استقبل رئيس مجلس الوزارء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، آلان بيلو، نائب رئيس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، الذي أكد أنهم يسعون لتوسيع أعمالهم مع مصر، وخلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم على هامش إطلاق التشغيل التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في بورسعيد، أشاد شريف حمدي، ممثل البنك الدولي، بدور مصر الاقتصادي، مؤكدًا أنها حققت نجاحات يُحتذى بها في الدول الإفريقية. ومن جانبه، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، إن الاقتصاد يتحدث بلغة الأرقام، حيث أصبح معدل نمو الدولة المصرية حوالي 5.3 للاقتصاد القومي، فضلا عن تعويم الجنيه الذي خفض قيمة الدولار إلى 16.5، ومعدل التضخم الذي وصل ل13 بدلا من 16.5، وهو إنجاز كبير حققته مصر في وقت قياسي. وأضاف فهمي في تصريحه ل"بوابة الوفد"، أن الاقتصاد المصري عقب ثورة 30 يونيو يسير في مسار صحيح وأدل شيء على ذلك كم الإنجازات التي تمت وحجم الطرق والكباري، مؤكدًا أن المشكلة الحقيقية التي تعاني من مصر هي زيادة نمو السكان حيث وصل تعداد المصريين إلى 105 مليون نسمة، بالتالي يجب القيام بحملة قوية لتنظيم الأسرة. وأوضح أن معدل النمو الناتج يعتبر محصلة لكل الإنجازات من سياحة، ومصانع، ومزارع، مما زاد معدل الصادرات، فضلًا عن تبني مصر لهموم الأفارقة، وقيام الرئيس السيسي بالتحدث عن مشاكل القارة الافريقية في كل المؤتمرات الدولية. ولفت رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر، إلى تنظيم مصر للبطولة الإفريقية التي تزيد الدخل وتساهم في عنصر الثقة، مشيدً بالامن والأمان وتجهيز الملاعب في أقل من 5 شهور، مما يعد إنجازًا كبيرًا يساهم في نمو السياحة، حيث اذاع الإعلام الأجنبي تلك الإنجاز، فمصر تعيد النشاط الرياضي لذروة مجده. وقال ماهر هاشم، الخبير الاقتصادي، إن مصر حققت نجاحات غير مسبوقة في الاقتصاد مما ساهم في زيادة معدل التنمية إلى ما يقرب 6%، فضلًا عن خفض الموازنة العامة للدولة. وأضاف هاشم، أن مصر أصبحت الدولة الأولى في جلب الاستثمارات الأجنبية إلى إفريقيا، نظرًا لتنفيذ البرنامج الجاد في تحسين مستوى الاقتصاد، الذي أشاد به البنك الدولي. وأكد الخبير الاقتصادي، أن الجنيه المصري أصبح ينافس الدولار الأمريكي ونجح في خفض قيمته 20%، مما يؤكد نجاح الاقتصاد المصري. فيما قال السفير جمال بيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن جميع مؤشرات الاقتصاد المصري تتجه نحو الإيجابية، فالصادرات والاستثمار في زيادة مستمرة، واحتياطي البنك المركزي وصل لأعلى درجاته في التاريخ، فضلًا عن زيادة تحويلات المصريين بالخارج للبنوك المصرية وتراجع التضخم. وأضاف بيومي، أن السياسة المصرية تسعى أكثر لرفع الاقتصاد، من خلال زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي، مما أحدث التوزان الاقتصادي وأصبح هناك عملة صعبة متوفرة جعلت سعر الدولار يتراجع، فضلًا عن تراجع العجز في الميزان التجاري بسبب زيادة الصادرات. وكشف عن أن عدم التوافق بين مختلف القوى المصرية على أهمية دور القطاع الخاص من أهم المشكلات، ومازال هناك من يحلمون بالقطاع العام الذي فشلت تجربته حتى في روسيا والصين، متمنيًا من الحكومة والقيادة السياسية أن يؤكدان على اهمية دور القطاع الخاص مع الحفاظ على مسئولية الدولة عن الطبقات ذات الاحتياج. وأكد بيومي، أن بطولة أمم إفريقيا دعايا عظيمة، والجميع يشيد بقدرة مصر على التظيم رغم الفترة القصيرة، لذلك فمصر تفوقت على نفسها وأحدثت إنجاز يؤكد قدرتها على النواحي التنظيمية والرياضية. وفي السياق ذاته، قال أحمد علي، الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية خلال الخمسة أعوام الماضية استطاعت أن تحقق نقلة نوعية في آليات التواجد المصري بالقارة الإفريقية على كافة الأصعدة، وتحديدًا السياسية والاقتصادية. وأضاف علي، أن الجانب الاقتصادى اكثر مايهمنا في علاقة مصر بالقارة الإفريقية، وفي إطار الإشادة التى آتت من ممثل البنك الدولى، فبالفعل استطاعت مصر أن تحقق إنجازات اقتصادية قوية في علاقاتها مع الافارقة وفق ضوابط علمية وخطط زمنية محكمة ومدروسة، وهو ما اتضح جليًا وفق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2063، والتى شملت وتضمنت كافة أبعاد رؤية مصر التنموية. وتابع: إن تلك الرؤية يتم تنفيذها بالمشاركة مع الدول الإفريقية، ليس ذلك فحسب بل أن ترأس مصر للاتحاد الإفريقى فى دورته الحالية جعلها أكثر إلمامًا بمشاكل إفريقيا الاقتصادية تحديدًا، ويظهر ذلك في حديث مصر عن إفريقيا في كافة المحافل الدولية، كما يأتى ذلك أيضًا في إطار رغبة مصرية من إرساء قواعد التحول نحو أن تكون مصر مركزًا إقليمًا للطاقة والاستثمار فى إفريقيا بما يخدم مصالح دول القارة فى هاذين الأمرين. وأوضح أن نجاح مصر اقتصاديًا في تجربتها الإصلاحية جعل منها نموذجًا يحظى باحترام وقبول قويًا داخل إفريقيا، بل أصبحت هناك رغبة إفريقية للسير على نهج مصر فى برنامجها الإصلاحى. واستطرد: الدور المصري فى إفريقيا نحو تفعيل آليات التكامل الاقتصادى الإفريقي وتفعيل أنظمة النمو المستدام وإرساء قواعد جديدة لبيئة الأعمال الإفريقية، بما ينعكس على قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، يبدو قويًا لكافة المؤسسات الاقتصادية الدولية منها البنك الدولى على وجه التحديد والذى يثنى وبقوة على هذا الدور. وأكد أن تنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية وإن كان الحدث يقع فى السياق الرياضى بشكل أقوى، إلا أن تأثيره السياسي والاقتصادي على دور مصر في إفريقيا قوي جدًا. وأختتم قائلًا: " تنظيم البطولة الإفريقية يعتبر استغلال جيد ومختلف لأحد أهم آليات وأدوات القوى الناعمة لمصر، في إطار علاقاتها الدولية مع إفريقيا، كما أن انعكاس تنظيم هذا الحدث على السياحة الإفريقية بمصر وتنشيطها، له مردود اقتصادى كبير ومثمر".