سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلماء العمانيون فى جامعة السلطان قابوس يقهرون الإيدز بعد أبحاث استمرت زهاء 16 سنة مسقط تحتضن الاحتفالات الدولية والخليجية باليوم العالمى للملكية الفكرية
تحقق سلطنة عمان فى مختلف المجالات استحقاقات علمية عالمية عديدة. فى هذا الإطار حصلت جامعة السلطان قابوس منذ أيام على براءة اختراع دولية عن اكتشاف علاج جديد لاستئصال الفيروس المسبب لمرض الإيدز من جسم المصاب. وقد تم بالفعل تسجيل براءة الاختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكى. وحسب البوابة الإلكترونية لجامعة السلطان قابوس، فقد تم التوصل إلى هذه التركيبة الفعالة التى تعد سبقًا علمياً كبيراً بعد دراسات مضنية، استمرت زهاء أكثر من 16 سنة تم فيها استخدام حيوانات التجارب المختلفة فى المختبر، بعد إصدار التصاريح اللازمة من لجان الأخلاقيات ذات الاختصاص. تم تجربة هذه التركيبة وأثبتت فاعليتها فى التخلص من الفيروس نهائياً بوجود طاقم طبى على أعلى مستوى. واستغرق اعتماد طلب الحصول على براءة الاختراع حوالى 3 سنوات ومر بمراحل عدة بما فيها لجان علمية طبية متخصصة داخل جامعة السلطان قابوس، وخارجها ومن خلال ممتحنين متخصصين فى الولاياتالمتحدةالامريكية ومن مكتب براءات الاختراع الامريكى. تتكون هذه التركيبة العلاجية الشافية من ثلاثة عناصر أساسية هى خليط من مكونات أعشاب استوائية طبية من نبات الساسوريا ومن حليب الإبل الملقح مسبقاً الذى يحتوى على أجسام الإبل المناعية المضادة لمكونات الفيروس. فى سياق متصل شهدت السلطنة فعاليات عديدة فى إطار الحرص على المشاركة فى الاحتفاء باليوم العالمى للملكية الفكرية الذى أقيم هذا العام تحت شعار «للذهب نسعى- الملكية الفكرية والرياضة». وتم تنفيذ برنامج حاشد تضمن إقامة ندوة ومعرض المخترع الخليجى ليشكل منصة برزت من خلالها مجموعة رائعة من المبادرات والأفكار توضع فى إطار الاختراعات التى تمثل أبناء السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأعرب المشاركون عن الاهتمام بأن تحول هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية يتم تبنيها سواء من قبل شركات محلية أو إقليمية ودولية مع الحفاظ على حق المخترع، مشيرين إلى أن هناك وعياً كبيراً لدى أصحاب هذه الابتكارات عبر تسجيل براءات اختراعهم محلياً وإقليمياً ودولياً، كما أن هناك اهتماماً كبيراً من وزارة التربية والتعليم من خلال مشاركتها لتقديم نماذج وأمثلة لها لتعليم الناشئ ثقافة الاختراع والابتكار فى مجالات عدة. كما أن هناك تجاوباً واهتماماً كبيراً من كافة الجهات الحكومية فى اطار شراكة علمية.. تم خلال الندوة تقديم أوراق عمل عدة. تطرقت الأولى إلى جهود السلطنة فى حماية الملكية الفكرية فى هندسة الاتصالات. فيما قدمت إدارة دعم الابتكار بمكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورقة العمل الثانية التى دارت حول دور الملكية الفكرية فى تنمية الرأس المال الفكرى وتناول فيها أنواع الملكية، من حيث المؤلف والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والاصناف النباتية والحيوانية والبيانات الجغرافية. وقدم وفد وزارة الخارجية الأمريكية ورقة العمل الثالثة التى تناولت الملكية الفكرية وصناعة الرياضة. كما تم استعراض قصة نجاح تحت عنوان: شجع فريقك ودور نظام الاختراع فى الصناعة الرياضية. تتميز السلطنة بالإدراك العميق للأهمية الكبيرة لدور وإسهام البحث العلمى فى كل المجالات، وعلى كافة المستويات، ولذا فإنه فى مقدمة الركائز التى تستند إليها الكثير من الخطط الاستراتيجية والبرامج التعليمية والتدريبية، وعبر إعداد القيادات، والأخذ بيد الكفاءات منهم ودعمهم من أجل أن يتمكنوا من شق طريقهم. فى هذا الإطار تشجع الحكومة الشباب بوجه خاص على الاجتهاد والابتكار، والعمل على تحويل أفكارهم إلى أدوات وتطبيقات عملية مفيدة، وتوفير الكثير مما يمكن مساعدتهم، عبر آليات تنفيذية لدى كل من: جامعة السلطان قابوس، مجلس البحث العلمى، واحة المعرفة مسقط، الجامعات الأهلية فى مختلف محافظات السلطنة، حاضنات الأعمال، مؤسسات