يسعى كل مسلم في شهر رمضان المبارك للتقرب لله تعالى راجيا رضاه ونيل الكثير من الحسنات بالعمل الصالح والعبادات ومن ضمن تلك العبادات قراءة القرآن الكريم، وهناك من ينظر للمصحف فقط، وغيره من تكن نيته التفكر والتدبر ولا يعلم فضل النظر للمصحف الشريف. وهذا ما ذكره قسم الفتاوى بالموقع الرسمي للأزهر الشريف، موضحًا أن النظر إلى المصحف عبادة، ولكن ينبغي أن يكون مقرونًا بالتفكر والاعتبار. كما أن المصحف الشريف الذى يحوى بين دفتيه كلام الله تعالى عز وجل قد ورد في فضل النظر إليه مع التفكر والتدبر أثار منها : أن يمتعه الله ببصره في حياته واستنادًا لذلك ما رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته "ص: 145" بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَدَامَ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِبَصَرِهِ مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا". كما ورد الحث على النظر في المصحف عن عدد من الصحابة مرفوعا، وموقوفا، منهم: البراء بن عازب، وابن عباس، وابن مسعود، وعائشة رضي الله عنهم، وغيرهم، ورد بطرق متعددة يشد بعضها بعضا منها: ما أخرجه تمام في فوائده "1- 130" بسنده عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ وَرَتِّلُوهُ "... الحديث، وفيه: "والنَّظرُ في المصحف عبادةٌ" ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه "2- 240" بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: "أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ"، وبسنده عَنْ يُونُسَ، قَالَ: "كَانَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ النَّظَرَ فِي الْمَصَاحِفِ". وقد نص الأئمة على فضل النظر في المصحف ، قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن "ص: 100": "قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر" هكذا قاله القاضي حسين من أصحابنا وأبو حامد الغزالي وجماعات من السلف ونقل الغزالي في الاحياء أن كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرأون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف". كما قال الإمام المناوي في فيض القدير "3-459": "والنظر إلى المصحف"، أي القراءة فيه نظرًا، ويُستأنس أيضا بما رواه البيهقي في شعب الإيمان "3- 509" بسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ؟ قَالَ: " النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ، وَالِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ"، وهنا قرن النظر في المصحف بالتفكر والاعتبار.