تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم 16 يونيو 2025    الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال رئيس هيئة أركان الحرب في إيران    مباريات كأس العالم للأندية اليوم الثلاثاء بالمواعيد والقنوات الناقلة    تشكيل الهلال المتوقع أمام ريال مدريد في كأس العالم للأندية    بدء لجان امتحان مادتي اللغة الأجنبية الثانية والاقتصاد بالثانوية العامة    انتشار أمني بمحيط مدارس 6 أكتوبر لتأمين امتحان اللغة الأجنبية الثانية للتانوية العامة    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس على القاهرة وجنوب الصعيد اليوم    الجد بدأ.. توافد طلاب الثانوية العامة بكفر الشيخ على اللجان لأداء امتحان اللغة الأجنبية الثانية    رغم حرارة الطقس.. أولياء الأمور يرافقون أبناءهم في ثاني أيام الثانوية العامة    طلاب الأدبى بالثانوية الأزهرية فى الأقصر يؤدون امتحان الفقه اليوم.. فيديو    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لمنزل الزعيم عادل إمام    ابن النصابة، تعرف على تفاصيل شخصية كندة علوش في أحدث أعمالها    تفتيش الطلاب والطالبات علي أبواب لجان امتحانات الثانوية العامة في الدقهلية    وزير دفاع أمريكا: نتبنى موقفا دفاعيا في المنطقة.. ونحافظ على يقظتنا واستعدادنا    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| مواجهات نارية في كأس العالم للأندية 2025    "فقرات استشفائية".. الأهلي يواصل تدريباته استعداداته لمواجهة بالميراس    «سكاي أبوظبي»: 240 مليار جنيه مبيعات مشروع «رأس الحكمة»    انقطاع واسع في خدمة الإنترنت في طهران    بعد أزمة الاستبعاد.. جلسة صلح بين ريبيرو ونجم الأهلي في أمريكا (تفاصيل)    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 17-6-2025 مع بداية التعاملات    طريقة عمل كيكة الجزر، مغذية ومذاقها مميز وسهلة التحضير    8 أطعمة تصبح أكثر صحة عند تبريدها، والسر في النشا المقاوم    5 تعليمات من وزارة الصحة للوقاية من الجلطات    ترجمات| «ساراماجو» أول أديب برتغالي يفوز بجائزة نوبل أدان إسرائيل: «ما يحدث في فلسطين جريمة»    سلوفاكيا تجلي مواطنيها ومواطنين أوروبيين من إسرائيل عبر الأردن وقبرص    إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صاروخية متتالية    موعد مباراة الأهلي القادمة أمام بالميراس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    بعد تصريحات نتنياهو.. هل يتم استهداف خامنئي الليلة؟ (مصادر تجيب)    3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    خامنئي يغرد تزامنا مع بدء تنفيذ «الهجوم المزدوج» على إسرائيل    أشرف صبحي يكشف كواليس تدخلاته في أزمة زيزو.. ويؤكد دعمه الكامل للأهلي    ماكرون: نؤيد وقف إطلاق النار ومستعدون ل مفاوضات نووية جديدة مع إيران    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكبة 1948.. سبب تخلف العرب عن الركب العالمي
فى الذكرى ال71 للنكبة العربية.. اللواء دكتور مصطفى كامل السيد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 21 - 05 - 2019

لم ينجح العرب حتى الأن فى إدارة الصراع مع إسرائيل بما يؤدى إلى الوصول إلى حل متكافئ متوازن يضمن حقوق جميع الأطراف، بالرغم من أن العرب يمتلكون جميع المقومات التى تجعل منهم أمة واحدة، كالعرق واللغة والدين والحضارة،.. وهذه كلها مميزات صالحة لخلق نظام عربى قومى يمكن أن يواجهوا به التكتلات الاقتصادية العملاقة والدول العظمى.. هكذا قال اللواء الدكتور مصطفى كامل مستشار أكاديمية ناصر العسكرية ومحافظ بورسعيد الأسبق فى حواره ل«الوفد» فى ذكرى مرور 71 عاماً على النكبة العربية وقيام إسرائيل على الأرض الفلسطينية.
