«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عاصم الدسوقى: الحق التاريخى لليهود فى فلسطين أكذوبة!
فى الذكرى ال70 للنكسة العربية
نشر في الوفد يوم 16 - 05 - 2018


حوار: ممدوح دسوقى - تصوير: محمد فوزى
اليهود ورثوا أبناءهم حلمهم المزعوم
معاهدة السلام أخرجت مصر من الصراع العربى - الإسرائيلى
النكسة كشفت ضعف العرب
يهود الشرق يعترفون بحكم الله بالشتات
ترامب يناور بحل الدولتين لأنه يريد فلسطين منزوعة السلاح
فى الذكرى السبعون للنكبة العربية ما زالت إسرائيل خنجراً فى ظهر الأمة العربية، وشوكة فى حلقها، تتجرع مرارة النهش فى الجسد العربى بمحاولات تقسيمه من عدو فى الخارج أو خائن فى الداخل الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، أكد أن النكبة العربية كشفت ضعف العرب وضعف جامعتهم العربية، فأصبح أضعف من أن يتخذ موقفاً تضامنياً موحداً ضد المخاطر التى يتعرضون لها.
وأشار الدسوقى إلى أن الحق التاريخى الذى تدعيه إسرائيل فى فلسطين أكبر أكذوبة يهودية، مشيراً إلى أنه لو طبقت الحقوق التاريخية كما تدعى إسرائيل فإن خريطة العالم ستهدم.
وأضاف أن يهود الشرق يعترفون بحكم الله عليهم بالشتات ولهذا يرفضون وجود دولة لهم وأن يهود الغرب هم الذين يتمسكون بوجود دولة يهودية ولهذا ورثوا أبناءهم حلمهم المزعوم بالحق التاريخى لهم فى فلسطين.
كيف ترصد الصراع العربى الإسرائيلى فى الذكرى ال70 للنكبة العربية؟
- الصراع العربى الإسرائيلى مر بمرحلتين مرحلة النشاط اليهودى الصهيونى قبل 1948 وإعلان الدولة اليهودية ومرحلة الصراع بعد ثورة يوليو 1952 التى ظهر فيها خطاب آخر يتحدث عن فلسطين التى احتلتها إسرائيل وطردوا شعبها العربى، وأصبحت القضية الفلسطينية فى إطار العروبة وإطار الأمن القومى الإقليمى وشملت عدوانى 56، 67 إلى أن جاءت مرحلة السادات ودخل الصراع مرحلة جديدة ودخلت أمريكا فى التسويات بعد انتهاء حرب أكتوبر والعبور العظيم من خلال التسوية السياسية فى 1979، وهذه المرحلة هى التى تحكم الصراع وأخطرها لأنها أخرجت مصر من هذا الصراع نهائياً لأنه لا يجوز لأحد الطرفين أن يؤيد نشاطاً يعادى الطرف الآخر.
كيف كان وضع الدول العربية قبل 1948؟
- الدول العربية كانت ولايات خاضعة للدولة العثمانية وخلال الحرب العالمية الأولى حصلت التسوية الشهيرة بين فرنسا وإنجلترا سايكس بيكو فى مايو 1916 بأن تصبح فلسطين والعراق تحت الانتداب البريطانى وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسى والحرب كانت بين ألمانيا والنمسا ضد إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وكلا المعسكرين كان يحاول ضم الدولة العثمانية لأنها صاحبة ولاية على الدول العربية وفرنسا وإنجلترا تحتلها، وانضمت الدولة العثمانية إلى النمسا وألمانيا وعلى الفور أعلنت بريطانيا الحماية على مصر وتم عزل الخديو عباس حلمى الثانى وتعيين حسين كامل باسم السلطان وليس الخديو، وشجع الإنجليز والحلفاء قيام ثورة عربية بقيادة الشريف حسين أمير الحجاز، لإضعاف الدولة العثمانية، وقيام المملكة العربية وكانت حلماً قديماً، لكن دون أن يدرى الشريف حسين أن المنطقة المتفق عليها للمملكة العربية معرضة للتقسيم السرى لسايكس بيكو، ونجحت الثورة العربية فى دمشق، لكن لم تنشأ المملكة ولكن لترضية الشريف حسين عينوا ابنه فيصل ملكاً على العراق وابنه الأمير عبدالله أميراً على شرق الأردن وكانا تحت الانتداب والحماية البريطانية.
