- الأهالي : صحة أبنائنا في خطر بسبب إنتشار القمامة في كل مكان . لكل منا حلم خيالي يرواده ومن أبرز تلك الأحلام الخيالية هو رغبتك في أن تسكن في جزيرة وسط البحر لتستمتع بمنظر المياه الساحر وتستنشق الهواء النقي كل صباح ، وكون أهالي مدينة الأسكندرية أو كما يطلق عليها "عروس البحر المتوسط" من سكان إحدى المدن الساحلية ، يدفعك ذلك إلى التوقع بأنهم يستمتعوا بجزء من تلك الأحلام خاصة وأنهم يمتلكون أحد أكبر البحار ، ولكن ليس كل أحلامنا تتحقق ، فواقع "عروس البحر" جاء مخالف لذلك تماماً "فالعروس" حزين ، والهواء ملوث ، والسكان يعيشون في واقع مرير ، بعد أن تحول البحر الأزرق إلى بحار من القمامة ، والسبب هو إهمال شركات النظافة وتقاعسها عن أداء واجبها . وإن أردت أن تعيش هذا الواقع بنفسك فكل ماعليك فعله هو إستقلال أحد القطارات الذاهبة إلى الأسكندرية ، ولتكن بداية جولتك من أمام محطة قطار مصر والتي تحولت إلى مثال صارخ للإهمال بسبب إحتلال الباعة الجائلين لمداخلها ومخارجها وإلقائهم مخلفاتهم في الطريق وسط إهمال من جانب شركات النظافة ، وإن كان سوق محطة مصر هو أحد الأمثلة فإنه ليس المثال الوحيد فسوق "شارع القاهرة" و "سوق باكوس" و "المندرة" من أبرز الأمثلة التي تعكس معاناة أهالي أصبحت مساكنهم محاصرة بالقمامة . وكان للمناطق الشعبية نصيب الأسد من تلك المعاناة ، ففي منطقة "العصافرة" قبلي لوحظ إنتشار القمامة في الشوارع المختلفة خاصة شارع 30 وشارع المعهد الديني بعد أن لجأ الأهالي إلى إلقاء القمامة على الأرصفة وفي نهر الطريق بعد أن إمتلئت صناديق القمامة ، أما في منطقة "سيدي بشر" ومنطقة "المعمورة البلد" و"أبي قير" فلن يختلف الأمر كثيراً في ظل إنتشار القمامة على طول خط قطار أبي قير ، وإن كانت المناطق الشعبية بهذا السوء فإن المناطق الراقية لم تكن أوفر حظاً بعد أن إمتلئت شوارع سيدي بشر بحري ، وميامي ، وشارع خالد إبن الوليد بالقمامة . من جانبهم ، حاول الأهالي التعبير عن إستيائهم الشديد من سوء الخدمة المقدمة من شركات النظافة ، فيقول محمد عبدالله مدرس منذ بداية موسم الصيف أي مايقرب من شهرين أو 3 أشهر والأسكندرية تعاني من مشكلة كبيرة في النظافة ، في ظل تقصير واضح من جانب شركات النظافة وإقتصار دورها على الإهتمام بتجميل ونظافة الكورنيش تاركة باقي المناطق ليأكلها العفن وتملئها الروائح الكريهة . بينما أكد محمود أحمد طالب أن مشكلة النظافة بالأسكندرية لا تقتصر على أكوام القمامة فحسب ، بل هناك بعض المخلفات الأخرى والتي إمتلئت بها الشوارع في الفترة الأخيرة ، وفي مقدمتها مخلفات هدد المباني التي تم إزالتها من جانب الأهالي بغرض إعادة بنائها ، حيث إمتلئت المنطقة المجاورة لمزلقان قطار "سيدي بشر" بهذه المخلفات إلى أن وصلت إلى حد غلق الطريق دون أي إهتمام من جانب أي مسئول بالرغم من أن هذه المنطقة تقع خلف مبنى حي المنتزة مباشرةً . وفي سياق متصل ، طالبت سامية محمد ربة منزل بسرعة العمل على حل هذه المشكلة قبل أن تتفاقم أكثر من ذلك وتؤثر على صحة الأطفال الصغار ، قائلة : "إن ترك تلك القمامة بهذه الصورة سوف يؤثر سلباً على صحة أبنائنا ، خاصةً وأن "فريزة" القمامة يجدون في هذه الصناديق الممتلئة بالقمامة غنيمة كبيرة ، لذلك يأتون كل صباح للفرزها وتقليبها مما يؤدي إلى إنطلاق الروائح الكريهة منها" ، ونددت خلال حديثها بإهمال شركات النظافة في أداء عملها بالرغم من تقاضيها آلاف الجنيهات والتي يتم تحصيلها بصورة جبرية من المواطنين دون عدالة على فواتير الكهرباء ، مشيرةً إلى أنه من حق المواطنين أن يحصلوا على خدمة جيدة طلما أنهم يدفعون المقابل المادي لذلك ، والمشكله الآنأان شركة جمع القمامة الفرنسية تنازلت لشركة أخرى أسبانية عن حقوقها والشهر المقبل سوف ينتهي العقد الخاص بالشركة وحتى الآن لا يوجد حل أو بدائل لتلك الشركات إلا أن يرجع عم عباس وعم محمود الزبال مرة أخرى ويجمعون القمامة من بيوتنا ، ويا أهل الإسكندرية إنتظروا جبال القمامة وحدائق القاذورات .