وأكد اللواء دكتور مصطفى كامل أن إسرائيل دائماً تلجأ إلى أقوى دولة فى العالم، فقد لجأت لحماية السلطان العثمانى عبد الحميد، وعندما أفل نجم تركيا، لجأت إلى ويلهام الثانى ملك ألمانيا، وعندما أفلت ألمانيا اتجهت إلى بريطانيا العظمى، وأخيراً بعد بزوغ نجم أمريكا لجأت إليها، ويتساءل قائلاً: فى ذات الوقت هل يمكن عند أفول الولايات المتحدة الأمريكية أن تلجأ إسرائيل إلى الصين أو روسيا مستقبلاً؟.
وأكد أن الولايات المتحدة تتبنى وتساند جميع المواقف الاستراتيجية لإسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا بل واجتماعيا بالقدر الذى يتعين معه تحقيق الأهداف والمصالح الإسرائيلية، فتقدم الولايات المتحدة الدعم السياسى والمادى والمعنوى غير المحدود لإسرائيل فى أحرج المواقف، إلى حد استخدام حق النقض أو الاعتراض «الفيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل.
وأشار إلى أن البنيان الاجتماعى الإسرائيلى هش وضعيف، وبه تناقض ضخم فى النسيج الاجتماعى، إلى الدرجة التى فشلت فيها إسرائيل حتى هذه اللحظة فى توحيد اللغة العبرية، موضحًا أن الدين هو العامل الوحيد المشترك بين اليهود فى المجتمع الإسرائيلى.
وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن إسرائيل أدركت مدى الحاجة الإستراتيجية الملحة لوجود عامل يؤلف بين القلوب، ويقرب بين الثقافات، ويوحد بين الأجناس والألوان، ولما كان الدين اليهودى هو العامل المشترك الوحيد بين أولئك، فقد عملت إسرائيل على أن يكون الدين هو المحدد الرئيسى لتفاعلات هذه المرحلة.
وإلى نص الحوار:
فى الذكرى ال71 على النكبة العربية أو نكبة 1948.. ما هى مراحل الصراع العربى الإسرائيلى؟
- دولة إسرائيل قد مرت بثلاث مراحل رئيسية منذ نشأتها وحتى الآن، المرحلة الأولى «1897- 1947»، وهى مرحلة التخطيط لقيام إسرائيل والاعتراف بها كدولة، حيث بدأت هذه المرحلة بمؤتمر بال عام 1897، ثم بالارتباط الإستراتيجى مع بريطانيا العظمى لاستصدار وعد بلفور 1917، وانتهت بالاستيلاء على فلسطين عام 1948، ويمكن القول بأنه إذا كانت بريطانيا العظمى هى التى خلقت الوطن القومى لإسرائيل فى فلسطين، فإن الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتى «السابق» هما الدولتان اللتان اعترفتا بإسرائيل فور قيامها، وعملتا على بقائها فى المنطقة خاصة الولايات المتحدة تحقيقا لمصلحتهما العليا، أما المرحلة الثانية فهى مرحلة التمدد الجائر والتوسع، والنضوج (1948- 1996) وقد بدأت هذه المرحلة بحرب 48، ثم تلتها حروب 56، 67 والتى قامت فيها إسرائيل بالاستيلاء على أراضى الغير فى سيناء، والجولان، والضفة الغربية، ثم وقعت اتفاقية السلام مع مصر، وفى هذا السياق يمكن التذكير بما قاله نيتنياهو عندما كان رئيسا لوزراء إسرائيل فى خطابه أمام الكونجرس الأمريكى بشقيه النواب والشيوخ، فى 10 يوليو 1996 بأن إسرائيل قد بلغت سن الرشد، وقد نضجت بما فيه الكفاية، وعليها أن تبدأ مرحلة الاعتماد على الذات، أى عليها أن تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل نشأتها وتكوينها، أى مرحلة فرض واقع الدولة اليهودية والاعتماد على الذات، وهذه مرحلة بينية بين المرحلتين السابقتين، هى مرحلة فرض الأمر الواقع، وصولاً إلى تأسيس وبناء مملكة داود المزعومة.
