مع اقتراب عيد الأضحى المبارك شهد السوق المحلى تراجعاً فى أسعار الللحوم البلدي، على غير المعتاد نتيجة طرح كميات كبيرة من اللحوم بالأسواق من خلال منافذ الشركة القابضة ووزارة الداخلية. وكشفت مصادر بسوق اللحوم استقرار الأسعار ليتراوح سعر كيلو اللحم البلدي «الكندوز» بين 115 و140 جنيهاً، حسب كل منطقة من المناطق. وتأثر السوق بكميات كبيرة من اللحوم السودانية التى تم طرحها بسعر 85 جنيهاً للكيلو بدلاً من 90 جنيهاً، وذلك فى منافذ «أمان» التابعة لوزارة الداخلية، والتى انتشرت بصورة كبيرة. وقال متابعون للسوق إن زيادة المعروض من جانب الحكومة أسهم لآليات العرض والطلب أن تعمل بشكل جيد وأسهم فى منع كبار التجار من زيادة أسعارهم مثلما جرى فى الأعوام الماضية. وكشف المتابعون أن هناك عوامل أخرى أسهمت فى تراجع الأسعار كان من بينها قيام بعض التجار بتسريب بعض العجول البتلو الصغيرة للذبح خارج المجازر، بالمخالفة لقرار حظر ذبح العجول الصغيرة، ما أدى إلى زيادة المعروض من البروتين بالأسواق. واستعد السوق لعيد الأضحى بعمل إعلانات مبكرة للراغبين فى حجز أضحياتهم بالمشاركة مع بعض الجمعيات الخيرية وبنك الطعام فى تسويق تلك القطعان. واضطرت بعض شركات القطاع الخاص إلى مسايرة الأجواء بطرح عجول بأسعار منخفضة، حيث تراوح سعر البقر القائم بين 47 و55 جنيهاً للكيلو. وقال سيد نواوى عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية ل«الوفد» إن السوق هذا العام مستقر بشكل جيد، خاصة فى ظل الضوابط والتدابير التى اتخذتها الدولة لتحقيق الاستقرار، والحد من ارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن هناك وفرة واضحة فى المعروض هذا العام، فى ظل استيراد كميات من الرؤوس من السودان لتحدث توازناً كبيراً فى السوق. أضاف أن وزارة الزراعة قامت خلال الفترة الماضية بزيادة قطعان التربية من خلال استيراد عجول تزن 250 كيلو جراماً بالتعاون مع شركات القطاع الخاص واستكمال تربيتها فى المزارع المحلية . وأثنى سيد نواوى على البدائل الاستيرادية للحوم فى الفترة الأخيرة فى ظل الاعتماد لفترة طويلة على أسواق إفريقية يستثنى منها السوق السودانى، الذى يعد منشأً مميزاً للبروتين الحيواني. وقال إن باقى الاسواق الإفريقية قد تؤدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة فى القطاع الحيواني، ما ينتج عنه نفوق أعداد كبيرة من العجول وتراجع الانتاجية بشكل واضح. وأشار إلى اتخاذ الوزارة خطوات جيدة من خلال المشاركة بالخبرة مع الدول الإفريقية التى تتمتع بإنتاج وفير فى الإنتاج الحيوانى. يذكر أن العشر سنوات الأخيرة شهدت اتساع الفجوة بين المعروض من الإنتاج المحلى والمستورد وتزايد خلالها الإستيراد ليصل نسبة ما تستورده مصر من الخارج ما بين عجول حية ومبردة ومجمدة لنحو60% بدلاً من الاعتماد على الاستيراد ب25% فقط. على الجانب الآخر شهد سوق اللحوم البرازيلية المستوردة متغيرات غريبة تمثلت فى ارتفاع أسعارها نتيجة دخول الصين إلى سوق الشراء بحم كبير فى الشهور الأخيرة. وحذر أحمد صقر سكرتير غرفة الإسكندرية التجارية من ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم البرازيلى والتى ارتفعت أسعارها بالفعل فى السوق الخارجى حيث تجاوز أسعارها ما بين 3400 إلى 3500 دولار للطن بسبب التعاقدات الضخمة للصين وهو ما أثر بدورة على المعروض فى السوق البرازيلى وحذر من تأخر وزارة الزراعة فى منح الموافقات الاستيرادية للشركات المستوردة رغم إبرامها تعاقدات خارجية قبل زيادة الأسعار العالمية. وكانت اللحوم البرازيلى قد سجلت زيادة واضحة الأسبوع الماضى بلغت 5 جنيهات فى الكيلو لتصل إلى 65جنيهاً بدلاً من60 جنيهاً للكيلو.