وكيف ظهر وعد بلفور وكيفية اكتشافه؟
- صدر وعد بلفور فى نوفمبر 1917 وكانت الثورة البلشفية قامت فى روسيا وخرجت من الحرب وتصالحت مع ألمانيا والنمسا وتفرغت لشئونها، وعندما دخل الثوار والبلاشفة قصر الكرملين عثروا على اتفاقية سايكس بيكو فأفهموا الشريف حسين أنه تم خداعه، ولكنه لم يصدقهم لأن أحد عيوب العرب هو الثقة فى الخواجة الأجنبى، والروس نشروا الاتفاقية فى جريدة البرافدا ونشر خطاب بلفور وزير خارجية بريطانيا موجه إلى زعيم الطائفة الصهيونية فى لندن وبلغة ما زالت تستخدم حتى اليوم وتنطلى على العرب، إن الإنجليز ينظرون بعين العطف لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، ولم يقولوا دولة حتى لا يفتضح أمره، وأنه لن يترتب على هذا أى أضرار على حقوق الطوائف الأخرى، وانتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية وأنشأت عصبة الأمم.
وهل تغير الصراع بعد إنشاء عصبة الأمم؟
- بعد إنشاء عصبة الأمم تم إقامة مؤتمر السلام فى فرساى وتم الاعتراف بسايكس بيكو وليس بثورة الشريف حسين، وتم اختيار المندوب السامى البريطانى على فلسطين «هيرير صمويل» وكان يهودياً وصهيونياً، ومع انتدابه تنفيذ وعد بلفور، وعند وصوله أعلن هذا فقامت ثورة عربية فى الشام وفلسطين وتصدت لها إنجلترا بنفس اللغة غير الدقيقة والتى تحتمل أكثر من معنى لأنه قال: لا أقصد أن تكون فلسطين كلها وطناً لليهود، بل فلسطين وطن للمسلمين والمسيحيين واليهود، وصدقه العرب وتوقفت المظاهرات وبدأ الإعداد لإنشاء الدولة اليهودية بإنشاء الوكالة اليهودية، وكان لها سلطة فى الزراعة والتجارة والتعليم.. إلخ كأنها حكومة ظل والعرب رفضوا إنشاء وكالة عربية لأن فلسطين دولتهم وبدأت اليهود فى إنشاء جامعة عبرية 1925 ولم يعترض العرب.
وماذا عن دور بريطانيا فى تلك الفترة؟
- بدأت الحركة الصهيونية فى تنفيذ الدولة فعلياً، وطلبت من بريطانيا استكمال الخطة ولم توافق عليها بريطانيا فى البداية لأن الأمور السياسية لم تكن
مستقرة حينها، وقامت الحرب العالمية الثانية واشترك اليهود مع الإنجليز وعندما انتهت الحرب عاد اليهود بالسلاح ولم يسلموه، وبدأ النشاط اليهودى مع المنظمات المسلحة مثل الهاجاناه وغيرها لضرب الفلسطينيين حتى يجبروهم على ترك أرضهم ولم تنجح الفكرة، فطالبوا إنجلترا بالخروج من فلسطين لإعلان الدولة اليهودية بل وبدأوا بضرب المسئولين الإنجليز وفجروا فندق الملك داود وكان مركز إدارة الانتداب البريطانى واضطرت إنجلترا أن تعلن للأمم المتحدة أنها سوف تنتهى انتدابها فى مايو 1948 والأمم المتحدة فكرت فى حل المشكلة وقدمت مشروعات فى كيفية إنشاء دولتين عربية - يهودية وفى 29 نوفمبر 1947 كان توجه الجمعية العامة للأمم المتحدة إصدار منشور 141 لسنة 1947 وليس قراراً لأن مجلس الأمن هو الذى يصدر القرار، ولكن حالت أمريكا أن يصل التوجيه إلى مجلس الأمن لأنها كانت تخشى من استخدام الفيتو البريطانى لأنها كانت ترى الأفضل إنشاء دولة واحدة فى فلسطين تضم السكان المسلمين والمسيحيين واليهود والإدارة بها تكون بالانتخاب لكن اليهود رفضوا لأنهم أقلية، وطلبت الأمم المتحدة معرفة رأى محكمة العدل الدولية فى جواز تقسيم أرض فلسطين بهذا الشكل، فحالت أمريكا أيضاً دون أن يصل هذا إلى محكمة العدل الدولية، وقامت اليهود بمذبحة دير ياسين بدايات مايو 1948 قبل إعلان الدولة لترهب العرب وتجبرهم على الجلاء عن أراضيهم.