هل هذه الفترة تختلف عن الفترات السابقة من الصراع؟
- نعم.. وهى مرحلة فرض الأمر الواقع، وتبدأ من 2009 إلى (.....) لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يعلم ماذا سيحدث، بعد أن أعلنت إسرائيل عن قيام الدولة اليهودية رسميا عندما وافق الكنيست الإسرائيلى فى 27 مايو 2009 على مشروع قانون يقضى بالحبس لمدة عام على كل شخص لا يعترف بالطابع اليهودى للدولة الإسرائيلية، كما وافق على مشروع «يمين الولاء» للدولة اليهودية، حيث تنص مفرداته على: «أقسم بأن أكون موالياً لدولة إسرائيل بصفتها دولة يهودية، صهيونية، ديمقراطية ولرموزها وقيمها، وأن أقوم بخدمة الدولة كما هو مطلوب منى سواء فى الخدمة العسكرية، أو فى أى موقع من مواقع الخدمة كما ينص القانون».. ثم بعد ذلك قانون الهوية اليهودية على فلسطين، وترامب أعلن أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وهذه بداية مرحلة فرض الأمر الواقع بما يطلق عليه اسم «صفقة القرن» عبر تبادل الأراضى بين فلسطين واسرائيل بمساعدة كوشنر زوج ابنه ترامب وهو المستشار الأول لترامب ويهودى الجنسية والديانة وجميع هذه المراحل تبرز الصراع الممتد بين العرب واسرائيل.
ولماذا يبررون كل أمر يفعلونه أنه طبقاً للشريعة اليهودية؟
- هم يعتبرون فلسطين أرض الميعاد ويطلقون على اسرائيل مملكة داود لأنهم فى شتات طوال التاريخ، واليهود يتشكلون من جنسيات متعددة ولهم لغات مختلفة، بل هناك خلاف بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، فما الذى يمكن أن يوحد بين هذا الشتات، فلم يجدوا غير الدين وهو العامل الوحيد المشترك بينهم، ولهذا كل أمر يتعلق بإسرائيل يرجعونه إلى الدين، رغم وجود خلاف بين اليهود الأصوليين وبين التحرريين، وخلاف بين يهود الشتات ويهود الصبرة، أى الذين ولدوا فى اسرائيل ويتشبهون بنبات الصبار دليلاً على المشقة التى تحملوها لنشأة اسرائيل، حتى أن هناك قانونًا خاصًا يتعلق بالرموز الدينية وتلعب الرموز والبعد العقائدى دورا رئيسيا فى البعد البنيانى والبعد القيمى لإسرائيل، فى جميع
مراحل نشأتها، إذ يعتبر الرقم «7» ومضاعفاته رمزا أساسيا فى العقيدة اليهودية، وإدارة شئون الدولة ؛ فارتحال إبراهام إلى مصر كما أمره الرب قد بدأ من بئر سبع، ومؤتمر بال كان فى 1897، والاستيلاء على أرض فلسطين فى 1947، وكذا حرب 56 (7 × 8 )، وحرب 67، ولما كانت سنة 2009 تمثل بعدا زمنيا مميزا بالنسبة للعقيدة اليهودية، إذ تعتبر هذه السنة إحدى مضاعفات الرقم 7 ( 7 × 287 ) كما أن مضاعفاتها تبدأ برقم 7 أيضا، فقد شهدت هذه السنة موافقة الكنيست الإسرائيلى على أخطر قرار له فى تاريخه وهو الإعلان عن قيام الدولة اليهودية وذلك فى تحدٍ سافر للعالم بأسره، ولجميع المواثيق والأعراف الدولية التى ترفض قيام دولة على أساس طائفى، أو دينى، أو حتى على أساس عرقى.
إذن إسرائيل تستخدم الدين للتغطية على التفسخ الاجتماعى داخل المجتمع الاسرائيلى؟
- بالفعل.. لأنها أدركت أن بنيانها الاجتماعى به وهن شديد، بوجود تناقض ضخم فى نسيجها الاجتماعى، ذلك أن هناك سمات اكتسبها اليهود عبر قرون طويلة مضت، عندما عاش هؤلاء اليهود كأقلية فى مختلف دول العالم فى مجتمعات مغلقة عليهم، حتى أصبحت هذه السمات غريزية، من الصعب إن لم يكن من المستحيل التخلى عنها، فتعددت الأجناس، وتنوعت اللغات، واختلفت الثقافات، وتناقضت القيم، فكان لابد أن يختلف النسق السلوكى، والنسق القيمى المكتسب ليهود دول أوربا والولايات المتحدة، «الإشكنازيم» وأولئك «السفراديم» أى الذين جاءوا من دول الشرق «الأدنى والأوسط» أى التناقض بين التحرر الأوروبى والتحفظ الشرقى، إذ فشلت إسرائيل حتى الآن فى توحيد اللغة العبرية ذاتها،ولهذا يلاحظ أن اللغة العبرية تستخدم بالطريقة السفرادية «الشرقية» وفقا لمقتضيات مناسك الدين اليهودى، بل أدركت أيضا مدى عمق التناقض القائم بين العلمانيين والدينيين، وبين جيل المؤسسين «جيل الشتات» وجيل الصابرا «أى الذين ولدوا فى إسرائيل»، وإزاء هذا التناقض أدركت إسرائيل مدى الحاجة الإستراتيجية الملحة لوجود عامل يؤلف بين القلوب، ويقرب بين الثقافات، ويوحد بين الأجناس والألوان، ولما كان الدين اليهودى هو العامل المشترك الوحيد بين أولئك وهؤلاء، فقد عملت إسرائيل على أن يكون الدين هو المحدد الرئيسى لتفاعلات هذه المرحلة.
