المقربيين في المنطقة الذين يخشون على مصالحهم داخل المنطقة بما فيهم إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن "أوباما" الذي يخوض في الوقت الحالي معركته الإنتخابية ضد منافسه الجمهوري "ميت رومني" يخشى توريط الولاياتالمتحدةالأمريكية في حرب أخري في الشرق الأوسط. ويذكر أن سوريا قد أقرت الشهر الماضي ولأول مرة أن لديها أسلحة كيماوية وبيولوجية وأكد الرئيس "بشار الأسد" أن حكومته قد تستخدمها ضد الدول الأجنبية في حال تدخلت في الشأن السوري بعد التهديدات التي أطلقتها أمريكا وحلفائها بالتدخل العسكري هناك.