بريطانيا «الكوبرا» هذا هو الاسم الذى ينطبق على الدولة الثعبانية... الحية الرقطاء التى تسببت فى تدمير الشرق الأوسط والدول العربية... وكما زرعت اسرائيل وسط العالم العربى زرعت أيضا الاخوان الارهابيين وساندتهم وشجعتهم منذ عشرينيات القرن الماضي، والكل يعرف البداية فى مصر وقصة الخمسمائة جنيه وحسن البنا، واحتضانها الآن رؤوس الإرهاب. وها هى اليوم تكشف عن جريمتها باعتراف صريح يستفز العرب، حيث تنظم احتفالية تدعو إليها قادة اسرائيل للاحتفال بمرور مائة عام على وعد بلفور. ونذكرهم بأن سعى جيمس بلفور لإقامة وطن قومى لليهود حبا فيهم، حيث قاوم دخول المهاجرين منهم الى بريطانيا، لكنه جاء نتاجا لتغيرات كثيرة فى العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانكسار الامبراطورية العثمانية، وهرولة بريطانيا للاستحواذ. على أكبر نصيب من «الكعكة» ونجحت عام 1920 فى فرض الانتداب البريطانى على فلسطين وعينت الصهيونى هربرت صموئيل مندوبا ساميا بريطانيا. وقد استندت بريطانيا آنذاك إلى وثيقة بلفور عام 1917. وكان الجو الاوروبى العام قد ضاق باليهود، ونشأ الاعتقاد بأنه ليس من مصلحة أى بلد أن يقوى نفوذ اليهود فيه هذا بالإضافة إلى الشفقة عليهم بسبب ما عانوه خاصة فى ألمانيا وأصبح إقامة دولة يهودية صهيونية ضروريا لهم. وتحت هذا الانتداب البريطانى وضعت التسهيلات التاريخية للحركة الصهيونية فى النزوح إلى فلسطين وشراء الأراضى وإقامة المستعمرات، ويعتبر قرار التقسم فى التاسع والعشرين من نوفمبر 1947 الذى أصدرته الأممالمتحدة هو البداية الحقيقية لقيام دولة إسرائيل التى أعلن قيامها رسميا فى 1948، وقد ساعد بلفور على قيام دولة إثنية يهودية من الأصل، وتصف اسرائيل نفسها بأنها دولة يهودية وديمقراطية فى الوقت نفسه، ويعتبر معظم مواطنى الدولة يهودا بديانتهم أو بقوميتهم مع أقلية عربية كبيرة من المسلمين والمسيحيين وكذلك «الدروز» ويطلق عليهم مسمى «َعرب اسرائيل». ويدعى البعض فى كتاباتهم أن بريطانيا هى ذيل لأمريكا، وأرى العكس.. بريطانيا تخطط وأمريكا تنفذ.. وكما يقال: بريطانيا المخ وامريكا العضلات.. بريطانيا هى ثعبان الكوبرا وأمريكا الذئب. طبعا هذا الانطباع ليس كرها فى أمريكاوبريطانيا لكن بسبب التاريخ المسجل عن دور بريطانيا فى مصر مثلا.. «حرب 1967، 1956، ومساندة بريطانيالأمريكا حين شجع كيسنجر اسرائيل على خرق قرارى مجلس الأمن فى أثناء حرب أكتوبر. إذن بهذا التحدى للشعوب العربية بواسطة بريطانيا واحتفالها بوعد بلفور فإنها تعترف بمساندة إسرائيل على التوسع وتشجيع أطماعها المستمرة، ولا ننسى مقولة «من النيل للفرات» علما بأن كلمة النيل قديما فى الثقافة اليهودية تشير إلى «وادى العريش» وأيضا مقولة «ان حدود دولة اسرائيل هى الاراضى التى يقف عليها الجندى الاسرائيلي» ونذكر ايضا أنه لولا وقوف مصر صامدة ومنتصرة فى حرب اكتوبر 1973 لكانت اسرائيل ووراؤها أمريكاوبريطانيا قد رسخت أقدامها فى سيناء، وعندما حدثت الثغرة سأل شارون دافيد اليعازر أين نقف غربا اذا تمت الثغرة؟ ليجيبه هيلتون النيل، اذا استطعت!.. لقد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق بالقوة لان بلاد بلفور أيامها كانت تحتل العديد من الأقطار العربية. د. عادل وديع فلسطين