وماذا كان موقف الجامعة العربية مع الصراع العربى الإسرائيلى؟
- اجتمعت الجامعة العربية لاتخاذ قرار بالمواجهة ودخول العرب فلسطين مع انسحاب بريطانيا ليلة 15 مايو ليتسلموا فلسطين ويسلموها إلى أهلها، ولكن مع استعراض هذه الدول نجدها تحت الاحتلال الإنجليزى والفرنسى وهى مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن وليلة 15 مايو 1948 أعلن بن جوريون قيام دولة إسرائيل وقامت الحرب العربية الإسرائيلية ولم تكن القوة غير متكافئة لأن العرب لم يكن لديهم سلاح كافى، ومع أنه لم يكن يوجد أسلحة فاسدة ولكنها كانت متهالكة ومن مخلفات الحرب العالمية الثانية فانهزم العرب أمام العصابات الصهيونية وفى مارس عام 1949 بدأت الهدنة مع الدول المتلامسة لإسرائيل مصر والأردن ولبنان وسوريا وانتهت بجملة هذه الهدنة توطئة لتوقيع اتفاق سلام دائم ونهائى فى الشرق الأوسط.
إلى أى مدى ألقت نتائج النكبة بظلالها على العالم العربى؟
- أولاً: أظهرت ضعف العالم وعدم قدرته على اتخاذ موقف موحد، وكشفت ضعف الجامعة العربية كمؤسسة لأن ميثاق الجامعة لا يلزم فرض رأى الأغلبية على الأقلية كأى منظمة أو مجلس إدارة لأن الجامعة العربية تقول: الذى يوافق يلزم نفسه بما وافق عليه، ولهذا لا يوجد موقف عربى موحد بل مواقف عربية مختلفة على القضية الواحدة ومندوب الدول العربية لدى الجامعة العربية ليس له صلاحيات.
ما الأكاذيب التاريخية بوجود حقوق لليهود فى أرض فلسطين؟
- الحق التاريخى هو أكبر أكذوبة لليهود فى فلسطين مع أنه كان يوجد يهود ومسيحيون ومسلمون فى القدس، لكن تم تحطيم الوجود اليهودى على مرحلتين، الأولى مع «بختنصر» البابلى عام 32 قبل الميلاد، لأنه قتل اليهود فى فلسطين وأسر واستعبد الباقين ووضعهم فى تل أبيب ببابل، ولهذا إسرائيل عندما استولت على فلسطين، أطلقوا اسم تل أبيب على عاصمتهم، حتى يذكروا الأجيال الجديدة بالتاريخ بأنهم كانوا أسرى وعبيداً فى هذا المكان والمرحلة الثانية هى مرحلة الرومان عام 70 قبل الميلاد حيث دخل الرومان فلسطين فقضوا على اليهود وهدموا المعبد وحطموا الهيكل، وتم تشتيت اليهود فى دول العالم، إذن أين الحق التاريخى الذى يتحدثون عنه؟!
المفترض أن المسيحى الحقيقى يكره اليهود لأن العقيدة المسيحية أن اليهود قتلت السيد المسيح فلماذا تساندهم أمريكا والغرب؟
- نعم، هذا صحيح، ولكن بعد أن تشتت اليهود فى العالم عاشوا فى جيتو ولم يتعامل معهم الأوروبيون ولكن مع ظهور مارتن لوثر وخروجه على الكنيسة الكاثوليكية قائلاً: إن الكنيسة تمارس طقوساً ليس لها أصل فى الإنجيل وقام بترجمة الإنجيل إلى اللغة الألمانية، ووقفت ضده الكنيسة وحرمته من الرحمة وملوك أوروبا كاثوليك فبدأوا يضربون فى الجماعة التى اعتنقت مذهب البروتستانتينية وواجه مارتن لوثر هذه الحرب بكتابة مقاله فى نوفمبر 1517 وقال إن المسيح ولد يهودياً فلماذا تعادى اليهود وهنا وجد اليهود فى مارتن لوثر ودعوته طوق النجاة، وكانت ظهرت الأرض الجديدة أمريكا
وهرب اليهود والبروتستانت إلى أمريكا ولهذا تقدم أمريكا دعماً طاغياً لأن النسبة الغالبة على الشعب الأمريكى هى الإنجليز واليهود الذين كانوا مشتتين فى أوروبا والأقلية هناك الكاثوليكية.
