رأت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن دورة الألعاب الاوليمبية التى تستضيفها لندن حاليا، هى علامة فارقة فى تاريخ بريطانيا ليس من الناحية الرياضية فحسب بل من كافة النواحى، ولعل أهمها الروح الوطنية العالية التى تجلت بوضوح خلال الدورة . فقد نجحت لندن بشكل باهر فى استضافة الحدث الرياضى الأكبر والأهم عالميا، رغم كل التحديات الامنية والاقتصادية، ولم يكن النجاح التنظيمى فقط هو الشىء البارز، بل أن بريطانيا واحدة من أكبر خمس دول من حيث تحقيق الميداليات فى الدورة حتى الآن . وعلى البريطانيين ان يفخروا بذلك . وعلى الرغم من هزيمة العديد من الفرق البريطانية فى الدورة وخروج العديد من الرياضيين بدون إحراز ميداليات، الا أن الروح الوطنية كانت عالية، وتعامل الجميع مع الحدث بروح وطنية وكان هناك حرص غير عادى على الظهور بمظهر مشرف، حتى أن المدرجات فى معظم الاستادات والصالات كانت دائما ممتلئة بالجماهير. وتحدثت الصحيفة فى افتتاحيتها عن الإنجازات التى حققها الرياضيون البريطانيون فى الدورة، ورأت انها قليلة قياسًا بقيمة وحجم بلد كبريطانيا وهو ما يتطلب أن تكون الاوليمبياد فرصة لمشاركات فعالة وقوية فيما بعد، وكيف أن هذه الإنجازات ستكون بمثابة مصدر إلهام لجيل جديد من الاطفال والشباب . ورأت الصحيفة انه لابد أن يستغل المسئولون والقائمون على الرياضة فى بريطانيا هذه الدورة الرائعة والمبدعة والنجاح غير المتوقع فى توليد موجات من الحماس الشعبي وتدعيم روح المشاركة والتعاون والحب والفخر الوطنى. وقالت الصحيفة إن االمكاسب من استضافة الدورة الاوليمبية كثيرة ومتعددة، الا أن المكسب الأكبر ليس ماديا أو رياضيا بقدر ما هو معنوي ووطني، كما انه يجب على الحكومة البريطانية ان تستفيد من الاخطاء، وكيفية إعداد أبطال رياضيين على أعلى مستوى والاستثمار بشكل أفضل وأكبر فى الرياضة وهو ما دعا اليه "لورد موينيهان"، رئيس مجلس ادارة اللجنة الأوليمبية البريطانية. فهناك بعض الألعاب الرياضية لديها الآن أماكن جديدة براقة، وذلك بفضل الاستثمارات الأوليمبية، مثل كرة المضرب . وختمت الصحيفة بأنه رغم المنشآت الرياضية الضخمة التى تم تأسيسها فى بريطانيا، الا ان المقارنة ما زالت سيئة مع جيرانها الأوروبيين من حيث المنشآت الرياضية العامة، مثل الصالات الرياضية وحمامات السباحة. ومن هنا على الجميع أن يدركوا أهمية الحدث الكبير وكيف تم تنظيمه، وكيف يمكن الاستفادة منه فى المستقبل على كافة المستويات .