بات الاستشهاد بالنسبة لرجالنا الأبطال أمر يومي يمر عليهم، وفي كل لحظة تهديد بسقوط روح من أرواحهم الباسلة في أجواء من الخراب والظلام والذعر الذي ساد أنحاء البلاد من قبل الجماعات الإرهابية، الذين دثوا الرعب في نفوس جميع فئات الشعب. إلا أن كان هناك أسود شجعان يتصدون لهم دون خوف علي أنفسهم ولا علي أسرهم، فكان كل ما يملئ عقول رجال الشرطة هو حماية وطمأنينة الشعب بأقصى جهد حتى وقفوا بكل كيانهم من أجل التصدي لتلك الجماعات الإخوانية الإجرامية. ثم ازداد الأمر سوءا عندما بدأت أحداث "مذبحة كرداسة" التي وقع الكثير من ضحاياها الشهداء من أجل الدفاع عن القسم والصمود لآخر قطرة من دمائهم بعدما انقض عليهم مايسموا أنفسهم بالإخوان المسلمين، وهم لا يفقهون شيئا عن الإسلام، فعن أي دين يتحدثون وهما قتلا إرهابيين. ففي منتصف أغسطس عام 2013 اقتحم أنصار مرسي مركز شرطة كرداسة، تنديدا بفض اعتصامي رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، ثم حاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، ولكنهم من قبيل أخر يوجهون تلك الجماعات، أسلحتهم الدنيئة الملوثة في أوجه أبطالنا، وسرعان ما قاموا بأطلاق الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح أر بى جي، في اقتحام مركز الشرطة، ثم تابعوا أحداث الاقتحام داخل القسم، مما أسفر عن استشهاد كلا من العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبد المقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هاني شتا وآخرين، وبلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة 14 ضابط وفرد شرطة من قوة المركز. واستمرت العناصر الإرهابية مواصلة جريمتهم بالتمثيل بجثث الشهداء، والتقاط مقاطع الفيديو بهواتفهم لرصد التمثيل والعنف والقتل الذي حدث بشهدائنا الأبرار، ثم فروا هاربين بعدما أشعلوا النيران بقسم الشرطة واستولوا علي الأسلحة التي كانت توجد بداخله، رحم الله أرواحهم الغالية الذين قدموا بها من أجل الوطن. وبعد فترة وجيزة شنت وزارة الداخلية حملة أمنية مكثفة ومزودة بضباط العمليات الخاصة وتشكيلات من قوات الأمن المركزى، لتطهير المنطقه من العناصر والبؤر الإرهابية بالكامل، والقصاص أيضا لأرواح شهدائنا الأبرار، وبالفعل تمكنت من حصارهم بعد تبادل إطلاق الأعيرة النارية، إلا أن فرضت السيطرة الأمنية علي المنطقة، وعاد الاستقرار والأمن من جديد داخل نفوس الأهالي، وإلقاء القبض على عدد كبير من المتورطين في اقتحام القسم وافتعال هذة المجزرة التي ضمت برك من دماء أبطالنا الشهداء الذين صمدوا لآخر قطرة من دمائهم.