قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن ميدان التحرير أصيب بالإرهاق والسأم والإجهاد بعد أن شهد الميدان يمين رئيس ثوري مدني جديد للبلاد، وراح يفكر في ترك الرئيس يمارس مهام عمله دون إعاقته، وخاصة بعد ان استولى شباب الإخوان على أطراف ساحة الميدان. وتابعت المجلة لتقول أنه بعد أن اكتظ الميدان بحشود من الشعب المصري وغيمت روح الثورة على الميدان وتعالت صيحات الحرية التي هزت المباني المحيطة لتقول مصر كلمتها وتطيح بنظام بائت استبد شعبه وقهر أهله ومارس كافة أعمال العنف والقمع فوقف ضده ليسجن رأس هذا النظام وما يزال الميدان واقفا على قدم رجل واحد في محاولة منه ليصل رجل ثوري ينتسب إلي الميدان إلى سدة الحكم. وأضافت أن ميدان التحرير أصر على موقفه حتى أعلن فاروق سلطان، رئيس لجنة الإنتخابات الرئاسية، فوز رجل من الميدان ليصبح أول رئيس مدني في تاريخ مصر، الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وبدأ ينبض الميدان بالحرية ويشعر بالديمقراطية ويتنفس العدالة الإجتماعية، ولكنه فجأة رأى أن رئيسه الذي انتخبه بلا صلاحيات كفارس بلا جواد وأن جواده امتطاه المجلس العسكري عندما وضع إعلان دستوري مكمل يؤهله ويمكنه من ممارسة صلاحيات وسلطات الرئيس المنتخب، فقال الميدان كلمة "لا للإعلان الدستوري المكمل" وناضل الميدان ليمكن رئيسه من كافة صلاحياته التي نص عليها دستور البلاد وصارع الميدان والرئيس وجماعة الإخوان المسلمين ضد العسكر. وأوضحت المجلة أنه بعد تصاعد الشكوك حول تلاعب جماعة الإخوان المسلمين بالقوى الثورية وشكوك بوجود مفاوضات في الغرف المغلقة مع المجلس العسكري للتغاضي عن الإعلان الدستوري المكمل، توترت التيارات السايسية وحس الميدان بالإرتباك لاسيما بعد أن رفضت بعض القوى الثورية كحركة 6 إبريل قسم الرئيس لليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا والتي ترى من وجهة نظرها أنه رمز لقبول الإعلان الدستوري المكمل فنسحبت من جانب الإخوان لترى طريق آخر لها. وفي الوقت الذي انطلقت فيه الأعلام ببعض ضواحي القاهرة لتؤيد المجلس العسكري عمت في مصر الفوضى السياسية ليرى ميدان التحرير نفسه خاليا من الثوار والقلة الموجودة أصيبت بالإنهاك والسأم لتشاهد ما ستأوول إليه الأمور لاسيما بعد أن استولي شباب الإخوان على أركان الميدان الذي كان يوما لكافة طوائف الشعب ولا يرفرف أعلاه سوى علم مصر.