وماذا عن دور تيودور هرتزل ومؤتمر الصهيونية الأول فى دعم الدولة اليهودية؟
- تيودور هرتزل صاحب فكرة الصهيونية وهو صحفى ألمانى من أصول نمساوية وكان قدم طلباً للاشتراك فى ناد اجتماعى بألمانيا ودفع رسوم الاشتراك وفوجئ برفض طلبه لأنه يهودى وليس ألمانياً فكتب كتابه 1886 بعنوان دولة اليهود طالما ليس ألمانياً فهو يهودى وفى 1897 أقام المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل وحضره 200 مندوب يهودى فى طوائف اليهود وتشكلت الصهيونية نسبة إلى جيل صهيون وبدأ التآلف مع التاريخ، وظهر الكلام عن الحق التاريخى، مع أنه لو طبق الحق التاريخى كما تدعى إسرائيل لتهدم خريطة العالم.
كيف؟ ولماذا؟
- لأن آل هاشم حكموا إسبانيا 700 سنة وهذا حق تاريخى ومصر امتد سلطانها حتى نهر الفرات فى عهد تحتمس ومحمد على وصل إلى الشام والحبشة والإنجليز اكتشفوا أستراليا واستعمروها وإذا استخدم الحق التاريخى ستهدم خريطة العالم، ولهذا المهم هو البقاء والاستمرار فى المكان وعلى الأرض والصراع الدينى لا يصنع القوميات.
إذن، اليهود نجحوا فى توريث حلمهم إلى أبنائهم بوجود وطن قومى لهم فى فلسطين؟
- نعم.. فيما عدا طائفة القرائين وهم يهود الشرق ومنهم اليهود المصريون يرفضون فكرة الدولة ويعترفون بأن الله حكم عليهم بالشتات ولا يحق لهم أن تكون لهم دولة ولكن يهود التلمود يؤمنون بوجود دولة لهم وهم يهود الغرب.
وهل العرب يورثون أبناءهم أن فلسطين أرض عربية مغتصبة لليهود؟
- على المستوى الحكومى والرسمى لا يحدث ولكنه نادراً وعلى المستوى الثقافى والفردى ربما أستاذ فى مدرسة أو فى الجامعة يورث هذا الحلم العربى.
ماذا عن الصراع العربى الإسرائيلى بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟
- ترامب لعب مناورات سياسية وأوراق ضغط بعد إزعاج حل الدولتين، لكن فى الخفاء يتردد فى أوساط ودوائر أخرى أن اليهود يصرون على أن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح ولكنه غير معلن، فأعلن ترامب أنه سيفرج عن وثائق خاصة باغتيال الرئيس جون كيندى وهنا سيثبت تورط اليهود وإدانتهم ولكنه كان يغازل إسرائيل ويضغط عليها، ولكنه يبدو أن اليهود ألجموه الصمت وبهدلوه فاضطر أن يلعب بورقة الضغط على العرب لأنها الحائط المائل بالنسبة له، فقرر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ثم الأمس القريب أعلن أنه أقنع إسرائيل بالانسحاب من أربعة أحياء فى القدس الشرقية لأنها ستكون عاصمة فلسطين، وبالطبع تنسحب إسرائيل، لأن هذه الأمور ليس بها لا حجة ولا إقناع بل لغة القوة.
ماذا فعل العرب للدفاع عن القدس بعد قرار ترامب؟
- لم يفعلوا شيئاً ولا شجبوا ولا أدانوا لأنهم أصبحوا فى الأجندة الأمريكية الصهيونية.
