بحضور 50 دولة إفريقية استضافت مصر، الأسبوع الماضى، مؤتمر الاجتماعات السنوية الحادية والأربعين لمجلس محافظى جمعية البنوك المركزية الإفريقية لأول مرة، والذى يعد من أبرز الأحداث الاقتصادية على مستوى القارة الإفريقية، بما تمتلكه من قدرة على اتخاذ قرارات فاعلة تنعكس على زيادة حجم التعاون والتكامل الاقتصادى بين مصر والدول الإفريقية. القاهرة تتسلم رئاسة البنوك المركزية الإفريقية.. ومنى عمر: مصر تسعى لتعزيز المصالح وأولويات التنمية وقال خبراء اقتصاد ومتخصصون فى الشأن الإفريقى: إن هناك العديد من النتائج التى حصدتها مصر من هذا المؤتمر، لأنها تتمتع بتميز إفريقى خاص لما لها من تواجد إقليمى وسياسى يؤهلها للتعاون، وأنها تسعى لتعزيز المصالح وأولويات التنمية الإفريقية. وترأست الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، الاجتماعات السنوية للتجمع الإفريقى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على مدار 3 أيام، بحضور 6 وزراء ومحافظ القاهرة. وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ل«الصباح»: إن مصر تسعى لتعزيز المصالح وأولويات التنمية الإفريقية خلال توليها رئاسة التجمع الإفريقى الأول، لافتة إلى أن توجه مصر إلى إفريقيا بات فى أفضل مراحله وجعل القارة السمراء هى الأقرب إلينا. مساعد الخارجية السابق للشئون الإفريقية: مصر تتمتع بتميز إفريقى خاص لما لها من تواجد إقليمى وسياسى يؤهلها للتعاون وأضافت عمر، أن صندوق البنك الدولى يولى اهتمامًا بالغًا بالتنمية الإفريقية، مشددة على ضرورة تنفيذ جدول أعمال الاتحاد الإفريقى للتنمية العالمية لعام 2063، فى الوقت الذى تتسلم مصر فيه رئاسة الاتحاد الإفريقى. وأشارت إلى أن القارة الإفريقية تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية الهائلة والقوى البشرية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة فى الوقت الذى تعانى فيه القارة من عدة مشكلات خاصة بالصحة والتعليم ومعدلات الفقر. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة اندماج الدول الإفريقية فى التنمية لتحقيق أعلى استفادة ممكنة من المنح التى تقدمها العديد من المؤسسات المالية. وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الإفريقية: إن مصر تتمتع بتميز إفريقى خاص لما لها من تواجد إقليمى وسياسى يؤهلها للتعاون من أشقائها فى التنمية المستدامة. وأضاف بيومى، ل«الصباح»، أن مصر لديها تجارب رائدة مع صندوق البنك الدولى وتجربة اقتصادية متميزة، مشددًا على أن صندوق النقد ينظر باهتمام بالغ تجاه القارة السمراء. وأكد مساعد وزير الخارجية، أن مصر سبق لها وتعاونت مع أشقائها فى العديد من الجوانب الاقتصادية مثل التطابق فى «الكوميسا». جمال بيومى: لديها تجارب رائدة مع صندوق البنك الدولى وتجربة اقتصادية متميزة وتابع: الجهود المصرية واضحة فى استضافة حدث كبير كهذا يهدف إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، والتوسع فى مجالات التعاون المشترك، خاصة فى المجال الاقتصادى، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد المصرى وكل الدول الإفريقية، ويساعد على تحقيق آمال وتطلعات شعوبها بتحقيق المزيد من النمو والرخاء. وحضر المؤتمر عدد من وزراء التعاون الدولى والمالية ومحافظى البنوك المركزية، من دول إفريقية وهى الجزائر والسودان وليبيا والمغرب وموريتانيا وجزر القمر وأنجولا وبوتسوانا وبوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وإريتريا وغانا وغينيا وغينيا الاستوائية وليسوتو ومدغشقر وملاوى ومالى وموزمبيق وناميبيا ونيجيريا والكونغو والسنغال وجنوب إفريقيا وجنوب السودان وتنزانيا وتوجو وأوغندا وزامبيا وزيمبابوى وجزر ساو تومى وبرنسيبى، إلى جانب مسئولين رفيعى المستوى من البنك الدولى، وصندوق النقد الدولى، وكبرى القوى الاقتصادية المؤثرة فى اقتصاد القارة، الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا واليابان. وعلى الجانب الاقتصادى، تحدث الدكتور محسن خضير، الخبير المصرفى، قائلًا: إن استضافة مصر لذلك المؤتمر، يؤكد استعادتها لدورها الريادى بالقارة الإفريقية، فضلاً عن دور البنك المركزى المصرى فى قيادة العديد من البنوك الإفريقية من الأعمال العامة وترأس تلك الجمعية الإفريقية المهمة. وأضاف خضير، ل«الصباح»، أن مصر لديها تجربة فريدة فيما يخص الاستفادة من قروض البنك الدولى التى قد تستفيد منها العديد من الدول، موضحًا أنه ينسق لترسيخ ذلك الدور الفعال الذى يتسع ويتعدى نطاق المؤتمر إلى مجالات وأنشطة عديدة، بإنشاء فروع مختلفة للبنوك المصرية فى الدول الإفريقية تدعمها شركات محلية لمجالات متعددة التى تسوق لجميع المنتجات المصرية. وأشار إلى أن مشاركة عدد من الدول ذات الاقتصادات الكبرى، يدل على أن مصر تمتلك رؤية كبرى وثقة من الصندوق الدولى فى توليها تنظيم هذا الحدث الكبير. وتسلم طارق عامر، محافظ البنك المركزى، رئاسة جمعية البنوك المركزية الإفريقية، والتى تضم فى عضويتها 40 بنكًا مركزيًا إفريقيًا، لمدة عام لأول مرة منذ تأسيسها، حيث يتزامن المؤتمر الحالى مع احتفال الجمعية باليوبيل الذهبى ومرور 50 عامًا عليها.