هل عدم وجود خريطة لإسرائيل يؤكد استمرار مطامعها فى الأراضى العربية؟
- تم تصميم علم إسرائيل على نحو يتسق مع الموروثات الدينية اليهودية، إذ يرمز الخطان على أجناب نجمة داود إلى نهرى النيل، والفرات، بينما ترمز المساحة البيضاء التى تتوسطها نجمة داود إلى الأرض التى وعدهم بها الرب «إذ أتى إبرام من أور ثم عبر النهر الكبير «المقصود به نهر الفرات» فظهر له الرب فى هذا اليوم وقطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا، «لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات» «سفر التكوين: 15- 18» وهكذا حرفت إسرائيل قول الرب وقامت باستبدال نهر مصر بنهر النيل، «من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل» وهو قول مغلوط، إذ إن نهر النيل أكبر كثيرا من الفرات الذى وصفه الرب بالنهر الكبير، ومن المعروف أن نهر العريش «وادى العريش حاليا» كان يسمى قديما «نهر مصر» كونه معبرا من الشرق للقادمين إلى مصر، بل حرفوا الدين نفسه إذ كيف يظهر الله سبحانه وتعالى إلى بشر ولم يظهر لرسولهم حيث قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ».
كيف أدار العرب النكبة العربية أو الصراع مع إسرائيل؟
- لم ينجح العرب حتى الآن في إدارة الصراع مع إسرائيل بما يؤدى إلى الوصول إلى حل متكافيء متوازن يضمن حقوق جميع الأطراف، بالرغم من أن العرب يمتلكون جميع المقومات التى تجعل منهم أمة واحدة، كالعرق واللغة والدين والحضارة وبما يمكنهم من إحداث نظام عربى قومى يمكن ان يواجهوا به التكتلات الاقتصادية العملاقة والدول العظمى لكن فشل العرب فى إيجاد هذا النظام بالرغم من الثروات والإمكانيات الاقتصادية والموارد البشرية والقدرة على امتلاك التكنولوجية المطلوبة، وعدم الكف عن استيراد الأسلحة التى تعرضهم إلى الانكشاف الأمنى ولم تظهر استراتيجية موحدة تواجه كل ما يواجه العرب من أخطار.
وما نتيجة النكبة العربية على الواقع العربى؟
- النكبة العربية أدت إلى التخلف عن الركب العالمى والتقدم والاحتياج إلى الخارج باستمرار والحماية الخارجية والانكشاف الأمنى.
هل نتيجة نكسة 67 تختلف عن نتيجة حرب 48؟
- بعد هزيمة يونيو 1967 والإدراك الكامل للقيادة السياسية المصرية بأن التوازن الاستراتيجى كان فى صالح إسرائيل، بحكم تفوقها فى التسليح التقليدى، وفوق التقليدى بامتلاكها للرادع النووى، وبحكم أوضاع قواتها وتمركزها شرق القناة فى سيناء، واستنادها على أكبر
وأطول مانع مائى عرفه تاريخ الحروب، وبحكم ارتباطها الإستراتيجى مع أمريكا وهى أكبر حليف فى النسق الدولى، إلا أن عدم رضا مصر عن هذه الأوضاع وإحساسها بعمق الإهانة القومية، وبروز قدرتها على إحداث الفعل، فكانت حرب أكتوبر 73، حرب تحرير الأرض، و حرب استعادة الكرامة القومية، واندمال الجرح الوطنى، الذى ما كان ليندمل إلا بهذا النصر الذى أحدث تغييرا جذريا فى الأوضاع التى كانت قائمة قبل الحرب، وفرض أوضاعا جديدة فى النسق الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط، ومن المهم أن نأخذ جميع الحروب التى تمت ضد اسرائيل ككتلة واحدة بمعنى أن حرب 48 أدت إلى حرب 56 التى أدت إلى حرب يونيه 67 التى أدت إلى حرب أكتوبر المجيدة بما فيها حرب الاستنزاف التى تعتبر المرحلة الافتتاحية لحرب أكتوبر.