هل ما زالت المبادرة العربية 2002 هى السلام خيار استراتيجى للعرب؟
- نعم.. بل والعرب يتواصلون مع إسرائيل فى الخفاء لأنهم لا يمتلكون القوة ولا السلاح المتطور وليس لهم ظهير وبوتين هو الذى أعاد التوازن فى المنطقة بعودة الحرب الباردة مرة أخرى عندما وقف مع سوريا وإيران حتى لا تسقط ويتهدد أمن روسيا لأنها ستواجه أمريكا مباشرة، لأنه لم ينس درس العراق.
هل تحدث مزايدات عربية على القضية العربية؟
- بالطبع.. وذلك بمحاولة إقناع الفلسطينيين بالرضاء بالأمر الواقع حالياً، ونشر هذا المفهوم إعلامياً ومن خلال الدراما والمسلسلات، ونجد من يخرج علينا قائلاً: إن الفلسطينيين باعوا أرضهم ونحن نتحمل مصائبهم وهذا كذب، وافتراء، وهم لم يبيعوا أرضهم بل اضطروا للبيع عن طريق الاقتراض وعدم القدرة على السداد للمرابى اليهودى ثم قالوا: السلطان عبدالحميد منع بيع الأراضى الفلسطينية لليهود، نعم هو فعل ذلك ولكنه لم يمنع التسلل اليهودى إلى فلسطين.
هل نتائج حرب يونية 67 اختلفت عن نتائج حرب 48؟
- نعم، اختلفت لأن مصر لم تقبل بالهزيمة والحرب عدة معارك قد تخسر معركة وتنتصر فى الأخرى، والمنتصر هو الذى يفرض إرادته.
إلى أى مدى حققت إسرائيل أهدافها الصهيونية؟
- أهم ما حققته إسرائيل هو اعتراف مصر بها ثم الأردن، ثم المغرب، ثم قطر لأنها فى 1995 عندما انقلب الأمير حمد على والده، وحتى يحمى نفسه أنشأ مكتب اتصال إسرائيلياً فى الدوحة ومعظم العرب يتعاملون مع إسرائيل سراً.
ولهذا كلما مر الزمن نجد الفرص المتاحة للعرب تتقلص وتصبح أقل مما كانوا يطالبون به؟
- طبعاً.. وهذا ما يحدث فى هذا الواقع لأن العرب تنهزم وتتراجع، والفلسطينيون موجودون فى العراء والمزايدات التى حدثت مؤخراً بين فتح وحماس خير دليل على ذلك، لأنه عندما طرح حل الدولتين كان لابد أن تكون هناك وحدة فلسطينية، وكان على حماس أن تتراجع وتترك فتح لتدير شئون قطاع غزة وفوجئنا بأن حماس وافقت لكنها بعد أن علمت أن حل الدولتين مطروح، ولكن فلسطين ستكون دولة منزوعة السلاح، فأخرجت حماس نفسها بعيداً عن المسئولية التاريخية وألقتها على فتح حتى لا يتم لومها تاريخياً.
هل حقق العرب أهدافهم القومية من خلال الصراع مع إسرائيل؟
- لا.. لم يحققوا شيئاً.
كيف كانت مرحلة السلام مع إسرائيل؟
- مرحلة السلام هى صراع مع إسرائيل أيضاً من خلال المنافسة فى السوق العالمية، ومن خلال جذب مزيد من السياح إلى كل دولة وممكن من خلال ضرب طائرة بطريق غير مباشر ولأن إسرائيل تعلم جيداً أن معاهدة السلام مع مصر تمت إجباراً وكرهاً للشعب المصرى ولهذا تصر إسرائيل على التطبيع ولأن معاهدة السلام من 9 بنود، وإسرائيل استفادت وتعلمت الدرس، وجعلت معاهدتها مع الأردن فى عام 1993 ثلاثين مادة حتى تستطيع مواجهة الثغرات التى فى المعاهدة مع مصر.
وما حصاد السلام مع إسرائيل؟
- حتى الآن نعيش فى أمان ولا يوجد عدوان على مصر، ولكننا فقدنا الزعامة العربية، وفى ذات الوقت أصبحنا نعيش داخل حدودنا ولا أحد يستطيع أن يعيش بمفرده فى هذا العالم، لأنه لا بد من وجود أنصار ومساندين لحمايته من الأخطار.
هل يمكن للعرب أن ينتظروا نكبة أخرى؟
- العرب حالياً فى نكبة بعد أن سلبت إرادتهم ويخضعوا لمناخ عالمى سيئ جداً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.