سجلت أسعار اللحوم زيادة بلغت 5 جنيهات في الكيلو الواحد ليتراوح أسعار اللحم البلدي ما بين 75 و80 جنيهاً للكيلو، لترتفع أسعار اللحوم المجمدة البرازيلي من 33 إلي 38 جنيهاً للكيلو، واللحوم المستوردة المذبوحة من 50 إلي 55 جنيهاً للكيلو. أرجع سيد نواوي، عضو غرفة القاهرة التجارية، الزيادات التي طرأت مؤخراً علي سوق اللحم إلي نفوق أعداد كبيرة من الأبقار بعدة مناطق بالجيزة بسبب إصابتها بالحمي القلاعية، بالإضافة لارتفاع سعر الدولار الذي أثر بدوره علي تعاقدات الشركات الاستيرادية. وتوقع «نواوي» مزيداً من الارتفاع في ظل الانخفاض في حجم المعروض وتزايد الطلب مع اقتراب شهر رمضان. ومن المعروف أن صناعة اللحوم تواجه تحديات عديدة تهدد باندثارها بعضها لأسباب طبيعية والآخر بسبب قرارات إدارية. وأوضح المهندس أحمد أبوخطوة، رئيس شعبة البروتين الحيواني الأسبق بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن الحكومة انتهجت عدة محاولات للحد من ارتفاع أسعار اللحوم بدأت بمشروع إنتاج البتلو والذي لم ير النور لسببين، الأول سيطرة أصحاب المصالح من رجال الأعمال المستوردين للحوم والتوجه للنهوض بهذه الصناعة لا يصب في صالح شركاتهم التي تستحوذ علي نسبة كبيرة من السوق المصري، والثاني عزوف الفلاحين عن التربية بسبب عدم توافر الأعلاف وارتفاع أسعارها، التي يتم استيراد معظمها من الخارج.. بالإضافة إلي تكلفة الإنتاج التي قد تصل إلي 100 ألف جنيه لكل عشرين رأس ماشية سنوياً، بالإضافة إلي فشلهم في الحصول علي قروض ائتمانية من بنك الائتمان الزراعي، وهو ما أدي إلي توقف مشروع تربية البتلو، مؤكداً أن ذلك هو ما يدفع معظم الفلاحين لذبح العجول البتلو الصغيرة السن والوزن للاستفادة من أسعارها المرتفعة. وأضاف أنه لم يفلح قرار سابق لوزير الزراعة بحظر ذبح البتلو في إنهاء المشكلة أو الحد منها لأن معظمها تتم بعيداً عن أعين الجهات الرقابية. وأشار «أبوخطوة» إلي أهمية الاتجاه لاستيراد عجول التربية لا يتعدي وزنها 150 كيلو بدلاً من استيراد لحوم مجمدة أو ذات أوزان كبيرة، معتبراً هذه الخطوة جيدة لزيادة الإنتاجية وتحسين السلالات المصرية والتي اعتاد الفلاح علي استخدامها في الأعمال الخاصة بالزراعة، ما أثر علي قدرتها الإنتاجية. وقال «أبوخطوة»: إن وزارة الزراعة لم تول المراكز البحثية أي اهتمام في سبيل تحسين المعامل الوراثية لقطاع الماشية بمصر، وحول عدم تقدم مصر بميزة تؤهلها لإنتاج جيد للحوم أوضح «أبوخطوة» أن مصر بالفعل تفتقر للمراعي والمناخ المناسب للإنتاج الغزير للماشية، ولكن لا تصل لدرجة تآكل هذه الصناعة، موضحاً أهمية الاهتمام بإنتاج أنواع جديدة من الأعلاف بدلاً من الاعتماد علي استيرادها بالكامل من الخارج مثل السيلاج المستخدم بعد معالجته في طعام الماشية - وهو بحسب وجهه نظره - في حالة إنتاج كميات كبيرة منه سوف يحد من الاستيراد من الخارج، بالإضافة إلي زيادة الإنتاجية.