القطاع الخاص. ولم يكن علاج الإيدز هو الابتكار المهم الوحيد، فقد تم بالفعل تسجيل أكثر من براءة اختراع من أهمها اختراع جهاز لإنتاج الطاقة من جزيئات الماء، وتكمن أهمية هذا الاختراع فى اتصاله بواحد من المجالات التى تحظى باهتمام واسع النطاق، محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو مجال إنتاج الطاقة، وما يبذل فيه من جهود عديدة ومكثفة، سواء لتقليل نفقات إنتاج الطاقة من المصادر التقليدية كالنفط والغاز الطبيعى، أو لاستخدام المصادر المتجددة لإنتاج طاقة نظيفة وبكلفة مناسبة، ويأتى هذا الاختراع كإسهام فى هذا المجال، لأنه يقوم على إنتاج الطاقة من جزيئات الماء. كما تتواصل جهود تفعيل الاختراعات للانتقال بها إلى حيز التطبيق العملى والإنتاج الاقتصادى المفيد للمجتمع وللاقتصاد الوطنى. وتلك من أكثر المراحل أهمية وتكلفة أيضاً، لأنها تتكفل بنقل الاختراع من الحيز الضيق أو المحدود إلى حيز الإنتاج الأوسع، بكل ما يعنيه ذلك من نفقات وتمويل لا يقوى عليه صاحب الاختراع عادة، ومن ثم فإنه يلقى الدعم من جانب الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات المهتمة والقادرة على تحويل الاختراع إلى مجال الإنتاج الأوسع. من جانبها أعلنت وزارة التجارة والصناعة أن العام الماضى شهد تسجيل أكثر من 13 ألف علامة تجارية و421 طلب براءة اختراع فى السلطنة، وتوقعت أن يزداد العدد خلال العام الجارى نتيجة زيادة وعى المبتكرين، منوهة عن قيامهم بتسجيل براءاتهم قبل نشرها، وقبل المشاركة فى أى معرض. وسجل عدد طلبات براءات الاختراع المقدمة من الأفراد والشركات (391) طلبًا فى السلطنة خلال عام 2017 مقارنة ب (369) فى عام 2016م وقد توزعت هذه البراءات فى عدد من المجالات هى: (التركيبات الكيميائية والصيدلة والميكانيكا، والإلكترونيات والاتصالات، وتقنيات استخراج الغاز والنفط). وفى هذا الصدد تم وضع خطة تهدف إلى نشر الوعى وأهمية حماية الاختراعات والأفكار التى تنطوى على الخصائص الإبداعية من خلال براءات الاختراع فى الجامعات والكليات والمناطق الصناعية. ويتم دوماً تحسين وتطوير الأداء لإجراءات إصدارها بهدف تحسين الخدمات المقدمة تشجيعاً للإبداع والتطوير العلمى والتقنى ولتعزيز موقع صاحب البراءة فى السوق وحمايته ضد المنافسة والتزييف بالإضافة إلى ضمان العائد على الاستثمار من خلال تراخيص الاستغلال. من جانبها تعمل كافة الوزارات على تهيئة بيئة أعمال تنافسية للقطاع الخاص ليساهم بفعالية فى تنمية الاقتصاد الوطنى ومن منطلق هذه الرؤية تقوم بدور كبير فى نشر المعرفة لحقوق الملكية الفكرية بما يحقق أقصى درجات الفائدة بالقيام بعقد محاضرات وحلقات عمل بهدف إبراز هذا الجانب وتحفيز الباحثين والعاملين فى المؤسسات العلمية وغيرهم من المستفيدين لتقديم وتنفيذ الأفكار والمشاريع الإبداعية وتسهيل انتقال التكنولوجيا من المؤسسات العلمية والبحثية إلى القطاع الصناعى. والهدف من تسجيل براءات الاختراع حماية المخترع من التعدى على اختراعه من الغير دون تصريح منه باستغلاله حيث إن الحصول على شهادة براءة الاختراع بمثابة الحصول على مستند رسمى يصدر من وزارة التجارة والصناعة. وتنطوى كافة الاختراعات على خطوة إبداعية قابلة للتطبيق الصناعى، كما أن للبراءات دوراً محفزاً للأفراد بالاعتراف بإبداعهم ومكافأتهم مالياً لاختراعاتهم التى يمكن تسويقها وتشجع تلك الحوافز على الابتكار الذى يضمن تحسن نوعية الحياة البشرية باستمرار. ولمالك البراءة الحق فى التصنيع والبيع والاستيراد والتصدير والتخزين لمنتج اختراعه وأيضاً له الحق فى تقرير من الذى يجوز له أو لا يجوز له الانتفاع بالاختراع المشمول بالبراءة خلال مدة حمايته. كما يجوز لمالك البراءة التصريح للغير بالانتفاع بالاختراع وفقاً لشروط متفق عليها. كما يجوز له أيضًا بيع حقه فى الاختراع لشخص آخر يصبح بذلك مالك البراءة الجديد. وعند انقضاء مدة البراءة تنتهى الحماية ويؤول الاختراع إلى الملك العام وهذا يعنى أن مالك البراءة لم يعد يتمتع بالحقوق الاستئثارية فى الاختراع الذى يصبح فى متناول الغير لاستغلاله فى التجارة والصناعة.