بعد ثلاث وثمانين عامًا في مثل هذا اليوم تم التوقيع على معاهدة 36، والتي جاءت نتيجة نضال حزب الوفد ضد الإنجليز، حيث وافقت خلالها بريطانيا على منح مصر استقلال جزئي مقابل تثبيت سيطرتها التامة على قناة السويس. وقبل التوقيع على المعاهدة تألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلًا من دستور 1930 واضطرت بريطانيا للتراجع والدخول في مفاوضات بقيادة السير مايلز لامبسون المندوب السامي البريطاني ومعاونيه وهيئة المفاوضات المصرية. واشترطت انجلترا أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب وبالفعل شاركت كل الأحزاب، وبعد ذلك تمكنت حكومة إنجلترا من إيقاع الحركة المصرية في بؤرة الخلافات الداخلية بين الملك والأحزاب وحزب الوفد وباقي الأحزاب ، وفي المقابل تم التوقيع على المعاهدة في عهد مصطفي النحاس الذي كان رئيساً لحزب الوفد والذي كان يسير على نهج سعد زغلول في سياسة المفاوضات . مفاوضات 1936 وكانت المفاوضات بدأت في القاهرة في قصر الزعفران في 2 مارس وانتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 في لندن، والتي جاءت كرد فعل طبيعي بسبب أربعة تحفظات على تصريح 28 فبراير سنة 1922 كحق إنجلترا في الدفاع عن مصر، تأمين مواصلاتها في مصر لتبرير بقاء الجيش الإنجليزي ، بقاء الامتيازات الأجنبية ، حق إنجلترا في التصرف في السودان ، وذلك في عهد الملك فؤاد وحكومة عبد الخالق ثروت . اقرأ ايضاً أبو شقة يصدر قرارًا بتعيين حسين الهواري في الهيئة العليا للوفد نصوص معاهدة 1936 ونصت تلك المعاهدة على انتقال القوات العسكرية في المدن المصرية إلى منطقة قناة السويس وبقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط وتحديد عدد القوات البريطانية في مصر بحيث لا يزيد على 10 آلاف جندى و400 طيار مع الموظفين اللازمين لأعمالهم الإدارية والفنية في وقت السلم فقط، ولإنجلترا الحق في الزيادة في حالة الحرب ولا تنتقل القوات البريطانية للمناطق الجديدة إلا بعد أن تقوم مصر ببناء الثكنات وفقا لأحدث النظم وأن تبقى القوات البريطانية في الإسكندرية 8 سنوات من تاريخ بدء المعاهدة، في حالة الحرب تلتزم الحكومة المصرية بتقديم كل التسهيلات والمساعدات للقوات البريطاني. إلغاء معاهدة 1936 أخفقت تلك المعاهدة عن تحقيق الاستقلال الذي كان يرغبه الشعب المصري، كما ألزمت القاهرة بتقديم المساعدات في حالة الحرب وإنشاء الثكنات التي فرضت أعباء مالية جسيمة، ما دفع وزارة النحاس المطالبة في مارس 1950 بالدخول في مفاوضات جديدة مع بريطانيا، والتي استمرت حوالي 9 شهور، ولكنها كشفت تشدد الجانب البريطانى، مما جعل النحاس يعلن قطع المفاوضات وإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتى السودان وقدم للبرلمان مراسيم تتضمن مشروعات القوانين المتضمنة هذا فصدق عليها البرلمان وصدرت القوانين التي تؤكد عاما الإلغاء، كما اعتبرت القوات البريطانية الموجودة في منطقة القناة قوات احتلال ومن هنا بدأ النضال المسلح . اقرأ أيضاً: مصطفى النحاس فى لقاء نادر: دخول الدين فى السياسة يفسدهما معاً