ما بين حالات الاستنساخ الفجة والبحث فى الدفاتر القديمة وعشق العزف على الطبقات الشعبية والاستمرار فى حقنها بفن مسرطن لخلايا التذوق لديهم، جاء مسلسل «الزوجة الرابعة» جامعا شاملا لكل المستويات المتدنية من الفنون من سيناريو مهلهل ومفكك. واعتمد على قصة تصلح للحكايات على المصاطب وفى الأزقة وأداء تمثيلى هابط الى جانب توليفة متقنة بعناية من التلميحات الجنسية والرقصات المفتعلة والنكات البذيئة واخراج بدائى وديكور يفتقر الى أبسط قواعد الذوق، وإن كان متماشيا مع طبيعة المسلسل ونوعية الطبقات المعبر عنها، ولكنه فقير فى أدواته الفنية؛ أما الموسيقى التصويرية تصلح فى فرح شعبى. إننا أمام فكرة تكاد تكون منقولة بالمسطرة من مسلسل «الحاج متولى» الذى كتبه مصطفى محرم منذ عدة سنوات ولكنه نسخة صينى وليست حتى تايوانى واستخدم فيها أردأ عناصر الدراما من سيناريو وتمثيل واخراج. بطل المسلسل مصطفى شعبان لبسته روح شريرة جعلته يتعامل مع التمثيل بالذراع واسلوب الفتونة الى جانب انه يستعين لا إراديا بأكليشهات الأداء للشخصيات التى قام بها نجوم سابقون ففى مشاهد من المسلسل تجد نفسك امام نور الشريف ليس فقط فى الحج متولى ولكن فى العديد من أعماله التى قدم فيها شخصية ابن البلد وهو نفس ما فعله فى مسلسل العار وان كان مصطفى شعبان قد قام بالمرحلة الثانية من الاستنساخ بأخذ تفاصيل ادائه لشخصية مختار فى العار وقدمها مع روتوش اكثر شعبية فى «الزوجة الرابعة» وكانت شخصيته هى إحدي ركائز المط والتطويل فى المسلسل بمط الحلقات فيظل يبدل فى ملابسه أثناء الاحتفال بزواجه من اللبنانية ثم نفاجأ فى النهاية بمصطفى شعبان مرتديا البدلة. اما مشاهده مع اصحابه فحدث ولا حرج فى الحوارات السفسطائية مع اصدقائه اما عن خبراته وقدراته الخارقة فى عالم النساء مع التحابيش المرادفة لتلك الحوارات من إفيهات وايحاءات ولا تنسى الكلام عن الحبة السحرية. ثم حوارات اخرى عن القراءة والثقافة ولا مانع من الاداء التعبيرى «المذبهل» لمصطفى شعبان امام اسماء الكتب والشيء المضحك انه عندما فكر فى القراءة رشح له صديقه مقدمة ابن خلدون وكان الهدف من الترشيح هو خلق إفيه فقط؛ ولا مانع من كم من المشاهد تقاس بالكيلو عن العلاقة بين الحاج فواز وزوجاته تبدأ وتنتهى حول دور الزوجات فى المبيت معه فى تلك الليلة. ومرورا بمشاهد التأديب وجلسات الطعام .اما المأساة الكبرى فتكون فى فاصل الرقص الشرقى من زوجاته. ولأن تلك التحبيشة تنال رضا الجمهور المتابع لهذا الهراء من المسلسلات فلا مانع ان نحظى برقصات اخرى من زوجة سامى مغاورى . ومشهد اخر بين لقاء الخميسى وزوجة ابيها كل واحدة تشتكى همها مع سيجارة ويطعم المشهد برقصة بدون اى سبب ولا حتى الاغراء .واذا انتقلنا الى الاداء العبقرى الذى يجب تدريسه كنموذج للافتعال فحدث ولا حرج عن اداء كل زوجات فواز بداية من الملابس البعيدة تماما عن المستوى الفكرى لتلك الزوجات فحتى وان كانت عباءات وملابس محجبات فإن الذوق يختلف بين المستويات الفكرية .ولكن انت امام استعراض للملابس أما المكياج فهناك احدث التسريحات وحالات من المكياج الصارخ لكل بطلات المسلسل بمن فيهن ميمى جمال التى تقوم بدور الأم. أما علا غانم ولقاء الخميس فكلتاهما فى اسوأ حالتها التمثيلية. وفى النهاية انت امام عمل حظى بنسبة مشاهدة عالية ولكن ليس معنى ذلك انه مسلسل جيد, فنحن امام مرحلة من الانحدار على كل المستويات والفن صورة للواقع. اننا فى زمن التوك توك والغوغاء وكل التجاوزات والبلطجة الفعلية والمعنوية. وليس امامنا إلا محاولة الصمود امام هذا المد من الاعمال الهابطة حتى لا نضيع فى طوفان الانحدار الفنى والإبداعى. حنان ابوالضياء