«مصر نظيفة.. شعار رائع وجميل لكنه يحمل أكثر من دلالة ومغزى ومعنى، أولاً يؤكد أن مصر تعانى من حالة قذارة مزمنة فى الشوارع والحدائق والمراحيض العامة والمؤسسات الحكومية، وأصدقكم القول أنك لن تجد فى أى بلد فى العالم المتحضر مرحاض عمومى بالمستوى المتدنى الذى تعانى منه مراحضنا رغم أن الفراعنة هم الذين اخترعوا المرحاض الصحى والصرف الصحى، وفى رحلة الجاريتين المصريتين ماريا وسيرين للجزيرة العربية وهما الجاريتان اللتان أهداهما المقوقس حاكم مصر للنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهى الرحلة التى ذكرتها بالتفصيل الكاتبة الراحلة سناء المصرى تأكد أن المصريين هم الذين نقلوا المرحاض للعالم الخارجى ولا أعلم ما الذى حدث وربما يكون هذا التدهور فى مستوى النظافة جزءاً من التدهور العام فى كل مناحى المجتمع فى مصر، ثانياً: النظافة ليست شكلاً وقمامة فقط، بل هى سلوك وألفاظ وتصرفات وفكر ومعيار ذلك فى الشارع، الشارع وحده يعرفك أى مستوى من السلوك العام القذر والمتدنى والمبتذل يعانى منه المصريون سواء فى الزحام وأخلاقه أو المرور والاشارات والسيارات وطرق القيادة. ثالثاً: النظافة أيضاً مظهر من مظاهر الاتقان فى العمل والاخلاص فيه، انظر كيف يبدع العامل المصرى فى النصب عليك وتلفيق أى مهمة توكل إليه سواء عملاً يدوياً كالنقاشة والسباكة.. إلخ أو حتى عملاً ذهنياً أو روتينياً فى دواوين الحكومة، ستجد إبداعاً فى طرق الرشوة التى «دلعوها» وأسموها إكرامية أو فى رحلة دوخينى يا لمونة كى تخلص مصلحة من أى مؤسسة حكومية، فالنظافة مفهوم شامل يرتبط بها طبعاً النظر للمرأة والتحرش بها فى المواصلات العامة والميادين والطرق، وللعجب انك لن تجد امتهانا لكرامة المرأة وجسدها وشكلها إلا فى بلاد المسلمين.. لن تجد ذلك فى اى بلد أوروبى لأن هناك القوانين تعطى حماية مطلقة للمرأة فى الطريق العام وهذه البلاد التى هى من نظر بعض المتطرفين بلاد العجم الكافرة تقدر الانسان عموماً والمرأة خصوصاً والطفل بخصوص الخصوص، وفى هذه البلاد ايضاً ستجد أن القمامة ثورة حقيقية لذلك ستجد فى كل شارع أماكن لوضع القمامة محكمة الاغلاق والقمامة نفسها انواع هناك مكان للورق أو البلاستيك وآخر للزجاج وثالث لبقايا الطعام، وستجد كيس القمامة يصرف من السوبر ماركت بمواصفات معينة وممنوع وضع كيس قمامة غيره لأنه بمواصفات تمنع التسرب أو القطع، وممنوع أن تضع فيه بقايا زجاج لأن هناك أماكن لهذه البقايا، وستجد جامع القمامة وسيارته الفخمة عنوان للنظافة والأناقة ويداه فيها جوانتى كأنه يمسك بها حريراً لا بقايا أو مخلفات البشر، لذلك أقترح على حكومة الدكتور قنديل ولا أحد يضحك من اقتراحى أن يرسل بعثة لدول أوروبا لتتعلم كيف يتم فرز القمامة وتعبئتها ثم تدويرها وأنا أعلم أن نظام حسنى مبارك وحكوماته الفاسدة كانت تمنح ملايين الجنيهات لشركات أجنبية لجمع القمامة وكان فساد المحليات يمنح المناقصات للشركات حسب الرشوة و المعرفة وعلاقات رجال الاعمال اصحاب الحظوة وكم مليارات أهدرت فى هذا الميدان ولم نتخلص من آفة القمامة وكنا نجد براميل القاذورات فى نهر الرصيف فى كل مكان بالقاهرة الكبرى والآن سمعت ان رجل أعمال اخوانياً وقريباً من خيرت الشاطر يحاول ان يبلع هذه (العكة) ويرسيها بطريقته على أصحاب الحظوة الجدد وقد نشر ذلك فى صدر صفحات بعض الجرايد اليومية ولم يقم أحد بنفيه ولو حدث هذا نكون قد أزحنا صفحة رجال الأعمال فى العهد السابق واستبدلناها بأصحاب اللحى، لذلك أطالب بشفافية وإعلان واضح عن مشروع النظافة الراهن كما أطلب من كل القوى السياسية أن يشارك فى المشروع لأنه يهم كل مصرى لا شباب فصيل سياسى بعينه حتى لا تصبح نظافة مصر من قاذوراتها لا مؤاخذة من نصيب طرف دون طرف فكلنا فى الهم شرك، اقصد فى طلب النظافة معينون.. وكل عام وانتم بخير.