ماذا عن دور بريطانيا فى مراحل الصراع العربى الإسرائيلي؟
- جميع الكوارث الموجودة فى العالم وليس فى مصر والمنطقة العربية هى نتيجة لفعل أو رد فعل للسياسات البريطانية السابقة.
وهل اختلف الدور الأمريكى عن الدور البريطانى فى مراحل الصراع العربى الإسرائيلى؟
- الولايات المتحدة تتبنى وتساند جميع المواقف الإستراتيجية لإسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا بل واجتماعيا بالقدر الذى يتعين معه تحقيق الأهداف والمصالح الإسرائيلية، فتقدم الولايات المتحدة الدعم السياسى والمادى والمعنوى غير المحدود لإسرائيل فى أحرج المواقف، إلى حد استخدام حق النقض أو الاعتراض «الفيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل أو التهديد باستخدامه ضد أى مشروع قرار قد يؤدى إلى الإدانة، حتى أصبح استخدام هذا الحق أو التهديد باستخدامه متوقعا فى جميع المواقف المحتملة والمستقبلية، وبناء عليه، مارست إسرائيل كل صنوف التجاهل والتعنت لحقوق الشعب الفلسطينى، ومارست أيضا كل أنواع الغطرسة فى جميع مواقفها التفاوضية مع الوحدات السياسية لنسقها الإقليمى، وأمريكا هى أول دولة اعترفت باسرائيل هذا بخلاف الدعم غير المحدود فى المجالات الإقتصادية بل الإجتماعية، بخلاف التسليح غير المحدود أو المشروط لإسرائيل وصولاً إلى إحداث التفوق على الدول العربية مجتمعة وغض البصر عن امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، والمعونات الإقتصادية غير المحدودة بالتبرعات أو السبل الرسمية، والمعلوم تاريخياً أن اسرائيل دائماً تلجأ إلى أقوى دولة فى العالم، فقد لجأت لحماية السلطان العثمانى عبد الحميد، وعندما أفل نجم تركيا، لجأت إلى ويلهام الثانى ملك ألمانيا، وعندما أفلت المانيا اتجهت إلى بريطانيا العظمى، وأخيراً بعد بزوغ نجم امريكا لجأت إليها، وأتساءل هل يمكن عند أفول الولايات المتحدة المريكية تلجأ إسرائيل إلى الصين أو روسيا مستقبلاً؟.
هل اليهود نجحوا فى توريث حلمهم للأجيال الصاعدة بوجود وطن قومى لهم؟
- بالفعل وقد أسسوا وطنًا قوميًا لهم بالقانون، وأصدروا أقوى قانون لأنه يتفوق على قانون ضم الأراضى مثل الجولان، لأنه يجعل النقاء اليهودى لفلسطين بجعل اليهود فى الشتات مهما كانت أجناسهم يرجعون إلى فلسطين دون حسابات ويمنع عودة أى فلسطينى تحت دعوى أن السيد المسيح سيعود إلى الأرض ليحكم العالم ألف سنة يسمونها الألفية السعيدة، ويريدون تحقيق حلمهم الذى لن يتحقق بوجود مصر إلى يوم الدين، وفى اعتقادى أنه الدور المنوط لمصر بكشف الزيف الصهيونى وليس الدين اليهودي، لأننا لسنا ضد الأديان وقد أمرنا الله أن لا نفرق بين أحد من رسله، لكننا ضد الصهيونية العالمية.
وإلى أى مدى يتعامل العرب مع توريث الحلم للنشء بأن فلسطين أرض عربية؟
- بالطبع فلسطين أرض عربية، واليهود هم الذين كانوا ذاهبون لقتال الفلسطينيين، عندما قالوا لنبيهم: فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ..
