على غرار فيلم التجربة الدنماركية، تحوّل مركز شباب قرية الزعاترة التابع لمركز الزرقا بمحافظة دمياط ، إلى حظيرة لتربية ورعي الماشية ومقهى في بعض الأحيان وسوق للمواشي. ودائمًا ما كان شباب قرية الزعاترة يفتخرون بين أقرانهم من القرى الأخرى بأن قريتهم هي باريسدمياط؛ لما تتميز به من نسبة تعليم مرتفعة، وتقلد أبنائها مناصبا قيادية في شتى المجالات. غير أن الواقع الحقيقي للقرية اليوم أصبح مؤلمًا، حيث لا يجد أبناء القرية مركز شباب لممارسة الرياضة وتفريغ طاقاتهم، في ظل ادعاء شخص إمتلاك أرض المركز وقيامه إثر ذلك بتحويله لمرعى للحيوانات ومزرعة خاصة به. رصدت الوفد ملعب القرية وكانت المفاجأة وجود أغنام و حمير بالقرب من عارضة ملعب الكرة، ومواشي من الأبقار والجاموس تتجول بداخله. قال السيد الخضري أحد أهالي القرية، إن مركز شباب القرية تحول ملاعبه إلى أسوق مواشي على مرأي ومسمع من موظفي مركز الشباب ، لافتًا إلى أن الأهالي يستغلون الأرض لتربية الأغنام وإلقاء القمامة. وأشار الخضري إلى أنه بدلًا من أن يكون مركز الشباب منارة للتثقيف والتعليم وتربية النشأ، تحول إلى أسواق وحظيرة للماشية، مطالبًا بمعاقبة المسؤولين على ما وصفه بالمهزلة التي فاقت مشاهد فيلم التجربة الدنماركية. وأضاف هاني عطية ، أحد شباب القرية، نحن كشباب لا نملك أبسط حقوقنا، ممثلة في مركز شباب آدمي نستطيع تفريغ طاقتنا فيه، وممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية، فما يطلق عليه مركز شباب في القرية، ما هو إلا تجسيد واقعي لما عرضته السنيما المصرية في الفيلم الكوميدي التجربة الدنماركية، حيث أصبح عبارة عن مركز متهدم بلا سور خارجي، ومساحة كبيرة تصل إلى 2 فدان من الأرض ويوجد بأرضية الملعب غسيل لسيارات والتكاتك والدراجات البخارية ومواشي، وبعض الشباب يجلسون ليدخن الشيشة. ويلتقط طرف الحديث صبري عسيلي، من أبناء القرية، ليضيف :" إننا كشباب نستحي أن ندخل النادي ليس لأنه لا يحتوي على أي شئ فقط، ولكن بسبب أن بداخله سكان يمارسون حياتهم الطبيعية على مرأى ومسمع من موظفي وزارة الشباب والرياضة بالنادي، مضيفًا أنهم يطالبون وزارة الشباب والرياضة بتوفير مركز شباب محترم يليق باسم قريتنا. ويضيف عسيلي ، لم يكن مشهد زيارة وزير الشباب والرياضة لأحد مراكز الشباب، الذي تحول إلى حظيرة مواشي في فيلم التجربة الدنماركية ، مجرد مشهد من وحي خيال كاتب سيناريو الفيلم يوسف معاطي، بل كان المؤلف يعكس واقعًا يحدث فعليًا في بعض مراكز الشباب المصرية. وأشار ابراهيم البشبيشي من اهالي القرية إلى أن مركز شباب الزعاترة تحول إلى حظيرة للحيوانات وسط غياب جميع الأنشطة، حيث أصبح الإهمال يقتل مركز شباب الزعاترة الذي تحول إلى مرعى للحيوانات. وتابع أحد الأهالي من المسؤولين الذين يتحدثون عن التطوير من مكاتبهم المكيفة دون أن يكلفوا أنفسهم النزول إلى أرض الواقع، أن ينظروا في أمر مركز شباب الزعاترة. وطالب الأهالي وزير الشباب ومحافظ دمياط الدكتورة منال عوض، أن يعيد إليهم مركز الشباب متنفس أبناء الناحية تحت إدارة شبابية قوية تكون أمينة على أولادهم.