تحت عنوان "الإخوان لعبوا بالحجر والنار"، قالت مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية إن جماعة الإخوان المسلمين سلكوا كافة الطرق المشروعة والملتوية ليصلوا إلى سدة الحكم حتى على حساب القوى الثورية الأخرى بل استغلوا المجلس العسكري ليمهد لهم الطريق ليحققوا هدفهم الذي طال انتظاره أكثر من 84 عاما. وقالت المجلة غن جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في العهد السابق استطاعت في غضون 18 شهرا منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك ان ترتقي عالية وتسكن القصور الرئاسية بدلا من السجون الحربية، فبدأت حياتها السياسية بإنشاء جناح سياسي للجماعة تحت اسم "حزب الحرية والعدالة" ليحظى بأغلبية في أول انتخابات برلمانية ويمثل أكثر من 40% من مقاعد مجلس الشعب بعد ائتلافات مع القوى الثورية الأخرى مثل حزب الوفد والتيارات الدينية لخلق تحالف ديمقراطي من أجل مصر ولكن باء معظمها بالفشل في حين حققت الجماعة من وراءها مكاسب عديدة. وأوضحت المجلة أن جماعة الإخوان المسلمين تلاعبت بالأوضاع السياسية في مصر وغيرت كلمتها حول نيتها في عدم الزج بمرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر بعد الثورة، ليحجز الدكتور محمد مرسي، مرشح الإخوان وحزب الحرية والعدالة، لنفسه ولجماعته مكانا راسخا في انتخابات الإعادة للرئاسة المصرية ضد منافسه الفريق أحمد شفيق، مرشح النظام السابق والمدعوم من المجلس العسكري، فتغازل الجماعة القوى الثورية والتيارات السياسية لتقف بجوار مرشحها وتدعمه ليكون مرشح الثورة ولا يدعو مجال لعودة النظام السابق فاحتشدوا في الميدان ليضغطوا على المجلس العسكري الذي بدرت منه محاولات للتلاعب في نتيجة الانتخابات وتقديم مرشحه المفضل أحمد شفيق رئيسا لمصر. وتابعت الصحيفة لتقول إن المناصب التي استحوذت عليها جماعة الإخوان المسلمين باتت مجرد مناصب وهمية "لا تسمن ولا تغني من جوع" بعد أن تدخل المجلس العسكري في الحياة القضائية وتم حل البرلمان الذي يهيمن عليه حزب الحرية والعدالة بحكم قضائي ويصدر إعلان دستوري مكمل يخوله من صلاحيات وسلطات لا يملكها الرئيس فتمتد يد العسكر وتضمن لنفسها الهيئات التشريعية والتنفيذية. وأنهت المجلة المقال برؤيتها أن مرسى يتفاوض في الغرف المغلقة مع المجلس العسكري ليستعيد بعضا من سلطاته أو صلاحياته المفقودة في حين يمارس أتباعه بدعم من القوى السياسية ضغوط الإرادة الشعبية في ميدان التحرير ليكون لهم رئيس كامل الصلاحيات.