براءة الأطفال، جلست الطفلة سندس، ابنة الست سنوات، فى منزلها بمنطقة نجع العرب، تعلو وجهها ابتسامة عريضة وهى تمسك بملابسها الجديدة»، دون أن تدرك أنها سترتدى بدلاً منها كفنًا أبيض بدلاً من فستانها الجديد، كانت تجلس تروى أحلامها لوالدتها قائلة: نفسى أطلع مُدرسة يا ماما.. نفسى أعلم الأطفال الصح من الغلط».. هذه أحلام كانت تتمنى أن تحققها الطفلة «سندس»، ذات الست سنوات، والتى اغتالت أحلامها المطامع البشرية وكتبت الفصل الأخير فى روايتها قبل بدايتها، من قِبل 3 أشقاء تخلوا عن المشاعر الإنسانية وقرروا إدخال الحزن على والدتها وشقيقتها وأسرتها بالكامل والألم والحسرة من أجل حفنة جنيهات. تلك الجريمة التى هزت أرجاء محافظة الإسكندرية وشغلت الرأى العام. اعتادت الطفلة سندس- المقيمة بشارع 6 بمنطقة نجع العرب، بمنطقة الورديان، غرب الإسكندرية، بطفولتها البريئة- على اللعب واللهو أستاذنت الطفلة والدتها فى الخروج من أجل اللعب واللهو مع البنات من أبناء الجيران وبعد فترة طويلة أطلت الأم برأسها بحثاً عن ابنتها التى لم تعد إلى المنزل فخرجت فى الشارع تهرول بحثاً عنها وتسأل هنا وهناك، من الجيران وأصحاب المحال التجارية «ما حدش شاف سندس» لتكون محصلة جميع الإجابات واحدة «لا لم نرها منذ صلاة العصر»، شعرت الأم بالخوف الشديد وأن باب الحزن يطرق عليها مرة ثانية، قبل عامين، توفى زوجها «أحمد» فى سن الشباب تاركاً لزوجته طفلتين «سلمى» 8 سنوات، و«سندس» 6 سنوات، ثروة لا تقدر بثمن من السيرة الطيبة وحب الناس، جعلتهم يعيشون فى المنطقة الشعبية دون أن يشعروا بفقدان الأب والسند، دق الحزن من جديد باب العقار رقم 89 شارع 6 بمنطقة نجع العرب بالإسكندرية، عقب خروج «سندس» لتلهو مع أصدقائها، فى تلك اللحظة كانت هناك أعين شيطانية تراقب الطفلة اليتيمة بمجرد خروجها من باب منزلها، ترصد تحركاتها، تنتظر ابتعادها على الأطفال الذى يعج بهم الشارع، تراها فريسة سهلة الاصطياد، مرت الدقائق، لم تعد «سندس» إلى البيت، فبدأ الشك يتسرب إلى قلب الأم، استغاثت بجيرانها وأهالى المنطقة لمساعدتها فى البحث عن طفلتها، فالليل حل والمساجد بدأت فى إقامة العشاء، أين اختفت «سندس»؟. ظل الأهالى تردد «يا ولاد الحلال فى بنت صغيرة تايهة اللى يلاقيها يوديها عند شارع 6».. جابت سيارات تحمل مكبرات صوت شوارع المنطقة الواقعة غربى الإسكندرية، ونودى فى الزوايا والمساجد، الجميع كان يثق فى عودة «سندس»، دى بنت يتيمة وأهلها ناس طيبين من يفكر يؤذيهم، لم تأتِ مكبرات الصوت بجديد، فلجأت الأسرة إلى نشر صور سندس على مواقع التواصل الاجتماعى، يعلوها استغاثة: «سندس أحمد محمد، من إسكندرية- الورديان- نجع العرب، عندها 6 سنين، خرجت تلعب من أصحابها قدام البيت النهارده، واختفت من الساعة 6، نرجوكم اللى يعرف أى معلومة يتصل بنا رأفة بحال والدتها». وياست الأم من البحث عن طفلتها وتوجهت على الفور لقسم الشرطة حررت الأم محضراً بقسم شرطة مينا البصل، بغياب طفلتها، عن المنزل، ولم تتهم أحداً. كانت المفاجئة العثور على حذاء «سندس» على سلالم العقار رقم 96 الكائن بالشارع الخلفى لمنزلها، توجه على الفور الأهالى ليجدوا جثة «سندس» مسجاة على ظهرها بمنور العقار ترتدى كامل ملابسها، وبها إصابات وكدمات متفرقة بمختلف أنحاء الجسم، وخرج المئات من أهالى نجع العرب ومينا البصل، لتشيع جنازة سندس فى مشهد مهيب، ومرت ساعات لتكشف الحقيقة أن وراء مقتل «سندس» ثلاثة أشقاء «سائق توك توك، طالب، ربة منزل» جميعهم جيران «سندس»، واستغل قيام الطفلة باللهو واللعب فى لحظة ابتعدت فيها الطفلة عن أقرانها الذين تلعب معهم، ناداها المتهم الأول، واستدرجها إلى أعلى سطح العقار سكنه، بعدما اتفق مع شقيقه على سرقة القرط الذهبى الخاص بالمجنى عليها، حاول المتهمان الاستيلاء على القرط فقاومتهما «سندس» وأخذت فى الصراخ، فانتابتهما حالة من الذعر، وأصيب تفكيرهما بالشلل، وخشية افتضاح أمرهما قاما بشل حركتها وكتم أنفاسها حتى لفظت «سندس» أنفاسها الأخيرة. ظل المتهم وشقيقه عاجزين عن التصرف ينظران نظرات شيطانية، وبسرعة حملا جثة «سندس» وألقوها من أعلى سطح العقار فى المنور، وأبلغا شقيقتهما بما حدث فقامت بالتستر عليهما وبيع القرط الذهبى الذى لا يزن سوى 3 جرامات واقتسام ثمنه فيما بينهم. ونسيا تماماً أن حق سندس لم يضع، وتعاملوا مع أسرته كان لم يكن وظل يوهمون الأهالى أنهم يبحثون عن الطفلة معهم، إلى أن كشف القدر حقيقة أمرهم، وألقى القبض عليهم وتمت إحالتهم للنيابة التى أمرت بحبسهم. ولكن هل يكفى هذا كى يهدأ قلب أم سندس، فبأى ذنب قتلت، وما سبب ذلك؟ مازالت الأم تنتظر عودة طفلتها فقد أصابها شبه لوثة عقلية بعد فقدان طفلتها بعد قيام شياطين الإنس بحرمانها من فلذة كبدها بسبب بضعة جنيهات.