وماذا عن مرحلة السلام بين العرب وإسرائيل؟
- السلام موجود بين مصر والأردن وإسرائيل فقط لكن هل تبحث إسرائيل عن تحقيق السلام بينها وبين العرب وتتخلى عن أطماعها وما يسمى بأرض الميعاد، وهو قول مغلوط لا يثمن ولا يغنى من جوع.
لكن البعض يدعى أن السلام أضعف الصف العربى؟
- لا يوجد عاقل منصف أو مجحف يمكن أن يرفض السلام وديننا يأمرنا بالسلام، فإذا كان هناك سلام يضمن جميع حقوق الأطراف المعنية فى توازن وتكافؤ تام فأهلا به، لكن مشروع القرن مبنى على صيغة غير متكافئة وهى تبادل الأراضى ولا يوجد شيء اسمه تبادل الأراضى فهناك قانون دولى وقرارات مجلس الأمن ينبغى الالتزام بها وتحقيقها.
هل يمكن لمشروع القرن أن يحول الصراع العربى الإسرائيلى إلى صراع عربى فارسي؟
- العداء المستحكم بين أمريكا وإيران يمكن له أن يؤدى إلى ذلك وأرجو الله أن لا يتحول الصراع الحضارى بين العرب والفرس إلى صراع بين السُنة والشيعة لأنها الكارثة الكبرى وهذا ما تسعى إيه الصهيونية العالمية.
إلى أى مدى حققت إسرائيل أهدافها الصهيونية؟
- حققت جميع الأهداف فى المراحل الماضية، وأرجو أن لا تحقق أهدافها فى المرحلة الراهنة وصولاً إلى القول المغلوط إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكنها لن تستطيع تحقيق ذلك إطلاقاً لأنه أمر مغلوط ثم إن مصر باقية إلى يوم الدين وذلك تشريف وتكريم من رب العالمين، وهنا نقول إن هناك حديثين لمن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، الذى قال: سيفتح الله عليكم مصر، فإذا افتتحتموها فاتخذوا من أهلها جنداً كثيفاً.. قيل لماذا يا رسول الله؟ فقال: لأنهم فى جهاد إلى يوم الدين.. وفى الحديث الثانى لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم الدين. وما أؤكده فى الحديثين هو بقاء مصر إلى يوم الدين وذلك لإحقاق الحق ولو كرهت الحركة الصهيونية العالمية.
إلى أى مدى حقق العرب أهدافهم فى القضية الفلسطينية؟
- العرب لم يحققوا شيئا حتى الآن، وأرجو أن يستفيق العالم العربى وبدلاً من أن يكون عالماً عربياً، أرجو أن يكون هناك وطن عربى يشغله أمة عربية لها كيان سياسى واحد واستراتيجية عربية موحدة تستطيع أن تجابه جميع المخططات التى تهددهم ككيان، فهم يملكون جميع المقومات التى تجعلهم قوة قائمة بذاتها تنافس التكتلات الاقتصادية العملاقة والقوى العالمية المختلفة.
ما هو الهدف الاستراتيجى لإسرائيل فى هذه المرحلة ؟ وهل هناك مراحل أخرى قادمة؟
- للإجابة عن ذلك فإنه يمكن تصور أن يكون الهدف الإستراتيجى هو «فرض الدولة اليهودية بفرض سياسة الأمر الواقع، وضمان بقائها كقوة إقليمية عظمى فى قلب النسق الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط، داخل أقصى حدود ممكنة وصيانة سيادتها وأمنها المطلق، والاستمرار فى إقامة المستوطنات لاستيعاب يهود العالم، فى ظل تفوق حضارى، مع الاستعداد الكامل لتطويع أى متغيرات إقليمية لصالحها لضمان استمرار طاقاتها وقدراتها، لتحقيق الرفاهية والازدهار لشعب الله المختار »، وعما إذا كانت هناك مراحل أخرى تلى هذه المرحلة، فمن المؤكد أن هناك بعض المراحل الأخرى قادمة لا ريب فيها، خاصة بعد قيام إسرائيل بإلغاء جميع الأسماء العربية للمدن داخل الخط الأخضر، وتسميتها بأسماء توراتية، حتى إذا جاء السيد المسيح إلى مملكة داود ليحكم فيها الألفية السعيدة وجد ما كان مكتوبا عنده فى التوراة، فما زال حلم إسرائيل الكبير لم يتحقق بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.